الحلقة الثانية في سلسلة الوعي الثقافي (1) ( المجتمع الديني عند العلامة الطباطبائي )

| |عدد القراءات : 2264
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الحلقة الثانية في سلسلة الوعي الثقافي (1)

 

( المجتمع الديني عند العلامة الطباطبائي )

 

 

 

روي عن امير المؤمنين (عليه السلام ) قوله في معرض الآية الشريفة ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) (طـه:67) قال ( لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه . بل خاف من غلبة الجهال ودول الضلال ) وذلك لأن الجهّال غير العلماء فالعلماء لا ينكرون إلا المنكر بينما يغالط الجهّال ويموهون ويكذبون على الناس ليضلوهم عن الحقيقة بشبهات وأباطيل . وهو ما نراه اليوم في عالم الثقافة المعاصرة وسط هذا الكيد بالإسلام  وبأهل الإسلام ، وهو اعز من أن تنال الأباطيل والشبهات من حجته الباقية وكتابه الكريم ، قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فإن في القرآن خروجاً من كل شبهة ونوراً من كل جهل ورياً من كل ظمأ . ولذلك تجد أهل البدع والأفكار المنحرفة يحاولون الفصل بين الناس وبين الكتاب العزيز ومصادر الإسلام الأصيلة ليستحوذوا عليهم قبل أن يدخلوا في هذا الحصن المنيع ، تارةً تحت شعارات الحداثة والمعاصرة والتجديد وتارةً تحت  شعار الحرية والتبشير بالغرب والتخلف الحضاري عنه بدل أن نجعل مقياس التخلف هو الصورة المثالية الناصعة التي أراد الإسلام للناس الوصول إليها والتي طبقها الهداة الميامين من آل محمد (صلى الله عليه وآله) والخيرة المنتجبون من أصحابهم وعلماء الأمة على طول فترة معايشتهم وكفالتهم للمجتمع ليكونوا حجة تطبيقية للشريعة على ما من أراد نموذجاً حسياً ودليلاً على قابلية الشريعة ونجاحها  في التطبيق والملائمة لجميع العصور .

 

ولم تكتف المرجعية الرشيدة بالتطبيق المثالي الشاخص للإسلام في صعيد المجتمع ولا باستعدادها لمناضلة أي فكر معادي ودحضه بل ها هي توجه طاقات الرساليين الى مصادر الوعي الثقافي بعد تشخيص الثغرات الفكرية في المنظومة المعرفية لدى المجتمع لترص صفوفهم باتجاه الهجمة الفكرية المعادية على المسلمين  والمجتمع الاسلامي ولتعطيهم سلاحاً أيديولوجياً فاعلاً فليستجيب الرساليون لهذا النداء وليتسلحوا بهذه الثقافة التي تنتقيها لهم مرجعيتهم القائدة ليكونوا جنوداً عقائديين بين يدي الله ورسوله والإمام المهدي ( عج الله فرجه) .

 

 

 

ومما اختارته لهم المرجعية الرشيدة اليوم كتاب ( المجتمع الديني عند العلاّمة الطباطبائي )  وهو مجموع المباحث الاجتماعية في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ( قده) جمعها الشيخ محمود الجياشي لتعوض الفراغ الثقافي الذي كان مقرراً أن يملأه كتاب (مجتمعنا ) للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) ذلك الكتاب الذي لم ير النور إلا في ذهن السيد الشهيد الصدر الأول (قده) الذي كان قد شخّص من قبل أن ( مشكلة الإنسانية اليوم والتي تمس واقعها  بالصميم هي مشكلة النظام الاجتماعي التي تتلخص في محاولة إعطاء أصدق إجابة عن ماهية النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به في حياتها الاجتماعية ) .

 

 

 

وقد جاء هذا الكتاب كتعويض امثل عن ذلك العنوان رغم اختلاف العالمين ( قدس سرهما ) في أسلوب العرض وغايات الطرح والذي يشفع له تشابههما في أصالة التفكير وارتباطهما  الوثيق بمصادر الاستدلال الشرعية ومنابع الفكر الإسلامي الأصيلة ، ولعل في أبناء خط المرجعية الرشيدة من ستتبلور في ذهنه الأفكار المطروحة في الكتاب ليعيد تفعيلها ويتوسع في بيانها وطرحها بشكل يجعل من الموضوع ليس مجرد مباحث متفرقة اقترنت بآيات من القرآن الكريم بل كمنظومة متكاملة  حول الموضوع وكتطبيق من تطبيقات التفسير الموضوعي الذي طرحَ أسُسه السيد الشهيد (قده) ، لتلقف ما يأفك دعاة التحديث المنحرف والتجديد ، ولإثراء الساحة الثقافية بما فتحته لنا قرائح علمائنا الأبرار قدس الله أسرار الماضين منهم وحفظ الباقين .

 

اللجنة الثقافية في مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي ( دام ظله)

 

ملاحظة : الكتاب متوفر في معرض الكتاب الدائم لجامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف .

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 (1) وهي عناوين لكتب ثقافية ينتخبها سماحة الشيخ ( دام ظله ) لتطوير المنظومة الثقافية لدى الأبناء الرساليين لخط المرجعية الرشيدة .