من اصداراتنا (الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين)

| |عدد القراءات : 2295
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

من اصداراتنا

 

الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين

 

دروس في بناء الذات وسياسة الأمة مستفادة من سيرة رسول الله (ص)

 

صدر من مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) كتاب الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين. وهو مجموعة محاضرات القيت على فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف في مسجد الرأس الشريف المحاذي لمرقد أمير المؤمنين (ع) وجامعة الصدر الدينية في مناسبات عديدة بين عامين 1421 و1423 هجرية المصادف 2000و2002 ميلادية واعيد تسجيلها سنة 1426 /2005 ميلادية لقناة الأنوار الفضائية مع تغييرات خفيفة وادرجت معها محاضرتان لسماحته (كيف خطط رسول الله للخلافة ما بعده) و(ماذا خسرت الأمة حين ولت أمرها من لا يستحق) مع ملحقان يفيدان في غرض الكتاب من وصايا الرسول الأعظم (ص) لبعض خيرة اصحابه وللأمة عموماً ..

 

والكتاب من النتاجات الفكرية المهمّة لسماحة الشيخ (حفظه الله) طالما أشار اليه والى اهميته في اصلاح العل الرسالي وفي بناء الشخصية الرسالية في هذه المرحلة التي تتطلب صنع وتجسيد النماذج الإسلامية وتنشئتها للنهوض بواقع الأمة والمجتمع والنجاة بها في هذا التاريخ الحرج الذي تتمثل النجاة فيه والنجاح بإعادة الارتباط بالشريعة الإسلامية والمشرّع المقدس ذلك الارتباط الذي لا يتم بطرح النظريات فقط بل وبتجسيدها عملياً في ساحة المجتمع وحصول القناعة بها ولا شك ان الحوار السلوكي هو من أهم سبل الاقناع ونشر الرسالات حتى قال الأئمة (ع) (كونوا لنا دعاة صامتين) .

 

و(ان كل رسالة لا تكون فاعلة ومؤثرة وتؤدي دورها في حياة الأمة اذا لم يكن حاملها مستوعباً لها قد اشرب بها وتمثلها في حياته وجسدها في سلوكه وواقعه حتى عاد صورة خارجية لها وعادت صورة نظرية له ).

 

ولا شك ان خير من نتخذه اسوة ومثالاً للتلازم بين الصلاح والإصلاح هو شخصية الرسول الأكرم (ص) الذي وصفته احدى زوجاته (كان خلقه القرآن) واهل بيته (ع) الذين وصفهم (ص) (أنهما لن يفترقا (العترة والقرآن) حتى يردّا عليّ الحوض). وسيرتهم عليهم الصلاة والسلام ثروة بشرية عامة مشاعة لجميع المصلحين الذين يطلبون الخير والصلاح لاممهم ويمثل نجاحها العملي – حين استنهضت من رمال الصحراء امةً امية لتؤسس حضارة فتية تنشر اجنحتها شرقاً وغرباً في اقل من ثمانين سنة - وهذا النجاح العملي بلغة اليوم هو خير دليل على عظمة هذه الرسالة وعظمة حاملها وجدارتها بالانتباه والدراسة والإتباع في المنهج والمحتوى .

 

وهي مصدر للعطاء للمفكرين و المصلحين لم تزل تشكو من قلة الدراسات التحليلية المنهجية التي ترمي للإستفادة منها في معالجة مشاكل الواقع .

 

وكتاب سماحة الشيخ هذا يعالج هذه النقطة اذ انه لم يكن مجرد عرض مجرد لسيرة الرسول (ص) بل قام سماحته بتبويب البنية النظرية في تحليله لصفات رسول الله (ص) وتقسيمها للاستفادة منها وترتيب اولوياتها فان الترتيب ضروري جداً في هذه الفترة الحافلة بالأحداث والتأسيسات الفكرية الأيديولوجية .

 

فأساس البناء لأي فرد بصفته الشخصية والتي ينتج عنها فيما بعد قوة تأثيره على الآخرين هو المعرفة بالله تبارك وتعالى (أول الدين معرفته) وتحقيق العبودية له سبحانه (ان الله اتخذ محمداً عبداً قبل أن يتخذه رسولاً) . ثم يرتب سماحة الشيخ خصائص القائد أو المصلح الرسالي النفسية المبتنية على المعرفة بالله تعالى من التذكر لعظمته سبحانه والإعراض عن زخارف الدنيا والثبات على المبادئ وسعة الصدر (التي هي آله الرئاسة) والرحمة ورقة القلب والأبوية للمجتمع والارتباط بمصادر التسديد الإلهي والحياة في ظل القرآن الكريم فهو مادة الرسالة وينبوعها . والتحلي بالأخلاق الفاضلة وتهذيب النفس ورقة العواطف والرحمة والرأفة بالمؤمنين .. الخ .

 

وينبغي أن يأخذ الكتاب سبيله ودوره في الساحة الاجتماعية عملياً على أيدي العاملين بما يمدهم به الكتاب من إرشاد وترتيب ونصائح وكذلك ينبغي أن يأخذ دوره لأذهان المثقفين وان يستفيدوا منه فهو ليس كتاباً منهجياً فقط بل بالإمكان أن تبتنى عليه ثقافة (اجتماعية) وفكر (شعبي) بما يفتحه من أبواب للبحث والتفكر وما يشير إليه من مبادئ ويفتحه من أبواب ذلل للثقافة لم تزل تندب طالبي الثقافة والحكمة للاستفادة منها في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى الثقافة الموجهة في ظل المرجعية المؤيدة أطال الله بقاءها .