الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه
بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه
الكتاب _كما هو واضح من عنوانه_ يتناول التعريف بشخصية السيد الشهيد الصدر الثاني بقلم سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) حيث شدّتهما الى البعض علاقة نبيلة شريفة طاهرة يندر وجود مثلها، وقد ضمّ مجموعة كتيبات ومقالات صدرت في أوقات مختلفة تتناول وتؤرخ للمراسلات بين سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) والسيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره الشريف)، وقد جمعها هذا المجلد ليكون الجزء الأول من هذا العنوان بينما يمثّل كتاب قناديل العارفين بمثابة الجزء الثاني منه لتكتمل صورة السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) من جميع جوانبه الفكرية والأخلاقية والجهادية والاجتماعية ولا يستطيع أحد أن يفهم السيد الشهيد (قده) ومشاريعه وخطواته ومنطلقاته الفكرية والنفسية الا من تعرّف عليه من خلال هذين المجلدين.
وللكتاب أهمية بالغة (أولاً) لأنه من الكتب التي تتحدث عن سيرة العلماء وهم قادة المجتمع وهداته إلى فهم الشريعة وكشف الجوانب الحياتية والمواقف الاجتماعية من حياتهم، فإن هناك عمقاً للشريعة وتفسيراً لها تفهمه الناس أحياناً من أفعال الفقهاء وسيرتهم و (ثانياً) لخصوصية في شخصيتي السيد الشهيد الصدر (قدس سره) والشيخ اليعقوبي (دام ظله).
أما خصوصية السيد الشهيد الصدر فلأن رمزيته لم تزل تؤثر في صياغة شخصية الشاب المؤمن في العراق وقد تأثر معظمهم بتصورات مشوبة حوله (قدس سره) فمن الضروري جداً تعريفهم بمعالم شخصيته النقية التي ينبغي قراءتها في جميع مراحل حياته الشريفة وجوانبها لتكون أنفع لهم وأبلغ في الموعظة، ففي الجانب الأول برزت فيها ملكة التنظير الاجتماعي في بداية عقد السبعينيات وما قبله وهي فترة كتابته لموسوعة الإمام المهدي (عج)، والجانب الثاني جانب المعرفة العقائدية المعمقة التي أضفت على خطاباته رونقاً أخلاقياً وعرفانياً، تميّزت عن سواها بأن صاحبها مجتهد ضليع يجيد صياغة الفكرة العقائدية بخطاب فقهي وديني واضح، والجانب الثالث من شخصيته هو الذي برز منه عند مواجهة المسؤولية الاجتماعية الكبرى وتصديه للمرجعية الدينية وأعماله المميزة التي لا يتمكن كل أحد من فهمها إلا بفهم جانبيه السابقين (قدس سره).
وأما بالنسبة لسماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) ففي دراسة هذه الفترة من حياته جانبان مهمان (الأول) تعرفنا على شخصية المرجع الذي ترتبط به مشاريعنا وأعمالنا الاجتماعية فلا بد من فهمه فهماً يتيح لنا التفاعل معه وفهم مراده في كل خطوة نخطوها معه. و(الثاني) متابعة سيرة شخص تحول من الحياة الطبيعية كشاب رسالي -من بين العديد منهم- إلى مرجع ديني ومفكر إسلامي؛ لا أعني بها السيرة العلمية والدروس التي تناولها –وإن كانت مهمة أيضاً لتوجيه الدارسين- ولكني أقصد التعرف على مواقف الصدق التي وقفها في سيرته عند كل مفترق وهو ما يُظن أنه سبب كل توفيق ناله فيما بعد، فمقاعد الصدق هي التي تميز الصالحين وترفع الدرجات وترزق المحبة في الدنيا والآخرة ونعني به الصدق مع الله سبحانه الذي هو باب الصدق مع غيره، وإذا أحب الله عبداً أجرى الخير على يديه للناس وأي خير أكثر من هذه السير التعليمية الإرشادية الحية التي ينتفع بها كل من استمع بقلبه وكانت الحكمة ضالته.
والكتاب بطبعته الجديدة متوفر في دار الصادقين والمعرض الدائم لدار جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف.