مرحباً بالأشهر الشريفة

| |عدد القراءات : 2102
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مرحباً بالأشهر الشريفة

 

يتلهف المؤمنون شوقاً لاستقبال الأشهر المباركة (رجب، شعبان، رمضان) حيث يطلّ علينا خلال أيام شهر رجب الأصب الذي تُصبُّ فيه الرحمة على الأمة صبّاً _كما في الحديث_ ومع إطلالة هذا الشهر الشريف تزداد همّة المؤمنين للقيام بالأعمال الصالحة والتعرض للنفحات والألطاف الإلهية، فأن المسافات المعنوية في السير نحو الكمال تُطوى في هذه الأزمنة الشريفة، كما أن مسيرة ألف شهر أو أكثر تُطوى في ليلة واحدة هي ليلة القدر.

 

وقد ضمّت كتب السنن والمستحبات أنواعاً من الأعمال في هذا الشهر، نلفت النظر إلى بعضها.

 

1- الصوم، ولو يوماً واحداً ففي الحديث (الا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الأكبر وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النار) وفي حديث آخر (رجب نهر في الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر) وأفضل منه صوم ثلاثة أيام ففي الحديث (ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة)، وأفضل منه أن يصوم الأيام المخصوصة بالثواب العظيم وهي الأول من الشهر وأول خميس والأربعاء في العشرة الوسطى والأيام البيض (15.14.13) ويوم المبعث النبوي (27) وآخر خميس وآخر ثلاثة أيام من الشهر وقد تتداخل بعض هذه الأيام فينوي بصومه العنوانين بحيث لا يقل مجموع ما يصومه عن سبعة أيام.

 

وقد وبّخ الإمام الصادق (عليه السلام) احد أصحابه لأنه لم يلتفت إلى فضيلة الصوم في هذا الشهر الا في آخره، فقد روى سالم بسند معتبر قال: (دخلت على الصادق (عليه السلام) في رجب وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إليَّ قال لي: يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟ قلت: لا والله يابن رسول الله، فقال لي: فقد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلا الله عز وجل، إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته واوجب للصائمين فيه كرامته، قال: فقلت له: يابن رسول الله، فإن صمتُ مما بقي منه شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: يا سالم من صام من آخر هذا الشهر كان له بذلك جوازاً على الصراط، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر آمن من يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأعطي براءة من النار).

 

ويوجد تسبيح لمن لا يقدر على الصوم.

 

2- زيارة الإمام الحسين (ع) المخصوصة في الأول من رجب وفي النصف منه فقد ورد فيهما أجر عظيم وتسمى الثانية بالغفيلة لغفلة عامة الناس عن فضلها، وهذا ما شاهدناه بالحس والوجدان حيث لا نرى الاهتمام بها الا من القلة.

 

3- كثرة الاستغفار، فقد روي عن الإمام الصادق قوله (قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) رجب شهر الاستغفار لأمتي، فأكثروا فيه الاستغفار فانه غفور رحيم).

 

4- الاهتمام بالليالي والأيام الشريفة وتأدية ما يتيسر من أعمالها كالليلة الأولى من الشهر وأول ليلة جمعة التي تعرف بـ((ليلة الرغائب)) والأيام البيض وليلة المبعث النبوي الشريف ويومه (27 من الشهر) وفيه زيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام).

 

5- الاعتكاف في المساجد في الأيام البيض والتفرغ لأداء أعمالها وقد بدأ المؤمنون العام الماضي بإحياء هذه الشعيرة المباركة في عطائها في العشر الأواخر من شهر رمضان في جامع الرحمن ببغداد وغيره ووجدوا فيها لذة معنوية شبّهها بعضهم بما وجدوه أثناء تأدية مناسك الحج، وينبغي للمؤمنين أن يوفروا كل أسباب الخدمة والراحة للمعتكفين كما فعلوا في العام الماضي جزاهم الله خير جزاء المحسنين.

 

6- ويتضمن الشهر مناسبات عديدة ومنها استشهاد الإمام الهادي في الثالث منه وولادة الإمام الجواد في العاشر منه وولادة أمير المؤمنين في الثالث عشر واستشهاد الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر في الخامس والعشرين منه فلا يغفل الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) عن إحيائها تلبية لدعوة أئمتهم (صلوات الله عليهم أجمعين): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا).

 

7- ونستذكر هنا أن أفضل العبادة الورع عن محارم الله تعالى وهي لا تختص بالمحارم الظاهرية التي تصدر من الجوارح _والعياذ بالله_ بل لعل الأهم منها المحارم الباطنية التي محلها القلب كالأنانية والحسد والبغض والاستئثار والحقد وإضمار السوء والظلم للآخرين وغيرها.

 

وعلى العكس من ذلك فلابد أن يهذب الإنسان نفسه فيملأ قلبه بالحب للآخرين والرحمة بهم والاهتمام بشؤونهم وقضاياهم وإدخال السرور عليهم ولو بكلمة إذا لم يقدر على قضاء حوائجهم.

 

 

 

ملاحظة:- بحسب التقاويم الفلكية الدقيقة فان الأول من رجب يصادف يوم السبت 5/7/2008 بإذن الله تعالى وإذا قامت بيّنة على خلاف ذلك فالعمل عليها.