اداء الائتلاف محرج للمرجعية الرشيدة امام الجماهير

| |عدد القراءات : 2264
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

اداء الائتلاف محرج للمرجعية الرشيدة امام الجماهير

 

السبت 29/ع2 استقبل سماحة الشيخ اليعقوبي السيد منوشهر متكي وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية و الوفد المرافق له وقال السيد متكي انه جاء الى العراق لأمرين (الاول ) تهنئة الحكومة الجديدة التي شكلت برئاسة الدكتور نوري فاضل المالكي (الثاني) اعلان استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لنقل خبراتها ومواصلة التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية و العلمية وغيرها وان ايران قد خصصت مليار دولار كاعتمادات للقيام بالمشاريع التي يحتاجها العراق و تشمل قطاعات الكهرباء والصحة و النقل وغيرها وقد اجريت اتفاقيات و حوارات حول هذه المواضيع أمس مع المسؤولين وتوجهنا اليوم من بغداد الى كربلاء لنجعله يوم زيارة و عبادة وبعد زيارة العتبات المقدسة اردنا ان نزور العلماء وها نحن نتشرف بذلك ولا شك ان الدور الذي يقومون به سماحتكم ورجال الدين الافاضل يصب باتجاه الاستقرار و الهدوء لابناء الشعب العراقي بمختلف فئاته وقد تحصل انقسامات هنا وهناك فتقومون سماحتكم باتخاذ التدابير اللازمة لحل تلك الانقسامات مما فيه خير ومصلحة الشعب العراقي .

 

نحن مسرورون جدا لهذا اللقاء ونستفيد من اراء سماحتكم حيال الظروف القائمة في العراق ونعرب عن استعدادنا للقيام بأي واجب علينا .

 

وهنا تحدث سماحة الشيخ اليعقوبي ورحب بضيفه الكريم وشكره على هذا التواصل وابتدأ بالتعليق على جعل اليوم يوم عبادة وقال ان كل ايام المؤمن وساعاته هي عبادة ما دامت تثمر خيراً للبشرية واعماراً للحياة و لا تقتصر العبادة على العبادة على المعروفة المعينة بل ان الاجر والثواب الذي رصده الله تبارك وتعالى للاعمال المثمرة اجتماعيا اكثر بكثير مما ورد في الطقوس العبادية المفروضة كما في الحديث ( ان اصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام ) لان فيه حفظ وحدة المجتمع وتآلفه وتماسكه او ما ورد في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبارها تؤدي وظيفة اجتماعية من انها بها تقام السنن وتحفظ الفرائض وتحل المكاسب وتأمن الطرق وغيرها .

 

وهذه الفعاليات سميتها ( الواجبات الاجتماعية ) بدلا من (الواجبات الكفائية ) بحسب المصطلح المشهوري لأن الشارع المقدس كما لحظ الفرد كفرد وخاطبه بتكاليف كالصلاة والصوم والحج فانه لحظ الامة ككيان واحد وكلفها بتكاليف ومثل هذا اللحاظ موجود في احاديث كثيرة كتشبيه الامة بركاب السفينة فلا يحقّ لاحدهم ان يتصرف كفرد ويقلع خشبته ويقول هذه ملكي لان النتيجة غرق الجميع بعض الاحاديث يشبه المؤمنين كالجسد الواحد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى .

 

ومن هذه الواجبات التي خوطبت بها الامة كان هو العمل السياسي لايصال الثلة الصالحة الى قيادة البلد وادارة مفاصله وهو اهم الواجبات الشرعية كما دلت الآية الشريفة على ان نصب القيادة الصالحة للامة تعدل كل اعمال الشريعة الاخرى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه ) لذلك كان موقفنا من دعم العملية السياسية بهذه القوة وكانت فتوانا اقوى الفتاوى حيث جعلنا وجوب المشاركة في الانتخابات اهم من وجوب الصلاة والصوم لأن وجود الحكومة الصالحة هو الذي يحفظ الصلاة والصوم و اذا كانت على رأس السلطة اشرار منحرفون فاسدون فانهم سيحاربون الصلاة والصوم كما رأينا من افعال صدام وعانيتم انتم من بطش وقسوة الشاه المقبور حتى انه منع النساء من ارتداء الحجاب الذي هو اوضح الشعائر والشعارات الاسلامية .

 

واندفعت الامة للمشاركة في الانتخابات بشكل مثير للاعجاب والفخر واذهل العالم طاعة لمرجعياتها ووصل عدد به من الاخوة الى البرلمان وشكلوا حكومة .

 

وهنا ينفتح السؤال : هل ان اداء الاخوة الذين انتخبناهم كان بمستوى ذلك الدعم والطرح القوي و الاهداف التي تأملتها المرجعية منهم وحماس الجماهير المنقطع النظير ؟ اقول بكل أسف : لا وهذا الشعور بخيبة الأمل لا اختص به انا بل هو شعور عام لدى كل المرجعيات الدينية وليس الآن بل حتى قبل الانتخابات الاخيرة لذلك لم تكن متحمسة لدعم الائتلاف فيها وربما سمعتم منهم هذا خلال زيارتكم لهم وانا حينما اتحدث معكم بهذا الكلام لا اعتبره ادخالا للاجنبي في شؤوننا الداخلية لانني اعتبر الشعبين العراقي والايراني واحدا لانتمائهم الى مدرسة اهل البيت الرصينه وقوة و شائجهم الاجتماعية والتاريخية ولو كان غيركم لما تحدثت معه بهذا لانه امرٌ يخصنا وعلينا ان نصلحه فيما بيننا .

 

فتجربة الاخوة في الحكم كانت مزيدا من التداعيات والاداء السيئ و التنازلات المهينة والسكوت عن الظلم و الاستمرار في حالة الخراب والفقر والحرمان والاضطهاد والاستئثار بالثروات وعدم المبالاة بالناس ووقعت المرجعية في حرج شديد امام جماهيرها لانها لا تستطيع ان تبرر لهم افعال السلطة التي دفعت الجماهير لانتخابها بكل تلك القوة والحماس ، ان الاخوة في الحكم يستعملون المرجعية كورقة رابحة يحققون بها مآربهم الشخصية وبعد ان يحصلوا عليها لا يكترثون لاقوالها ومثل هذا الشعور بالخيبة و الاحباط لدى المرجعية يدفعها الى رفع اليد عن دعم العملية السياسية لانها لا تستطيع ان تكون مظلّة شرعية لعملية منحرفة ظالمة ولا يصح منها ان تكون اداة لكي يحقق بها المستأثرون مآربهم على حساب المستضعفين والمحرومين الذين ضحوا بارواحهم وتحملوا الارهاب والقتل وخرجوا الى صناديق الاقتراع ليجلسوا هؤلاء المستأثرين الانانيين الذين لا يفكرون بالشعب على آرائك الحكم والسلطان !! واذا حصلت مثل هذه النتيجة ورفعت المرجعية يدها عن دعم العملية السياسية فان كارثة ستحل بمصير هذه الطائفة المحرومة .

 

نحن نعتقد ان الائتلاف العراقي الموحد ليس حاجة آنية اريد منها الفوز بعدد من المقاعد في البرلمان او تحصيل اكبر عدد من المواقع في السلطة بل هي حاجة ستراتيجية لضمان حقوق مسلوبة منذ الف واربعمائة عام لا تقتصر على السياسية فقط بل تشمل الثقافية والاجتماعية والدينية والاخلاقية والاقتصادية فلا يجوز للاخوة في الائتلاف ان يفرطوا بوحدته وعزته وقوته وان يكون اداءهم بمستوى الآمال التي عقدت عليهم وان لا ينحرفوا عن الاهداف التي من اجلها شكل الائتلاف .

 

لقد بذل ابناء المرجعية الرشيدة اقصى الجهود في دعم قائمة الائتلاف وكانوا من اكثر الفئات حماسا لكسب اصوات الناخبين فاداروا المراكز الانتخابية في المناطق الساخنة و ذهبوا بصناديق الاقتراع الى اقصى نقاط البادية والصحراء الغربية ليضيفوا كل صوت ممكن الى قائمة الائتلاف فيجب ان تحفظ حقوقهم وتحترم جهودهم والا فستحل كارثة حقيقية و العياذ بالله .

 

وشكر السيد وزير الخارجية سماحة الشيخ على حسن ظنه ونظرته العلمية للتطورات في العراق واكد اهمية القضية التي تحدث عنها سماحته واردف قائلا انني سمعت كلمة من الاخوة في الائتلاف تقول ان الحكومة يمكن ان تسقط فيشكل الائتلاف حكومة اخرى ولكن اذا سقط الائتلاف فمن يمكن ان يشكل حكومة ؟!

 

وتفاءل من خلال النظرة التي وجدها لدى سماحة الشيخ بالمحافظة على الوحدة وتعزيز الانسجام بين فئات الشعب العراقي وقال : نحن لا نريد ان نتدخل في الشأن العراقي بل نتمنى القوة والرفعة و التقدم للعراق كما نتمناه لايران .

 

وفي ختام اللقاء وجه السيد وزير الخارجية دعوة إلى سماحة الشيخ اليعقوبي لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفرصة التي يراها مناسبة وبعت سماحة الشيخ بواسطة السيد وزير الخارجية برسالة إلى سماحة آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في ايران (دامت بركاته) عبر فيها عن مشاعره الطيبة الصادقه تجاه قيادة وشعب الجمهورية الاسلامية الإيرانية .