المرجعية الشاهدة تدين ردود أفعال كتلة الائتلاف
المرجعية الشاهدة تدين ردود أفعال كتلة الائتلاف
أثار استغرابنا ما صدر من ردود أفعال من كتلة الائتلاف الموحّد إزاء قرار حزب الفضيلة الإسلامي بالانسحاب من الائتلاف.
وقد صدرت هذه المواقف منهم في نفس اليوم من دون أن يستمعوا إلى وجهات نظر أبناء الفضيلة وأسباب انسحابهم لاستيعابها وإجراء مراجعة للذات والأداء خلال المرحلة السابقة لإصلاح الوضع وتلافي ما هو أسوأ ولأخذ العبرة من كلام أمير المؤمنين (ع): (مَنْ ضَيَّعَهُ الأقرَبُ أُتِيحَ لَهُ الأبْعَدُ).
والأكثر غرابة إن بعضها جاء على لسان السيد رئيس الوزراء الذي يفترض في موقعه انه مسؤول عن كل العراقيين ويكون بمسافة واحدة عنهم جميعاً وليس منحازاً لفريق دون آخر مما يجعلنا نشكّك في مصداقية المصالحة الوطنية التي تبنّتها الحكومة ودعمنا ما هو صالحٌ منها.
إن هذه التصرفات تثبت صدق دعاوى حزب الفضيلة الإسلامي بان القوى المتنفذة في الائتلاف مارست معهم أسوا حالات الظلم والإقصاء ومصادرة الحقوق والإلغاء التام والإهانة والازدراء فهل هذا جزاؤهم وقد كانوا اشد الناس حماساً لنصرة الائتلاف والحشد له والتضحية من أجل وحدته وعزته وكانت لمرجعيتهم الرشيدة أقوى موقف لحّث الناس على انتخابهم؟ ورغم كل ذلك فقد كان بيان انسحاب الحزب مهذّباً وواعياً وبعيداً عن إثارة كل هذه التظلمات والشكاوى حرصاً على سمعة الائتلاف وكرامته وركز على مبرّره الرئيسي وهو تأسيس مشروع وطني لإنقاذ العراق وشعبه وإخراجه من أزمته ، وإبراز خصوصيات الحزب ومن حق حزب الفضيلة الإسلامي أن يُبرز خصوصيته سواء على الصعيد المرجعي أو على الصعيد السياسي التي غيّبها الآخرون وتعّمدوا إخفاءها فما الذي أغاظهم من كل ذلك؟
إن إجراء مراجعة لنصائحنا وتوجيهاتنا التي قدمّناها لرموز الائتلاف منذ أكثر من عام حينما بدأ الصراع على منصب رئاسة الحكومة بحيث وصلت إلى تآمر بعضهم على بعض ووجّهت لهم بسبب ذلك إهانة عظيمة حينما اُجبروا على تغيير مرشحهم لرئاسة الوزراء الذي انتخبوه داخل الكتلة بالآليات التي آمنوا بها وتابعنا معهم تشخيص كل هذه الحالات وطالبناهم بتحسين أدائهم وحماية المسيرة من الانحراف عن الأهداف التي توخّتها المرجعية الرشيدة من تشكيل هذه الكتلة. إن إجراء هذه المراجعة ستشخّص العلل وتعين العلاج الناجح لها.
إن من خصائص المرجعية الرشيدة الوارثة والنائبة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام أنها شاهدة على الأمة
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}البقرة143.
ولا يمكن أن تكون شاهد زور لذا فإنها لا تستطيع أن تبارك أي انحراف أو تسكت عنه أو تعطي الشرعية له ولابد أن تعلن للأمة عدم إمضائها لمثله خصوصاً في الأيام الأخيرة حيث ساهمت في اتخاذ قرارات معادية لمصلحة العراق وشعبه ومستقبله.
وفي نفس الوقت ان المرجعية الرشيدة لا يضّرها هذا الخذلان والعداء لأنها قوية بحقها وبمظلوميتها وصبرها وحكمتها ووعي وإخلاص أبنائها بلطف الله تبارك وتعالى ولذا فإنها ليست عاجزة بفضل الله تبارك وتعالى عن إيجاد البديل الصالح عند توفّر مقوماته إن شاء الله تعالى.
إن ما صدر من (أخوة يوسف) من أقوال وأفعال تجاه المرجعية الرشيدة وأبناء الفضيلة ينعش الآمال أن يمّن الله تبارك وتعالى على ابن يعقوب هذا كما منّ على ابن يعقوب الصديّق النبي (صلوات الله عليهم) رغم مكائد وغدر إخوته لكنهم جاؤوه في النهاية وقالوا له:{ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }يوسف91.
ولان سنن الله تعالى واحدة في خلقه { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43.
وسوف لا يكون الجواب عندئذ بلطف الله تبارك وتعالى إلا جواب النبي الكريم يوسف الصديق (ع )
{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }يوسف92.
ان مما يثير الأسى والألم أن لا يتعّظ الإنسان من التجارب ولا يستمع إلى كلمة الحق ويصّر على المضي في ارتكاب الأخطاء {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }يس30.
وكفى بأبناء الفضيلة سمواً أن يعمل أخوتهم فيهم كل هذا ويحرمونهم من كل حقوقهم وهم يترفّعون عن الرد ويزدادون عزيمة في السير على بصيرةٍ من أمرهم {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ}يوسف6.