الموقف الصحيح من صدور حكم الاعدام في حق صدام حسين
الموقف الصحيح من صدور حكم الاعدام في حق صدام حسين(*)
من حق الامة ان تفرح بجريان سنة الله تبارك وتعالى في الطواغيت الذين اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا و ملأوا الأرض شراً وفساداً و ضجت الجن و الانس و الملائكة من جرائمهم البشعة { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62
وما اسرع ما ارانا الله نقمته من الظالمين في حين عاش الائمة الطاهرون و السلف الصالح قرونا من ظلم العباسيين ومن قبلهم الامويين ومن بعدهم من دون ان ينتصف المظلوم من الظالم ليشفي منه غليله.
وبغض النظر عن الظروف و الملابسات التي احاطت وتحيط بمحاكمة المجرم صدام وزبانيته الأشرار سواء على صعيد صدور الحكم او تنفيذه فان الذي ينبغي للمؤمنين ان يلتفتوا اليه عدم المبالغة في الأحلام الوردية بان العدالة قد قامت و ان الإنصاف اصبح سيد الموقف فان صداما ليس كل المشكلة ولا تنتهي معاناة الناس بنهايته و إنما هو جزء منها و مظهر من مظاهرها ولا تقوم العدالة الا بالانتصار على كل شياطين الجن والأنس و التطبيق الكامل لشريعة الله تبارك وتعالى على يد عباده الصالحين {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون َوَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون }الصافات171-173
نعم ينبغي للمؤمنين ان يستثمروا هذه الفرص الجزئية لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ونشر مباديء تعاليم ومدرسة اهل البيت المباركة من دون ان يعطوا مشروعية لأي تغيير لا يمتلك الشرعية الكاملة
وهذا ما تعلمناه من أئمتنا المعصومين فقد شهدت فترة الإمام الصادق(u ) قضاء العباسيين على الامويين و ابدى قادة الجيوش العباسية رغبتهم في ان يتولى الإمام (u ) الأمور لكن جوابه لأبي مسلم الخراساني كان (لست من رجالي ولا الزمان زماني) و احرق كتاب أبي سلمة الخلال من دون ان يرد بكلمة و قال للرسول هذا جوابي فأبلغه ابا سلمة.
وفي حياة الإمام الرضا(u ) وقع الصراع الدامي بين الأخوين المأمون و الأمين و امتد عدة سنوات حتى دخل الأول بغداد و قضى على أخيه الأمين و خدع بعض الشيعة بهذه الحركة ولم يعوا موقف الإمام (u ) فشاركوا مع جيش المأمون في المعارك فابلغهم الإمام اعتراضه ورفضه
فلابد ان نعي كل تغيير و نستفيد منه بمقدار ما ينفع المشروع الالهي العظيم من دون اعطاء المشروعية المبالغ فيها ، وقد تقولون ان تحديد مثل هذه المواقف و تحديد مدى الاستفادة من التغييرات صعب ودقيق فكيف نعرفه؟ و انا اعترف بذلك لكن الحل سهل و ذلك بإتباع المرجعية الرشيدة الواعية (فالمتقدم لهم مارق و المتخلف عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق) اما من تأخذه العزة بالإثم و يستكبر عن النصيحة فانه لا يضر إلا نفسه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع بعض الوفود التي زارته يوم 17/شوال/1427 لتهنئته بصدور حكم الاعدام شنقاً حتى الموت بحق صدام حسين وعدد من أزلامه في قضية الدجيل.