تحقيق المصالحة الوطنية يكون من خلال التغيير الشامل للحكومة
بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق المصالحة الوطنية يكون من خلال التغيير الشامل للحكومة
استقبل سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي[1] وقال في حديثه:
إن الطريقة الطبيعية كإصلاح أوضاع البلاد أن تبدأ العملية من القاعدة وتتدرج لتفرز في النهاية حكومة صالحة خادمة للشعب، لكن الذي حصل في العراق هو العكس فاقيمت الحكومة من دون بناء قواعد صحيحة ورصينة لاختيار عناصرها ومن دون بناء ثقافة الاصلاح والعمل من أجل الناس.
وكان يمكن لهذه الحكومة ان تؤسس لخلق تلك الثقافة في المجتمع بأن تسير سيرة صالحة عادلة ليتأسى بها الشعب ويشعر الجميع بواجبه اتجاه دولة القانون، لكن الذي حصل ان الاحزاب الحاكمة كرسّت حالة الاستئثار والاستبداد والأنانية والتنازع والصراع وتبعاً لها فقد انقسم الشعب وتخندق وتمزّق وتفّشت فيه الصراعات ودفع ثمناً غالياً من أرواح الناس وتدمير الاقتصاد وتخريب المؤسسات.
ولذا باءت كل محاولات الاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية بالفشل لأن طريقة الاحزاب الحاكمة في ادارة البلاد لا تساعد على نجاح الإصلاح المصالحة ولا تؤدي اليها، لذا فإن التغيير لابد ان يبدأ من الحكومة فاصلاح العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية يكون عبر اجراء تغيير شامل في الحكومة وبناءها على اسس الشراكة واعتماد الكفاءة والمهنية والوطنية.
ولا تجوز مجاملة المعترضين على اجراء هذا التغيير ما دام هو رغبة الاكثرية وتتحقق به مصلحة الشعب.
ان التغيير وتحقيق المصالحة قد يبدو امراً معقداً وبعيد المنال ولكنه في نفس الوقت سهل التحقيق لأنه لا يحتاج الى اكثر من ارادة صادقة ونكران للذات. فعلى الكتل السياسية الفاعلة ان تقدم مصلحة الشعب على مصالحها الفئوية التي ستحقق هي ايضاً عندما يكون العراق وشعبه بخير فان جميع المكونات ستكون بخير.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] كان ذلك يوم الخميس 29/محرم/1429هـ المصادف 7/2/2008 مـ .