دعوة المؤمنين الى أن تكون قلوبهم وعقولهم أودية كبيرة لمعارف القرآن الكريم
دعوة المؤمنين الى أن تكون قلوبهم وعقولهم أودية كبيرة لمعارف القرآن الكريم
بسمه تعالى من حديث سماحة الشيخ (دامت تأييداته)مع ابناء مدينة الصدر قال تعالى (أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها) ومعنى الآية الظاهري واضح ولا شك أن الأودية الكبيرة تستوعب وتتلقى كمية اكبر من مياه الأمطار النازلة على الأرض من الأودية الصغيرة . لكن القرآن الكريم يعّبر عن هذه الأوصاف بأنها أمثال يضربها للتعقل والتفكر والتدبر في حقائقها التي يرجع اليها تأويلها(وما يعلم تأويلها ألا الله والراسخون في العلم) فإن القرآن يصف نفسه بانه عبارة عن حقائق واقعية محفوظة في اللوح الالهي (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون )أي كتاب محفوظ في علم الله تبارك وتعالى ويقول عنه (لا يمًّسه الا المطهرون ) أي لا يصل الى حقيقته ومعرفة أسراره ألا المطهرون الذين طهروا قلوبهم من الرين ونفوسهم من الرذائل والمصداق الا كمل لهم هم المعصومين (أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ولهذا فأن القرآن يفسر بعضه بعضاً لانه قال عن نفسه أنه تبيان لكل شيء وأنه (ما فرطنا في الكتاب من شيء)فهل يعجز عن بيان معاني نفسه ؟! وفي ضوء هذا فأن الانسان يتلقى هذه المعارف الحقيقية والمعاني الواقعية. بمقدار جهده في تطهير قلبه وتهذيب نفسه وهذا أحد معاني الآية الشريفة التي افتتحنا بها الحديث فأن الماء النازل من السماء مثل للمعارف والالطاف التي يمن بها الله تبارك وتعالى على عبادة والاودية تشير إلى العقول والقلوب وقد ورد في الحديث (إنما القلوب أوعية فأفضلها أوعاها )فينبغي للمؤمنين أن يتسابقوا في تطهير قلوبهم ونفوسهم لتزداد معرفتهم بالله تبارك وتعالى من خلال القرآن الكريم. تنقل عن ثلاثة من كبار علماء الشيعة وهم السيد إسماعيل الصدر والسيد حسين الصدر والمحدث النوري أنهم زارو واحد العلماء في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك ففسر لهم آية بتفسير وجدوه واضح الانطباق على الآية واستغربوا من عدم التفاتهم اليه ثم زاره في الليلة الثانية ففسر لهم نفس الآية بتفسير آخر بنفس الوضوح واستغربوا ايضاً من عدم التفاتهم وهكذا إلى نهاية الشهر, فهذه معارف وعلوم القرآن الكريم وهذا لطف الله تبارك وتعالى بعباده المخلصين في إرائتهم هذه المعاني في اللوح المحفوظ. وإنني حين أذكر هذه الفكرة لأمرين : الأول حثكم على التواصل مع القرآن الكريم والتفاعل مع معانيه ومعارفه وحقائقه لان فيه مفاتيح الخير كله . الثاني:دعوتكم الى مضاعفة الهمة والحماس والشعور بالمسؤولية في العمل الإسلامي المبارك والتمهيد لدولة العدل الالهي ولتكونوا من الاودية الكبيرة التي لا تحمل هم نفسها أو مدينتها بل تتوسع فيه .
وإني اعتقد أن ابناء مدينة الصدر لديهم الاستعداد والأخلاص والهمة ما يؤهلهم لتغطية مساحة العمل ليس على مستوى مدينة الصدر بل الرصافة كلها اذا اعتبرنا مسؤولية مدينة الشعلة هي الكرخ كلها كما قلت في حديث سابق بل أن لمدينة الصدر الفضل في أحياء الشعائر وتفعيل قضايا الاسلام والوطن على صعيد بغداد كلها وهذا ما أثبتته التجارب حيث أظهروا أن بغداد هي مدينة الامام الكاظم والجواد عليهما السلام ومعقل أهل البيت لا كما يريد أن يصورها الآخرون .