29- ان من يحسن التزامك بأمرين احدهما عملي، والآخر قلبي ، اما العملي: فيحسن - اولاً

| |عدد القراءات : 2918
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

 ان من يُحسِن التزامك بأمرين احدهما عملي، والآخر قلبي ، اما العملي: فيحسن - اولاً - اكثار البكاء اما خوفاً من الله سبحانه اعني اسفاً من الذنوب والعيوب وشوقاٌ الى (السلامة) منها، واما حزنا على مصائب الامام الحسين (عليه السلام) الذي هو (رحمة الله الواسعة وباب نجاة الامة) ،وانا اعلم ان البكاء ليس مما لا يتيسر دائما بل لعله متعذر دائماً الا انه يكفي منه (قصده) اولا وممارسته ثانياً مع الامكان في اوقات الخلوة وصفاء القلب ، كما يحسن ثانياً: الاكثار من السجود الطويل نسبياً، ففي ذاكرتي من الحديث الشريف عن ربيعة بن كعب السلمي انه قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اسألك مرافقتك في الجنة، فقال: (اعني على نفسك بكثرة السجود)(1) ، ويحسن ان يكون الدعاء في السجود بهذا الدعاء المأثور: (الهي عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخرستني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لصممتني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لكمهتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي انعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني يا كريم) ثم تقول: العفو الف مرة ، فهذا هو الالتزام العملي، واما القلبي فيتكون من اربع صفات على الاقل : التوكل والرضا والاناة (بمعنى عدم استعجال العطاء) والذكر المستمر مهما امكن (طبعاً الذكر القلبي) ، ولكن لابد ان تعلم ان من كانت طاعاته قلبية تكون ذنوبه قلبية ايضا، ويحاسب على الخطرات، وتكون كربته منها شديدة، حتى يأذن الله بالفرج ويجعل الله لعبده فرجاً ومخرجاً، ولعل في الطاعات العملية والقلبية المشار اليها ما يخفف من حدة ذلك او يزيله ولو نسبياً باذن الله تعالى.



([1]) كشاف القناع للبهوتي: ج1، ص 534.