ماذا بعد تفجير الروضة العسكرية المطهرة

| |عدد القراءات : 2922
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ماذا بعد تفجير الروضة العسكرية المطهرة(*)

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51) (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)

 

لقد آن للجماهير ان تأخذ زمام المبادرة وتستعمل مختلف الوسائل المتاحة لها وعناصر القوة المتوفرة عندها لكن طبعاً من دون عنف أو اضرار بمصالح العباد والبلاد خصوصاً ابناء المحافظات الجنوبية الذين أٌستهدفت مقدساتهم وقتل ابناؤهم ولا زالوا يعيشون حياة الفقر والحرمان والبؤس وتخرج الخيرات من تحت ارجلهم إلى اعدائهم ليقتلوا بها ابناءهم ويرمّلوا نسائهم وييتموا اطفالهم أو إلى المتآمرين عليهم ليسلبوا استحقاقهم ويلتفوا على ارادتهم وفي جميع الاحوال فان الشعب وحده يدفع الثمن اما القيادات السياسية فلا همَّ لها الا مصالحها الشخصية والفئوية وتصفية الحسابات بينها.

 

فرئيس الحكومة يترك البلد يحترق بالنار ويذهب لزيارة تركيا في حين ان قادة الدول يقطعون أهم زيارة أو مؤتمر لهم اذا وقع حادث في بلدهم وقد اعترض رئيس الجمهورية على زيارة رئيس الحكومة لا لمطالبته بالمكث مع شعبه ومواساته في محنته والتفرغ للتفكير بالف حلّ وحلّ للخروج من الازمة وانما اعترض عليه لانه لم يخبره وتصًّرف وحده ولاتخاذ الزيارة ذريعة لاسقاطه.

 

اما زعماء الكتل السياسية فقد اجتمعوا وظن المراقبون ان مثل هذا الاجتماع الخطير للفرقاء كلهم يزيل كل العقبات ويحلُّ كل العقد لو كانوا يحملون نيات مخلصة ولكنه لم يكن الا لذرّ الرماد في العيون وليوحي كل واحد منهم انه قد ابرأ ذمته والقى الكرة في ملعب الاخر.

 

هذا كله وشلال الدم العراقي يجري والمقدسات تنتهك ولم تبقَ خطوط حمراء للمحرمات ومثيرو الفتن ينشطون في كل مكان.

 

فهل نكتفي بلطم الصدور وجلد الظهور والنداء بالويل والثبور أو اصدار بيانات الاستنكار أو تسيير المظاهرات من دون هدف ولا مطلب وكأنها غاية وليست وسيلة لاحقاق الحق ورفع الظلم ؟ ونحن الى الآن لا نستطيع ان نقوم باي مشروع في محافظاتنا الا بتوقيع من دوائر العاصمة بغداد التي يسيطر عليها الصداميون والعملاء وهم لا يريدون الخير لنا ويعرقلون كل حركة ايجابية فصرنا لا نستطيع منح قطعة ارض لعائلة شهيد قدم روحه ونزف دمه دفاعاً عن دينه وامته لان وزارة البلديات لم تأذن بذلك! .

 

وتنتهي سنة 2005 دون ان تصرف الحكومة التي انتخبها الشرفاء منكم التخصيصات المالية للمحافظات وتركوها تعاني من شظف العيش والبطالة والوضع المتردي في الخدمات ثم يتبجحون بان فائض الميزانية العراقية في هذا العام تجاوز ثمانية مليارات دولار وهي الاموال التي حرموكم منها وحبسوها عنكم ولا ادري كيف يحصل فائض في ميزانية هذا البلد الخراب ويحتاج الى اضعاف هذا الرقم للنهوض من جديد وكأنهم جاءوا ليواصلوا سياسة (صدام) في تخريب هذه المدن الشريفة وتجويع ابناءها الكرام.

 

هذا هو حال الضعف والهوان الذي اوصلتنا اليه القيادات السياسية حتى طمع فينا شذاذ الافاق فسعوا إلى تجميع شراذمهم لمصادرة الاستحقاقات الانتخابية وافراغها من مضمونها تحت مسميات شتى وذرائع مختلفة ثم اوقفوا العمل بالدستور الذي نال مصادقة الشعب مصدر السلطات وينص على ان البرلمان يجب ان ينعقد خلال مدة لا تتجاوز (15 يوماً) من حين مصادقة المفوضية العليا على نتائج الانتخابات وقد انتهت هذه المدة يوم السبت الماضي ولم ينعقد البرلمان والكل يتفرج ولا يكترث ولا تنتفض غيرته الا حينما تتأثر مصالحه الشخصية واذا اراد تحقيق مطلبه سخر المأجوين والجهلة والمتحجرين لازهاق ارواح الابرياء واحراق الاخضر واليابس للضغط بهذا الاتجاه فهل بعد هذا يوجد شيء ننتظره من هؤلاء ؟ !

 

ان الامة هي المستهدفة وهي المظلومة وهي التي تدفع الثمن وبنفس الوقت فان عناصر القوة بيدها وهي التي تمتلك التأثير والحسم فلماذا تغيّب نفسها وتلقي بقيادها إلى من لا يستحق ؟ !

 

ان الخطوة الاولى تبدأ من وحدتها وتماسكها ووقوفها صفاً واحداً في حركتها المباركة هذه كما آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والانصار قبل ان يتحرك لبناء دولة الاسلام العظيمة.

 

وعليها ايضاً ان لا تتوقف عن اقامة الفعاليات والتجمعات والندوات والمظاهرات والمواكب وصلوات الجمعة الحاشدة لابقاء حالة التعبئة كاملة.

 

وعلى ممثلي التوجهات المتنوعة للأمة ان يواصلوا الاجتماعات ويضعوا الخطط لبلورة مشروع كفيل بالنهوض بواقعها.

 

والتلويح باشكال الضغط التي يستطيعونها فلديهم الكثير منها خصوصاً وان 90% من ثروات البلد تخرج من اراضيهم ولديهم الموانئ والمطارات والحدود الدولية والثروات الطبيعية وموارد بشرية يزيد تعدادها عن 15 مليون وبينها الكثير من الكفاءات والمخلصين فلماذا يبقون يئنون من بطش وقسوة الاعداء والعملاء والمتآمرين؟.

 

اننا نضع بين ايديكم عدة مطالب اساسية:

 

1- ان تجعل الحكومة هدفها حماية المواطن وتوفير الخدمات له وتبتعد عن مصالحها الشخصية والحزبية.

 

2- انجاح عمل الحكومات المحلية للمحافظات وتأهيلها لادارة شؤنها بعيداً عن التبعية المقيتة للروتين المركزي.

 

3- بناء قوات مسلحة وطنية مخلصة كفوءة قادرة عدةً وعدداً على حفظ الأمن وسيادة البلد والقضاء على بؤر الارهاب والعتاة والحزم في تطبيق القانون وانهاء حالة الاحتلال المتذرع باختلال الامن ويندرج في ذلك المطالبة بزيادة عدد القوات المسلحة وتجهيزها بمعدات وتكنلوجيا متقدمة والابقاء على سلاح واحد وهو سلاح الحكومة الدستورية.

 

4- تشكيل (لواء الامامين العسكرين (عليهما السلام)) من الموالين والمخلصين الغيورين على مقدساتهم يتولى تأمين الطريق من بغداد إلى سامراء لحماية الزائرين وتمكينهم من زيارة الامامين المظلومين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) وان يكون مرتبطاً بجهة مؤتمنة على ارواح الناس وممتلكاتهم وان يكون ذلك باسرع وقت فقد ضاقت الصدور لهفة لزيارة الامامين الهمامين ورفع التقصير بحقهما وبحق ولدهما المهدي المنتظر الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

 

5- تحريك العملية السياسية وفق الدستور وبما يكفل حقوق جميع مكونات الشعب العراقي مع مراعاة الاستحقاق الانتخابي.

 

6- اصلاح جهاز القضاء و المبادرة الى تنفيذ العقوبات الصارمة بحق القتلة والمجرمين الذين اعترفوا أو ثبتت ادانتهم بارتكاب الجرائم والفساد في الارض فان التراخي معهم هو الذي ادى إلى تماديهم في الغي والعدوان.

 

7- تطهير العملية السياسية من الصداميين والمروّجين للارهاب والمبررين للجرائم الشنيعة بحق الشعب والمحرضين على الفتنة والنعرات الطائفية.

 

8- محاربة الفساد الاداري ومحاسبة المفسدين وتأهيل الكوادر الوطنية الشابة واعطائها الفرصة في ادارة مفاصل الدولة.

 

9- التزام السياسيين بخطاب وطني يدعو الى الوحدة و يؤمن بثوابت هذا الشعب الدينية والاخلاقية والاجتماعية والوطنية.

 

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود:88)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(*) نص البيان الذي وجهه سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى الآلاف من المؤمنين الذين اجتمعوا في مدينة البصرة من المحافظات الجنوبية لاقامة صلاة جمعة موحدة ليوم 2 صفر 1427 الموافق 3/3/2006 وفي جامع الرحمن ببغداد.