تدجين الشعب العراقي ليستسلم للظلم والإذلال

| |عدد القراءات : 2505
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

تدجين الشعب العراقي ليستسلم للظلم والإذلال

استقبل([1]) سماحة الشيخ اليعقوبي الدكتور رئيس جمعية أطباء الأمراض النفسية والعصبية، ومما دار في الحديث تحليل ظاهرة السكون وعدم اتخاذ أي رد فعل لدى العراقيين إزاء الكوارث التي تحلُّ بهم.

واتفق سماحته مع الدكتور الضيف على أن صبرهم في الموارد التي يُحمد فيها الصبر ناشئ من إيمانهم وتأسيهم بعظماء صبروا على أقسى المصائب والكوارث فسنّوا طريق  الصبر لشعبهم وهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم) وأمير  المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين(عليهم السلام) وأهل بيتهم.

لكن الصمت والسكوت إزاء مظالم كبيرة ليس من الصبر المحمود بل هو من الخنوع  والاستسلام للذل والهوان ولم يكن أهل البيت(عليهم السلام) خانعين مستسلمين ولا رضوا بالذل والهوان وما أكثر المظالم اليوم حيث يُقتل الأبرياء ويعتقلون ويسرق قوتهم ويهجّرون ويسكنون العراء ويحرمون من ابسط حقوق الإنسان كخدمات الماء والكهرباء ويأكلون ويشربون مالا يصلح للاستهلاك البشري ويعيشون في حالٍ بئيس من دون أن يقولوا ( لا ) لمن ظلمهم وإذا تحدثوا فيقولون (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) مع أن الله تعالى لا يرضى لعباده الذل والهوان والحرمان وقد  أوكل الى الانسان كل شيء إلا كرامته فليس من حقه أن يتنازل عنها.

في حين نرى شعوباً حية في المنطقة وفي العالم تمتاز بالشجاعة وقوة  الإرادة تنتفض وتزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين إذا أهينت وصودرت إراداتها أو اتخذت قرارات مجحفة في حقهم كرفع أسعار المواد الغذائية والأساسية كالمشتقات النفطية.

فهلاّ كانوا كتلك الشعوب الحية التي يفتخر بمواقفهم الأحرار في العالم.

ولو أردنا أن نحلّل سبب حصول هذه الظاهرة السيئة فسنجد أسباباً عديدة كطول زمان  القهر والإذلال التي مارسته الديكتاتورية واليأس من الإصلاح والتغيير وغيرها، وعلى رأس الأسباب التدجين الذي مارسه بعض من يسمّون بعلماء الدين ويوجد من يسمع لهم في الشارع فأخذوا في شرعنة ظلم الظالمين وفسادهم وطغيانهم واستئثارهم بأموال الشعب والتدمير والخراب تحت عناوين مختلفة ودعوة الناس إلى الاستسلام والرضا بالقتل والتشريد والذل والحرمان.

وبحسب فطرة الناس وإيمانهم بمرجعيتهم وأنها تقودهم إلى الهدى والصلاح فإنهم يسلّمون لمواقفها بلا نقاش، تصوروا أنه حينما كان يحاسب وزير التجارة بكل شفافية وموضوعية أمام البرلمان على الفساد والتلاعب بقوت الشعب وأمام أنظار الناس وبالوثائق وأعطي الفرصة الكاملة للدفاع عن نفسه وكان الرد البائس لزملاء الوزير المهزومين أمام تلك الحجج: إن هذا استجواب لأهداف سياسية، يخرج إمام الجمعة  في مكان مقدس ليردد نفس هذه الكلمة التي قالها السياسيون بدلاً من أن يصطف إلى جانب المحرومين والمظلومين والمطالبين  بالعدالة ومكافحة الفساد.

وهكذا يتحول حملة العلم من قادة إلى الهدى والصلاح إلى وعاظ سلاطين يتخذونهم جسراً للوصول إلى مآربهم بتطويع الشعب المغلوب على أمره.

بينما كان المفروض بهم أن يوعّوا الشعب ويبصرونهم بالصالحين الذين يعملون بإخلاص لخدمة الناس وإسعادهم ورفع الظلم عنهم لينتخبوهم عسى أن تكون صناديق الاقتراع باباً للتغيير نحو الأحسن.

وفي ختام الحديث دعا سماحته إلى الكتابة بالتفصيل في هذه الظاهرة وأسبابها وعلاجها.



[1]) ) تاريخ اللقاء الخميس 2/ رجب /1430 المصادف 25/6/2009.