بيان استنكار تصريحات إمام الحرم المكي
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان استنكار تصريحات إمام الحرم المكي([1])
إننا -علماءَ وفضلاءَ وطلبةَ الحوزة العلمية في النجف الأشرف- نستنكر ما صدر عن إمام الحرم المكي المبارك: الشيخ عادل الكلباني من تصريحات تكفر علماء الشيعة، ولا نجد لها مسوّغاً بل نراها محرّضة على الإرهاب والقتل وتمزيق وحدة المسلمين الذين يتوجهون جميعاً سنةً وشيعة شطر المسجد الحرام.
إن افتراءه على علماء الشيعة الأبرار الصالحين بأنهم يسبّون الصحابة مخالف للواقع، لأن أتباع أهل البيت (سلام الله عليهم) متأدّبون بأدب الله تبارك وتعالى القائل في كتابه العزيز عن الكفار فضلاً عن غيرهم: [وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (الأنعام:108).
ومتأدبون بأدب إمامهم أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي لما سمع أن اثنين من جيشه وهما الصحابيان الجليلان الشهيدان حُجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي يشتمان أهل الشام الباغين الخارجين على الإمام الحق خلال معركة صفّين نهاهما (عليه السلام) عن الشتم وقال (عليه السلام): (كرهت لكم أن تكونوا شتّامين، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا، ومن أعمالهم كذا وكذا، لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر، حتى يعرفَ الحق منهم من جهله، ويرعوي من الغي والعدوان منهم من لجَّ به، لكان أحبَّ إليَّ وخيراً لكم) فقال حُجْر بن عدي الكندي: (يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدّب بأدبك).
إننا وبحضور هذه الآلاف المحتشدة عند أمير المؤمنين (عليه السلام) باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عاصمة العلم والعلماء نجدد مطالبتنا باعتذار علني من الشيخ الكلباني ومن صدرت منه مثل هذه الكلمات، ونطالب السلطات السعودية بنصب إمام في الحرم المكي الشريف يجمع المسلمين كما يجتمعون جميعاً في ذلك المكان المبارك.
الحوزة العلمية في النجف الأشرف
3/جمادى الثانية/1430 الموافق 28/5/2009
([1]) كتب سماحة الشيخ اليعقوبي هذا البيان، وتلاه فضيلة الشيخ سامي المسعودي في الحشد المبارك لتشييع الزهراء (عليها السلام) في ساحة ثورة العشرين.