معنى (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر)
معنى (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر)([1])
كثيراً ما يتردد قول غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر) على السنة المتحدثين دليلاً على عالمية وإنسانية أهداف الإمام الحسين (ع).
والظاهر من مرادهم أحياناً و مقصودهم من الكلمة هو أنه تعلم من الحسين كيف يسعى ليكون مظلوماً حتى ينتصر، وهو معنى سلبي ينافي أهداف الإمام الحسين (ع) فانه القائل (يأبى الله لنا و رسوله أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) وورد في الدعاء(اللهم كرِّه إليَّ أن أكون مظلوماً كما كرّهت إليَّ أن أكون ظالماً)، والمظلوم الذي يستكين إلى الظلم ويستسلم إليه ولا يتحرك لرفعه لا ينتصر.
أما المعنى الصحيح للعبارة فهو إنني تعلمت من الحسين (ع) كيف أحوّل مظلوميتي إلى انتصار، تلك المظلومية التي يريد الطغاة والمستكبرون بما أوتوا من أموال قارونية وسلاح فتاك و ألوف مؤلفة من الجنود وإعلام مضلل أن يفرضوها على المستضعفين المحرومين العُزّل من أسباب القوة المادية،
لكن هؤلاء المحرومين يمتلكون الإرادة الحرة وإباء الضيم ورفض الذل ويتحلون بالصبر والمصابرة والشجاعة، ويحسنون التصرف بحكمه فيحوّلون تلك الهزيمة التي يريد الطغاة أن يلحقوها بالشعوب الى نصر، وهذا ما أثمرته تضحيات الإمام الحسين (ع) حيث انتصرت إرادته الحرة على الماكنة العسكرية الضخمة ليزيد وجلاوزته.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع حشد من أساتذة جامعة البصرة زاروا سماحته وهم متوجهون إلى زيارة الإمام الحسين (ع) يوم 19/صفر/1429.