على الخريجين أن يخططوا لمستقبلهم بالمشاريع المادية و المعنوية
على الخريجين أن يخططوا لمستقبلهم بالمشاريع المادية و المعنوية
الاثنين 28/ع2: التقى سماحة الشيخ (دامت تأييداته) بعدد من طلبة المعهد التقني في الكوفة والذين اشرفوا على التخرج وقال لاشك إنكم ترسمون لإنفسكم الآن مستقبلاً يتضمن تلبية احتياجاتكم الأساسية في الحياة الدنيا كالوظيفة الشريفة والزواج السعيد والسكن اللائق وهو حق وضروري ولا تتكامل سعادة الإنسان التي هي هدف الشرائع السماوية إلا بها ولكن لا تغفلوا عن مشاريعكم المعنوية أيضاً بزيادة العلم والمعرفة والبصيرة بالأمور والسعي في أعمال الخير للامة ودعم المشاريع الصالحة والمشاركة فيها وليس صحيحاً أن أقول إن المشاريع الأولى للدنيا وهذه للآخرة بل إنها جميعاً يمكن توظيفها للآخرة والقرب من الله تعالى مع توفر النية المخلصة والسلوك النظيف لذا سميتها المادية والمعنوية واهتموا كثيراً بالزواج وسهّلوا متطلباته بالتعاون مع النساء وأولياء الأمور كما نقل لي إن عدد من المؤمنات الموظفات في سلك التعليم نظمن سلفة بينهن بمليوني دينار يعطينها للرجل الذي يتقدم لخطبة أي واحدة منهن وقد أكبرت هذه الخطوة الشجاعة الحكيمة التي تساهم في حل المشكلة الجنسية وقال سماحته : إن الأهداف الدنيوية محدودة وتنتهي ويصل الإنسان إلى اللحظة التي يشعر انه كان يجري وراء سراب ووهم إما الأهداف المعنوية فهي مفتوحة نحو الكمال ولا حدود لها لأنها تتوجه نحو اللامحدود . وذكر لهم مثلاً أغنى رجل في العالم الملياردير (بيل غيتس) مالك شركة مايكروسوفت فهو يملك مليارات الدولارات لكنه قال لأطبائه النفسيين ومستشاريه أني متألم لأني لا أجد فرقاً بيني وبين من يملك مئات الملايين من الدولارات فكلانا يركب احدث سيارة ويسكن اجمل قصر ويتمتع بألذ المأكولات وأنا أريد أن أتميّز عنهم فقال له أحد استشاريه يمكنك الامتياز عنهم بالتوجه نحو مشاريع الخير والإحسان والأعمال الإنسانية فأنها واسعة ، وهي نصيحة حكيمة ويروى إن عبد الملك بن مروان الطاغية المتكبر الذي يمثل الحجاج الثقفي المجرم السفاك إحدى سيئاته اطلع من شرفة قصره قبيل موته فرأى قصاراً يغسل الثياب على النهر فتمنى لو كان مثله ولا يتورط بهذا الملك الظالم المهلك ولما وصلت الكلمة إلى القصار قال الحمد لله الذي جعلهم يتمنون ما نحن فيه عندما ينزل بهم الموت ولا نتمنى ما هم فيه إذا نزل بنا الموت .