كلمة المعتكفين
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المعتكفين[1]
(( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )) [الحج : 32]
عن داود بن الحصين ، عن أبي العباس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان في العشر الأولى ، ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى ، ثم اعتكف في الثالثة في العشر الأواخر ، ثم لم يزل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعتكف في العشر الأواخر .
نشكر الله تبارك وتعالى أولا ورسوله والأئمة الأطهار( صلوات الله عليه وعليهم ) لهذه النعمة العظيمة وهذه الفيوضات والألطاف الكريمة التي من بها علينا تبارك وتعالى برحمته وببركة رسوله ( صلى الله عليه واله ) والأئمة الطاهرين أئمتنا وسبل نجاتنا في الدنيا والآخرة.
و لا يفوتنا هنا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان للمقام السامي للمرجعية الشاهدة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) لهذه الالتفاتة العظيمة والمبادرة الكريمة _ والتي عبر عنها سماحته بأنها ادخلت السرور على قلب الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) _ بكل ما تحمل من آثار عظيمة وانعكاسات مهمة على واقع شعبنا الجريح وما يمر به من ماس ومحن والتي اثبت الواقع انه لا سبيل للخروج منها إلا بالهروب إلى الله عز وجل والتماس المخرج منه تبارك وتعالى ، ونسأله تعالى أن يجعل مبادرة المرجعية الشاهدة حافزاً للآخرين على الدعوة إلى الله وإقامة شعائره العظيمة التي هي من تقوى القلوب خالصةً له وحده وخالية من أي عناوين وشعارات دنيوية ضيقة .
ونتمنى عليه أدام الله بقائه أن يشمل إخواننا المؤمنين بالدعوة إلى إقامة هذه الشعيرة المباركة في كافة محافظاتنا العزيزة للتوفر على النعمة التي رزقناها وهم أن شاء الله يمتلكون من الامكانات والمؤهلات أكثر مما نمتلك .
وهنا نتوجه بنية صادقة إلى إخواننا متولي المساجد والجوامع والجهات القائمة على المقامات الشريفة والمراقد الطاهرة والمساجد المشهورة بالتوجه إلى إقامة هذه السنة المباركة في مناطقهم لما فيها من خير وبركة وتقارب للنفوس وانقطاع عن الدنيا .
ولا بد أن نسجل هنا تثميننا وتقديرنا للجهود الخيرة والمساعي الكبيرة التي قامت بها مؤسسة الرحمن الإسلامية والتي سخرت كل ما تملك من إمكانيات في سبيل إنجاح هذه التجربة المباركة وكذلك نشكر جميع الإخوة المؤمنين المتبرعين اللذين لم يقصروا في توفير الكثير من الاحتياجات سائلين المولى عز وجل أن يخلف عليهم بالخير والبركة والرزق الحلال الطيب .
ونهمس هنا في آذان إخواننا السياسيين عامة وكل المتصدين للعمل الاجتماعي وخصوصاً الإسلاميين منهم وندعوهم إلى ممارسة هذه الشعيرة المباركة لكي يغرفوا منها ما يعينهم على تأدية دورهم الخطير في رسم طريق النجاة لهذا الشعب المظلوم الذي ينتظر منهم الكثير ، وليخرجوا من جو السياسة والمادة الضيق إلى حيز الروح وفضاء التقرب إلى البارئ عز وجل .
وأخيراً ننتظر ونتمنى على جميع مؤسسات المرجعية الرشيدة دعم هذه التجربة المعطاءة بكل الإمكانيات المادية والمعنوية وخصوصا في الجانب الإعلامي .
(( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) النور 36 _ 38 .
أبناء المرجعية المعتكفون في جامع الرحمن
بغداد / يوم القدر 23 من شهر الصيام / 1428 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نص رسالة المعتكفين في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 1428 في جامع الرحمن في حي المنصور في بغداد التي رفعوها الى سماحة الشيخ اليعقوبي.