نصيحة وموعظة
نصيحة وموعظة
ورد في الدعاء (اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا) لأنها زائلة وفانية والذي يعمر دنياه وينسى آخرته كمن يبني بيتاً من الثلج ويضعه في شمس الصيف وأني أرى كثيراً من الاخوة الصيادلة وبعضهم مؤمنون ملتزمون وربما يدفعون الحقوق الشرعية لا هدف لهم إلا جمع الأموال ولو على حساب أنين المرضى وآلام الجياع ولا يقف عند حد من دون أن يتأمل ويحاسب نفسه وانه سائر إلى اين؟ ليعلم انه لا تكون النجاة يوم القيامة إلا لمن أتى الله بقلب سليم مملوء بالخير والرحمة والحب للآخرين وإنصاف الناس ومداراتهم أما القلب المملوء أنانية وحب النفس وعدم الشعور بآلام الآخرين فمن البعيد أن يحضى برحمة الله تبارك وتعالى إلا بعد أن يعالج بعذاب شديد فقد ورد إن النبي سليمان (ع) آخر الأنبياء دخولا إلى الجنة وهو نبي معصوم سخر كل ما وهبه الله سبحانه وتعالى لعبادته وطاعته ونيل رضاه وانما كان ذلك لأنه وهب ملكا لا ينبغي لإحد من بعده ونقرأ في سيرة أمير المؤمنين (ع) إن ابنته حينما قدمت له إفطاره وكان خبز شعير ولبن وملح، عاتبها على وضع إدامين مع طعام واحد وقال لها أتريدين أن يطول موقف أبيك يوم القيامة وأمرها برفع أحد الإدامين. وأنا لا أريد أن أحرم الصيادلة وغيرهم من أن يعيشوا بالمستوى اللائق بهم اجتماعيا (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْق)(لأعراف: من الآية32) ولكني أقول: إن هذا المستوى يكفل لهم بأقل من هذا الجشع وعدم الإنصاف الذي يتعاملون به مع الناس كما يفعل بعض الاخوة الطيبين جزاهم الله خير جزاء المحسنين فإنهم ضمنوا لأنفسهم حياة مناسبة في الوقت الذي لم يجحفوا في المجتمع وأسأل الله تعالى أن يرجع جميع الناس إلى الله تعالى وان يعيشوا لله ومع الله فينالوا الحسنيين سعادة الدنيا والآخرة والصيادلة أجدر بذلك لأنهم شريحة مؤمنة مثقفة واعية والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير.