من اصداراتنا (معالم الفكر الرسالي المسؤول ) و (مشروع البناء عند المرجعية الدينية)
من اصداراتنا
(معالم الفكر الرسالي المسؤول ) و (مشروع البناء عند المرجعية الدينية)
الكاتب احمد ناصر في كتابة (معالم الفكر الرسالي المسؤول) يتساءل بحرارة عن سبب تخلف المجتمع الاسلامي والمجتمع الشيعي بالخصوص، ذلك التخلف الذي يبدو شاخصاً للمفكرين الاسلامين الواعين لاطلاعهم على حقيقة الاسلام وحقيقة التشيع التي تختزن القوة للنمو الكبير جداً فالتخلف في نظر أحمد ناصر يقاس بين واقع المجتمع الشيعي المعاصر وحقيقة التشيع التي يدركها الكاتب، التشيع الذي هو (الاسلام الاصيل) والتشيع الذي (هو التطبيق النهضوي- التغييري لواقع التوحيد في جميع حقول الحياة وبصفة خاصة في الحقل السياسي) ويبدأ الكاتب باستعراض نقاط القوة في الكيان الشيعي لتكون القاعدة التي ينطلق منها في قياس مستوى التخلف، ومما يسهل تأكيد وجود التخلف عملياً وجود نماذج استطاعت ان تعيش التشيع بكامل ملامحه فحققت انتصاراً حقيقياً جعلهم أسوة حسنة لجميع الموالين لأهل البيت عليهم السلام الا ان ذلك النجاح رغم تأثيره الكبير في المجتمع- لصفة التشيع الاجتماعية- الا انه بقي نجاحاً فردياً وانما المطلوب هو ان يصل المجتمع او الكتلة الوجيهة فيه الى ذلك التطبيق الحقيقي للتشيع الذي اوصى رسولُ الله (ص) اميرَ المؤمنين (ع) بانتظاره كماً ونوعاً (ليناهض القوم). ثم يشخص الكاتب مشكلة التخلف والانحراف بين الشيعة والتشيع بأنها (الثقافة الباطلة التي تسللت وترعرعت في ذهنية قطاعات عريضة من أبناء المجتمع واصبحت قيماً مقدسة ومناهج للتفكير المنحرف..) ثم يشرع في دراسة المفاهيم الرئيسية للتشيع ويبين الانحراف في فهمها والصورة الحقيقية لفهمها متأوها في كل منعطف من طريق البحث من مدى ابتعاد الامة عما يختزنة التشيع من قوة ومنعة وقابلية للبناء المثالي العظيم.
وبالاضافة الى المحتوى الثقافي الرسالي الذي يطرحه الكاتب الا ان القارئ سيلمس منه طاقة حماسية تثير الرساليين العاملين في الساحة وهو ما توخاه مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بطباعته لهذا الكتاب القيم على أمل ان يتزود شبابنا الرسالي ويطلعوا على الدراسات التي تبحث مشاكل المجتمع الشيعي وتسعى للاصلاح وبانتظار دراسات مماثلة تكون اكثر تفصيلاً ودقة في تشخيص الواقع.
اما الكتاب الآخر الذي اضطلع المكتب الاعلامي لسماحة الشيخ بطباعته وإصداره فهو كتاب (مشروع البناء عند المرجعية الدينية في خطاباتها المرحلية) والجزء الاول منه (في بناء الانسان الرسالي) فالكتاب الاول شخص ان من معالم القوة للجسد الشيعي وجود الفقيه الحي ليكون تمثيلاً حاضراً للتشيع (كانتماء قلبي ، وانتماء اجتماعي، انتماء سياسي) الكتاب الاول شخص ذلك فبدأ الكتاب الثاني بالتركيز على نقطة القوة هذه بصفتها اهم معالم القوة لتحقيق واستنهاض وصيانة باقي نقاط القوة لأنها جميعاً تقع في طول هذه النقطة حتى ان الله سبحانه جعل التبليغ بالامامة من بعد الرسول (ص) بمثابة اكمال للدين وحفظ له واتمام للنعمة والفقيه هو الذي يربط المجتمع ببقية الائمة وتراثهم ويبين للمجتمع ما يريدون، فمن الجدير فعلاً ان يتولى كاتب واعي كالاخ (مهند الشاوي) دراسة مشروع البناء الذي تتولاه المرجعية الرشيدة في دورها برعاية المجتمع.
وفي مقدمة الكتاب يوضح الكاتب ان من عوامل انحطاط المسلمين وتخلفهم هو ابتعادهم عن القيادة الواعية بعد موت النبي القائد (ص) ذلك الابتعاد الذي لا يعبر عنه في خطأ التشخيص فحسب بل وببذل الاستعداد للطاعة المناسبة مع القائد المفترض فهو يشخص بوضوح ان عودة المسلمين الى امير المؤمنين ليكون ولياً لأمورهم لم يكن هو العودة الحقيقية التي تستوجب عودة النعمة عليهم لأن المجتمع رغم ذلك لم يكن يمتلك (إجمالاً وتفصيلاً) الوعي المناسب لقيادة امير المؤمنين (ع) ذلك الوعي الذي تنبئ عنه غياب الطاعة احياناً من قبل المجتمع (الشيعي) المعاصر له سلام الله عليه ذلك الغياب الذي يسببه العقل الساذج للاتباع دائماً.
فمن هنا يبدا كاتبنا بتشخيص معالم مشروع المرجعية الرشيدة ليرفع مستوى الوعي لدى ابناء المشروع بمشروعهم ويجعلهم اكثر تفاعلاً معه بناءاً على ان الوعي بالمشروع سيسبب التفاعل الكامل معه وهو ربما جعل وعي المشروع مدخلاً للوعي بالقائد الامر ما ينتج مستويات اعلى من الطاعة غير انه ربما ترك التفصيل في ذلك لما فرغ منه الوعي الشيعي لدى ابناء المرجعية او لبحوث اخرى مماثلة.
ثم يتعمق الكاتب في تفاصيل الخطابات التي صدرت من سماحة الشيخ اليعقوبي في السنين الاخيرة ليناقشها ويصنفها في ضوء الجزء الاول من المشروع ومن الكتاب وهو بناء الانسان الرسالي كنواة رئيسية لمشروع المرجعية الرشيدة التي تؤسس للانطلاق منه في بناء الحياة أجمع .
وتكتسب البحوث حول المرجعية ومشاريعها اهميتها من ان ثمراتها حاضرة وان لاصدارها في حياة المرجع (أطال الله ظله) قيمة حركة وعلمية بخلاف البحوث التي تصدر بعد حياة القادة عادة كشيء من التأسف على الماضي وارضاء الضمير واثبات الانتماء. ويدعو المكتب الاعلامي لسماحة الشيخ جميع الكتاب والمؤسسات الفكرية الى البحث في هذا المجال وانتاج مثل هذه البحوث لما تبين قبل قليل ولما تسببه (ثقافة المرجعية) من وعي حركي لجميع العاملين في الساحة الاسلامية.
اللجنة الثقافية في مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله)