في ذكرى ولادة الامام المنتظر (عج)

| |عدد القراءات : 2381
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

في ذكرى ميلاد الأمل المنتظر يمتزج الفرج بالحزن

 

13- 15 شعبان : استقبل سماحة الشيخ حشوداً من المؤمنين المشاركين في زيارة الامام الحسين(ع) ليلة النصف من شعبان وهنّأهم على هذه المنقبة العظيمة التي وُفّقوا لها والألطاف الالهية التي فازوا بها ودعاهم الى الاحتفاظ بالآثار المعنوية والتكامل الذي حصلوا عليه ليمدّهم بالطاقة الإيمانية لما يأتي من الايام وليس صحيحاً ان تزول هذه الآثار بمجرد العودة فهذه استفادة ناقصة وإنما تكون تامة اذا استمر هذا التأثير كما ورد عمّن سأل الامام الصادق (ع) قال: كيف اعرف ان صلا تي مقبولة قال (ع): اذا نهتك عن الفحشاء والمنكر فمقدار قبولها بمقدار نجاحها في ايجاد هذا التغيير، على انه مما يؤسف له ان كثيراً من الزائرين لم يعرف حق الزيارة ولا اهدافها فتجد كل همه ان يظهر ولاءه لزعيم سياسي او ديني ويقدس صورته ويرفعها في كل مكان وآخرون امضوا وقتهم في بعض المظاهر الاحتفالية الخارجة عن الحد الشرعي فأضاعوا على انفسهم هذه الفرصة العظيمة للطاعة .

 

وقال سماحته تعليقاً على فعّالية فرح أقامها المحتشدون بذكرى ميلاد الامام (ع) وأعقبها مشاركة حزن لما تتعرض له الامة من قتل وانتهاك وظلم وهضم حقوق (من حقكم ان تفرحوا بهذه المناسبة ليس انتم فقط معاشر شيعة اهل البيت (ع) بل كل البشرية التي تنشد العدالة والسعادة والرفاه والحرية بعد ان سأمت حياة النكد والظلم والاضطهاد والاستكبار في ظل الايدلوجيات والنظم الارضية وكلمّا تصّورت ان هذا النظام سينقذها  وإذا به اسوأ من سابقه ففقدت الامل في اليوم السعيد وهو ما عبر عنه الله تبارك وتعالى عن خليله ابراهيم (ع): (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ. فلما جنّ عليه الليلُ رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:76-79) وهكذا البشر على مرّ التاريخ كلما علق أمله بشيء دون الله تعالى ظهر فشله وعجزه وبقيت الآمال اليوم متعلقة بالله تعالى أن ينقذ البشرية بالمصلح الأعظم. وتمتزج هذه الفرحة التي نحياها بالحزن الذي نعيشه بسبب ما نفقده من أحبة وأعزاء وأبرياء بفعل الإرهاب الأعمى والطائفية المقيتة والإجرام الصدّامي وبسبب الظلم الذي نتعرض له من الإخوة والأعداء على حد سواء ولا نقوم من فجيعة حتى تأتينا أخرى (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) (التوبة:10) كما وصفهم الله تعالى يذبحون الناس على هوية التشيع لآل البيت عليهم السلام ويقتلون صاحب محل لبيع اللحوم لأن عنوانه (محل الزهراء) ويقتلون آخر لأنه يعلق صورة رمزية لأمير المؤمنين او الإمام الحسين (ع) كما اعترفوا وأقرّوا بجرائمهم الفضيعة.

 

فهذا الامتزاج بين الفرح المشوب بالحزن هي شيمة هذه الحياة الدنيا على الدوام فلا يجوز للعاقل أن يغترّ بها ويركن إليها وعليه أن يبقى متوجهاً الى هدفه الحقيقي وهو رضا الله تبارك وتعالى، قال الامام الحسين (ع): (الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار زوال متقبلة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرّته والشقيّ من فتنته) ولنتعظ بمصير السابقين فقد كانوا أكثر أموالاً وجنداً وطغياناً كصدام ومن شابهه حيث كانت تحيط به عساكر تعدّ بالملايين ويتحكم بمليارات الدولارات من ثروة العراق كيف صار مصيره الى حفرة كالجرذان أخرج منها ذليلاً.