بشيء من الحكمة نستطيع معالجة المشاكل بدون خسائر
بسم الله الرحمن الرحيم
بشيء من الحكمة نستطيع معالجة المشاكل بدون خسائر (1)
استطيع ان الخّص وظائفكم بمحورين
الأول: خدمة الناس
الثاني: مواجهة الفتن
وكل من العنوانين باب ينفتح منه ألف باب فان خدمة الناس لها مجالات واسعة بسعة الاحتياجات والمشاكل والمصائب والكوارث التي تصيبهم وما أكثر ما يعاني مجتمعنا اليوم من مشاكل اجتماعية واقتصادية وصحية وتعليمية وخدماتية وغيرها، عندما يأتيني المسؤولون وهم يشعرون بأن للمرجعية فضلاً عليهم بشكل من الاشكال ويعرضون أي خدمة نطلبها منهم ليردوا بها الجميل، فيكون جوابي لهم انني حينما أخدمكم لا أطلب منكم جزاءاً ولا شكوراً وجزائي هو أن تخدموا الناس، كما قال تعالى على لسان نبيه الكريم (ص) (قل لا اسالكم عليه اجراً الا المودة في القربى) وقرباي أنا ليس أخي وابن عمي وانما هم المؤمنون وعموم الناس، ودائما اذكّرهم بالحديث الشريف (كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الأخوان) [2].
وأما الفتن التي يجب علينا جميعاً التصدّي لها فانها متنوعة أيضاً اذ تعصف ببلدنا اليوم فتن عقائدية وفكرية وأخلاقية وسياسية، فتجد من أوساطنا من يكتب في التشكيك في عقائدنا ويشوش أفكار شبابنا بعد ان يخلط الحق بالباطل بعناوين براقة كالحداثة والتنوير والتجديد ونحوها، ونواجه فتناً أخلاقية فما إن يستقر الوضع الأمني وتعود الحياة إلى طبيعتها في مدينة ما حتى تبدأ مظاهر الفساد والانحلال وأتباع الشهوات {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}إبراهيم28-29.
وأما الفتن السياسية فقد جرّت الويلات على شعبنا واستنـزفت الأرواح والأموال ونشرت الخراب لا لشيء إلا حب التسلّط والرئاسة، ولو ان الأمور عولجت بشيء من الحكمة لما وصلنا الى هذا الحال الذي يؤلم الصديق ويفرح العدو.
لذا على الحكماء من علماء الدين ورؤساء العشائر والوجهاء أن يمارسوا دورهم الإصلاحي الحكيم في وأد الفتن وجمع الشمل ومعالجة المشاكل والاختلافات كما استطاع عدد منهم فعلاً في إنقاذ مدن عديدة من الكوارث.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع وفد السادة الحسينيين والوجهاء في مدينتي كربلاء والهندية يوم 1/ع2/1429 المصادف 8/4/2008ومع وفد مؤسسة الإمام الصادق (ع) الثقافية في الكوت يوم 9/ع2/1429 المصادف 16/4/2008
[2] يوجد خطاب سابق بهذا العنوان.