القرآن يُنعش الروح
القرآن يُنعش الروح
أقام مجمع القرآن الكريم في البصرة محفلاً قرآنياً في مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي ليلة الرابع عشر من شعبان تيمناً بذكرى الولادة المباركة لمنقذ البشرية شارك في الحفل عدد من مقرئي القرآن وتُليت فيه المدائح بحق أهل البيت (سلام الله عليهم) واختتمت بالدعاء لبقية الله الاعظم (ارواحنا له الفداء).
وقد حضر سماحته وجمع من المؤمنين الحفل واشاد بابداعات المشاركين ودعا الى تكرار مثل هذه الفعاليات في المدن كافة وقال سماحته (إن هذه المحافل القرآنية تغذي الروح وتديم جذوة الايمان وهي كالجنة اليانعة وسط هذا العالم الذي يبدو كالصحراء القاحلة المجدبة الخالية من المعاني الروحية حيث غلب على أهله حب الدنيا والانسياق وراء الشهوات.
إن من يحيا في ظل القرآن يعود بالخير والبركة على نفسه وعلى أمته، اما على نفسه فلأنه سيخالط لحمه ودمه كما ورد في الحديث الشريف، ولأن القرآن سيكون شفيعاً له وقد ورد في الحديث ان القرآن (شافع مشفع) أي شفيع تقبل شفاعته ولا ترد، وبنفس الوقت فان القرآن (ماحل مصدّق) أي خصم يصدّق في دعواه على من هجره ولم يعمل به، والعاقل لا يتردد في أن تكون علاقته مع القرآن من الشكل الاول الى الثاني.
واما بركات حامل القرآن على امته فهي كثيرة ومنها أنه سيفيض على الامة بهذه النفحات العرفانية ويحيي القلوب الميتة ويبعث فيها المعاني الروحية، ففي الحديث النبوي الشريف (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد) قيل وما جلاؤها يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله) (ذكر الموت وتلاوة القرآن).
والقرآن الكريم وصف نفسه – وهو كلام الله تبارك وتعالى- بأوصاف عديدة منها اثره المبارك في تحصيل هذه الكمالات واستشارة المعاني الروحية (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر/23) وفي آية اخرى يعاتب المؤمنين برفق على عدم استفادتهم من هذه المعاني (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد/16) ويعقب ذلك بقوله تعالى (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الحديد/17 تشبيها للقلوب القاسية بالأرض الميتة فيحييها الله تبارك وتعالى بماء المعرفة.