سماحة الشيخ ينعى كوكباً آخراً من شهداء الفضيلة
سماحة الشيخ ينعى كوكباً آخراً من شهداء الفضيلة
الاثنين 6 ج1 : نعى سماحة الشيخ اليعقوبي (دامت تأييداته)بأسى وألم ورضا بقضاء الله تعالى كوكباً آخر في سماء شهداء الفضيلة وهو الدكتور حسين مسير عضو المكتب السياسي لحزب الفضيلة الإسلامي وأمين فرع الحزب في مدينة الصدر والذي عين مؤخراً من قبل وزير الصحة في الحكومة المنتخبة مديراً عاماً للشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية وقد كتب سماحته رسالة التعزية التالية إلى زوجته الدكتورة سهام كاظم عضو الجمعية الوطنية عن رابطة بنات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم):
بسم الله الرحمن الرحيم
(تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
هكذا كان الشهيد الدكتور حسين متواضعاً مؤدباً كثير الاطراق برأسه غاضاً لطرفه لا يريد علواً في الارض ويحارب الفساد والاستكبار والظلم والاستئثار والانحراف وما انضمامه إلى حزب الفضيلة الا لكي يجسّد الفضيلة في حياته وليقنع الأمة باتخاذها نبراساً وما قبوله بمنصب المدير العام للشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية الا لكي يجتث الفساد في هذا الحقل الحيوي المهم وقد بدأ فعلاً بخطوات جادة وشجاعة رغم انه لم يمر عليه سوى ايام معدودات وقد اطلعني على شيء من ذلك في لقائي الأخير بكما قبل ان يختاره الله تبارك وتعالى للقائه بيومين وقد كان واضحاً عنده وعندي ان المجرمين مصاصي ثروات الشعب سوف لا يتركونه يمضي في مشروعه الاصلاحي الكبير ولا بد انهم سيقتلونه ليزيلوه عن طريق جشعهم ونهمهم الذي ملأ بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.
حينما فلق السيف هامة امير المؤمنين (عليه السلام) في محراب مسجد الكوفة خرّ مضمخاً بدمه وهو يقول (فزت ورب الكعبة) وهو (عليه السلام) يشير بذلك إلى آيتين في كتاب الله، الأولى قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فهو (عليه السلام) مستبشر بتمام الصفقة مع الله تبارك وتعالى والآية الأخرى في سورة العصر (إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فالإنسان -كل إنسان- في خسر الا من استثني بعصمة الله له ورحمته ولا يتحقق العلم بذلك الا عندما ينهي حياته وهو في طاعة الله تبارك وتعالى وحينئذ يفرح بنصر الله وتأييده الذي حقق له الفوز بالاستثناء.
ومن حق الشهيد الدكتور حسين ان يردد كلمة امير المؤمنين (عليه السلام) بلسانه أو بلسان حاله لانه مضى على بصيرة من امره واعياً لاهدافه عارفاً بقيادته مطيعاً لها مؤثراً إياها على نفسه، وهذه كلها اوسمة شرف له ولاولاده ولزوجته التي هي من عمال الله في ارضه واعتقد انكِ من الوعي والالتفات إلى هذه المعاني بالدرجة التي تنتقلين بها من درجة الصبر على المصاب إلى درجة الشكر على جميل صنع الله تبارك وتعالى وحسن اختياره لكم إذ جعله من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وجعلك من النساء الصالحات اللاتي يربيّن اولادهن على هدي الاسلام العظيم وسيرة اهل البيت (عليهم السلام) ويعوضك الله تعالى بهم ويجعلهم قرة عين لك وللأمة، وما اجمل والذّ ان يكرّس الانسان حياته في طاعة الله تبارك وتعالى ويعطي كل ما عنده لله حتى نفسه من غير ان يمنَّ على الله بل الله هو المتفضل المنان لان هذه كلها من عطاياه عظمت آلاؤه.
اسأل الله تعالى ان يجمعنا وإياه في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الأحبة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) وحسن اولئك رفيقا.
محمد اليعقوبي
النجف الاشرف : 7 ج1 1426