مرحباً رمضان
مرحباً رمضان
ابو هادي الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(البقرة183).
ونحن نعيش أجواء العبادة وتزكية النفس وتكامل الروح في شهر رمضان ، شهر الله تعالى الذي هو ربيع القرآن .
ففي هذا الشهر الفضيل نحن في ضيافة الله سبحانه وما أعظمها من ضيافة لأكرم الكرماء التي تجعلنا على قرب من نفحات قدسه وعزّ جلاله ونحسّ برحمته ونعيش أجواء كرمه وننال من تقواه وتحتجزنا عن معاصيه ونلبس من عزه وكرمه ونبتعد عن الذلة والنقص التي تحيطنا من آثار النفس الامارة بالسوء .
ولكن ما أفضل الأعمال التي نتقرب بها الى الله تعالى في شهره الفضيل ؟
أجاب عن ذلك أمير المؤمنين (ع) حينما سأله رسول الله (ص) هذا السؤال فقال: (ع) الورع عن محارم الله .
إجابة مختصرة تعبّر عن مضمون البلاغة .
وقد أكد القرآن الكريم والتشريع الاسلامي هذا التوجيه الالهي حيث جعل مصدر الهداية بعد القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة البقرة: ( ألم الكتاب لاريب فيه هدىً للمتقين) (البقرة 1،2).
وشرح اوصافهم وانتهى بقوله ( وأولئك هم المفلحون ) وفي سورة الشمس: (نفس وما سواها قد أفلح من زكاها ).
فنجاح المتقين وفلاحهم هو في قدرتهم العالية على تزكية النفوس وتطهيرها من أدناس الذات ومصدر هدايتهم و القرآن الكريم الذي كان ويكون شهر رمضان هو ربيعه وتفتح أغصانه ونيل ثمراته حينما يعيش المؤمن أجواء القدسية وقربه من الله تعالى وتثبيت الاخلاص له سبحانه كما أشارت لذلك الصديقة الزهراء (ع) في خطبتها العصماء أمام المجتمع الاسلامي فقالت(ع): ( فرض الله الصوم تثبيتاً للإخلاص ) وبناء اللاخلاص في النفس يكون تمامه بتجنب المعاصي حيث أكد أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة(وتمام الاخلاص تجنب المعاصي ) .
وهنا نصل الى المحصلة والنتيجة من ان هدف الصوم وكل عبادة في الاسلام هو تحقيق ملكة التقوى في النفس الانسانية ما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )( البقرة21 ).
والتقوى صدرها ومصدر هدى المتقين القرآن الكريم الذي نتج آثاره ونتلقى ثماره في شهر الله تعالى وشهر رمضان الذي هو ربيع القرآن فعلينا رفع شكوى القرآن من الأمة حينما تركته مهجوراً وتولت أعداءه حينما اتبعت المناهج الوضعية لمرضى العقول والنفوس في الشرق والغرب ويزداد الاتباع أكثر من هذه المرحلة للدجال في الغرب المادي في إطار الغزو الفكري والثقافي والسياسي للساحة الاسلامية.