المرجع اليعقوبي : حل مشاكل العراق بيد العراقيين أنفسهم ولكن تحتاج الى عامل مساعد وآخر ضاغط

| |عدد القراءات : 2049
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

المرجع اليعقوبي : حل مشاكل العراق بيد العراقيين أنفسهم ولكن تحتاج الى عامل مساعد وآخر ضاغط

 

 قال المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) (إن حل مشكلة العراقيين بيد العراقيين أنفسهم، وإن اعترفنا بوجود تأثير كبير للدول الاقليمية والكبرى في أحداث الساحة العراقية، إلا أن ذلك التأثير إنما هو من خلال واجهات عراقية، فالخروج من المأزق في النهاية بيد العراقيين بشرط وجود إرادة حقيقية وجادة للحل بالتسامي عن المصالح الشخصية والفئوية والسعي لتحقيق المصالح الوطنية العليا).

 

 وأضاف سماحته لدى استقباله السيد (دي مستورا) رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق وعدد من مستشاريه (إن هذه الإرادة الجادة لم تتحقق إلى الآن مع الأسف بسبب الأنانية وفقدان الثقة بين المكونات السياسية واذكر لكم مثالا على ذلك هي مجالس الصحوات ومكاتب الاسناد التي كان لها الدور الكبير في مكافحة الارهاب وبسط الامن في مناطق كانت تحت سيطرة الارهابيين . حيث التفت الامريكان الى دور العشائر ولم يكن الراتب الشهري لعنصر الصحوة يزيد على ثلاثمائة دولار وربما يمر الشهران او الثلاثة دون ان يستلموا أي راتب وقاموا بهذا العمل الكبير ، فهل يعسر على القوى المهيمنة على السلطة أن توفر لابناء الشعب مثل هذه الفرص التي تكلف مبالغ يسيره وتجنّب البلد هذه الكوارث ، لذا فإنّ الحل يتطلّب عاملين: عامل مساعد وآخر ضاغط.

 

            فالعامل المساعد لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتعزيز الثقة ورفع الحواجز والوصول إلى مشروع وطني مشترك وهذا ما تقوم به بعثة الامم المتحدة وتنضمّ إليها جهود الجامعة العربية.

 

لكن هذا وحده لا يكفي لأن الكتل السياسية المستأثرة بالحكم والمهيمنة على السلطة تتصرّف باللامبالاة إزاء الكارثة التي يعاني منها العراق بحيث تصدّرت قضيته الاهتمام العالمي كله ولا تريد هذه الكتل أن تتقدم نحو الحل وتريد من الآخرين الانصياع والرضوخ، لذا تبرز الحاجة إلى عامل ضاغط لدفع هذه القوى نحو طاولة الحوار سعياً وراء إيجاد حل حقيقي ، ولا أعني بهذا العامل الولايات المتحدة وإنما أعني خلق أوضاع سياسية وتحالفات واصطفافات وطنية تدفع الجميع للرضوخ لقبول الحل الوطني الشامل، وهذا ممكن لولا ما يقال من معارضة الولايات المتحدة لحسابات خاصة بها لكونها مقبلة على انتخابات رئاسية، وهذا منطق غير مقبول لأن ما يعانيه الشعب العراقي يلزم الجميع ببذل الوسع لتخليصه من معاناته).

 

وأضاف سماحته (انكم و كل انسان حريص على ان يكون ناحجا في حياته خصوصا نحن المؤمنين بالله تبارك وتعالى من المسلمين ومسيحيين لاننا نعتقد أن الله تبارك وتعالى سيثيب الانسان الناجح والمحسن في عمله وتوجد آية في القران تقول (إن الله لا يضيع أجر من احسن عملا )، ان نجاحكم في عملكم يحتاج إلى صفتين رئيسيتين وهما :

 

 أولا: الموضوعية والحيادية والمهنية

 

وثانياً: الشجاعة والحزم في تنفيذ ما تقتضيه المهنة)

 

وأشاد سماحته بشجاعة السيد (دي مستورا) في إصراره على إمضاء الوضع القانوني للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووضع آلية متوازنة ومنصفة لتشكيل بقية مكاتب المفوضية في المحافظات وعدم الانسياق وراء إرادة الكتل المهيمنة التي تريد تشكيل المفوضية بما يؤدي إلى بقاء استئثارها بالسلطة وإقصاء الآخرين.

 

 وأكد سماحة اليعقوبي على ان انتخاب مجالس المحافظات له دور كبير في تخفيف الاحتقان وتوسيع قاعدة المشاركة وعلّل ذلك بـ : (إن الحكومات المحلية لا تمثل اليوم حقيقة الخارطة السياسية والديموغرافية في المحافظات سواء في محافظات شمال العراق أو وسطه وجنوبه لان كثيرا من القوى السياسية والشرائح الاجتماعية منعت من دخول الانتخابات بفتاوى مضلله او بسبب تهديد الارهابيين ، فالى متى يستمر حرمانهم من حقّهم في ان يمارسوا الدور السياسي المناسب لحجمهم ، وأنتم ترون كيف تسعى بعض الكتل لإبقاء هذا الوضع من خلال بالتشكيك بالمفوضية الحالية تارةً ومحاولة إعادتها إلى المربع الأول أو من خلال عرقله تنفيذ قانون مجالس المحافظات وعدم المصادقة عليه بحجة أنه حق دستوري مخالفين بذلك التوافق الذي حصل بين الكتل السياسية لتمرير القوانين الثلاث صفقة واحدة وغض النظر عن تحفظات كل الأطراف فما معنى إثارتها من جديد ونقض القرار مما يعني تعطيله لأنه ـ كقانون الميزانية ـ لم يحصل على الأغلبية البسيطة فكيف يحصل على الأغلبية المطلقة فضلاً عن أكثر من ذلك).

 

 وأكد سماحه الشيخ اليعقوبي على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المقرر وتذليل  كل الصعوبات وأن يسبقها إصلاح قانون الانتخابات وضمان سيرها بنزاهة وان يتحقق التمثيل العادل لمكونات الشعب .