إقامة ندوة ثقافية مع مجلس بمناسبة شهادة مؤسس المذهب 2024م
إقامة ندوة ثقافية مع مجلس بمناسبة شهادة مؤسس المذهب 2024م
الأربعاء المصادف 01/05 وبِمُناسبةِ ذِكرى شَهادةِ الإِمامِ جَعفرٍ الصَّادقِ (عليه السلام)، أقام مكتب المرجعية في بَيروتَ:
(1) نَدوةً ثقافيَّةً بعنوان: حاضَرَ فيها الباحِثُ الإِسلاميُّ المُعاصِرِ فضيلة السَّيِّد عطا الله جعفر (دامَ توفيقُه) بعنوان: (العَطاءُ الإِلَهيُّ وتَجَلِّيهِ الأَعظمُ في سيرةِ ومَسيرةِ الإِمامِ جَعفرٍ الصَّادقِ عليه السلام)، بحضور ثلة من الفضلاء والأساتذة والمؤمنين الكرام. وهذا مجمل ما أطلقه فضيلته في بحثه: نَشَأَ الإِمامُ الصَّادقُ (عليه السلام) في مدرسةِ أَبيهِ، وتَرَبَّى وتَعلَّمَ؛ فعاشَ أَجواءَ الإِمامةِ، وأَخَذَ علومَ الشَّريعةِ، واقتَبَسَ مَكارِمَ الأَخلاقِ، حتَّى أَصبَحَ بَعدَ أَبيهِ إِمامَ المُسلِمِينَ، ومَرجِعَ العُلَماءِ، وقُدوةَ الصَّالِحينَ. امتازَ عَصْرُ الإِمامِ الصَّادقِ (عليه السلام) بتَطَوُّرُ الحركةِ الفِكريَّةِ، حيث نَمَتِ التَّرجمةُ، ونُقِلَتْ كَثيرٌ مِن العلومِ والمَعارِفِ مِن لُغاتٍ أَجنبيَّةٍ إِلى العربيَّةِ، وانْدَفَعَ المُسلِمونَ إِلى قِراءَتِها وفَهمِها ومُناقشتِها؛ وهذا ما جَعلَهم يَهتمُّونَ بعلومِ الفلسفةِ والمَنطِقِ والحَديثِ والطِّبِّ والكيمياءِ والرِّياضيَّاتِ والفَلَكِ وغَيرِها. مارَسَ الإِمامُ الصَّادقُ (عليه السلام) مَسؤُوليَّاتِه كقائِدٍ وعالِمٍ ومُعلِّمٍ، فركَّزَ اهتِمامَه على تَثقيفِ النَّاسِ بأُصولِ العقيدةِ الصَّحيحةِ، وذلكَ بشَرحِ فكرةِ التَّوحيدِ وحركةِ الأَنبياءِ، وعَلاقةِ الأُمَّةِ بالأَئِمّةِ، ومَفهومِ اليومِ الآخِرِ، وغيرِها مِن المَفاهيمِ الَّتي تُؤَكِّدُ على الصِّلةِ الرُّوحيَّةِ والوِجدانيَّةِ باللهِ تعالَى وشَريعتِهِ. ورَصَدَ (عليه السلام) كُلِّ الأَحاديثِ الكاذبةِ الَّتي يَرويها المُنافقونَ عن الرَّسولِ (صلى الله عليه وآله)، والَّتي يُرادُ منها تَشويهُ صُورةِ الإِسلامِ، وخِدمةُ الحُكَّامِ الظَّالِمينَ؛ فكانَ مِن جِهةٍ يُنَبِّهُ المُسلِمينَ إِلى خُطورةِ الأَخذِ بها؛ ومِن جِهةٍ ثانيةٍ رَفضَ كُلّ حَديثٍ لا يُوافقُ كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبيِّه.
وكان نَشرُ الإِسلامِ في العالَمِ هَمَّ الإِمامِ الكبيرَ، فاهتَمَّ بتربيةِ جيلٍ مِن العُلماءِ المؤْمنينَ ليَحمِلوا رِسالةَ الإِسلامِ إِلى كُلِّ الأَقطارِ، فأَكمَلَ العملَ بمدرسةِ أَبيهِ الرَّائِدةِ الَّتي كانتْ تُركِّزُ علَى مُختلَفِ العُلومِ مِن قُرآنٍ وحديثٍ وفِقهٍ وأَخلاقٍ وفلسفةٍ وكيمياءٍ وفَلَكٍ ورِياضيَّاتٍ وغيرِها. وفي هذِه المدرسةِ تَخرَّجَ كِبارُ العُلماءِ، أَمثالُ: أَبو حَنيفةَ النُّعمانُ، هشامُ بْنُ الحَكَمِ، جابرُ بْنُ حَيَّانٍ. ولكيْ نُقدِّرَ قيمةَ الحركةِ العِلميَّةِ الَّتي أَثارَها الإِمامُ الصَّادقُ (عليه السلام) في ذلكَ الوقتِ، نَذكرُ بعضَ مَواقفِ علَماءِ ذلكَ العصرِ منه:
قال الحسنُ بنُ عليٍّ الوَشَّاء: "أَدركتُ في هَذا المَسجِدِ – يَعني مَسجِدَ الكوفةِ – تِسعَمِئَةِ شيخٍ، كلٌّ يقولُ: حدَّثني جعفرُ بْنُ محمَّد"، كما وَصَفَ المُؤَرِّخُ اليَعقوبيُّ الإِمامَ الصَّادقَ (عليه السلام) بقولِه: "كانَ أَفضلَ النَّاسِ وأَعلَمَهمْ بدِينِ اللهِ، وكانَ أَهلُ العِلمِ الَّذِينَ سَمِعُوا منه إِذا رَوَوْا عنه قالُوا: أَخبَرَنا العالِمُ". وقالَ المُؤَرِّخُ ابْنُ خَلِّكان: "لقدْ دَوَّنَ جابرُ بْنُ حَيَّانٍ، كيميائِيُّ القَرنِ الثَّاني للهِجرةِ، كتابًا تَضمَّنَ أَكثَرَ مِن خَمسِمِئَةِ رِسالَةٍ في مُختلَفِ العلُومِ مِن دروسِ الإِمامِ الصَّادقِ (عليه السلام)، وقالَ أَبو حَنيفةَ: "ما رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ". ومِن أَقوالِ الإِمامِ الصَّادقِ (عليه السلام):
- "مَنْ عَذَرَ ظالِمًا بِظُلْمِهِ سَلَّطَ اللهُ عليهِ مَنْ يَظْلِمُه، فإِنْ دَعا لَه لَمْ يُستَجَبْ لَه، ولمْ يَأْجُرْهُ اللهُ علَى ظُلامتِه".
- " مِن حَقيقةِ الإِيمانِ: أَنْ تُؤْثِرَ الحَقَّ وإِنْ ضَرَّكَ، علَى الباطِلِ وإِنْ نَفَعَكَ".
- "أَوْلَى النَّاسِ بالعَفْوِ أَقدَرُهُمْ على العقوبةِ، وأَنقصُ النَّاسِ عَقلاً مَن ظَلَمَ مَن دُونَه، ولمْ يَصْفَحْ عَمَّنِ اعتَذَرَ إِليهِ".
- " كَمالُ العقلِ في ثَلاثٍ: التَّواضُعُ للهِ، وحُسْنُ اليَقينِ، والصَّمْتُ إِلَّا مِن خَيرٍ".
(2) مجلس عزاء مختصر: بصوت الخطيب الحسيني من أتباع ومقلدي المرجعية/ الشيخ سلمان المولى "دام توفيقه".
زيارة سماحة الشيخ حسين قازان. بعد نزوحه من قرية الطيبة الحدودية مع فلسطين بسبب الحرب، واستقراره في بيروت توجّه ممثل المرجعية المباركة بزيارة ودية ورعاية أبوية من مكتب المرجعية، إذ ذكرنا سماحته بهدية طيبة. اطمأننا على سلامته وأبلغناه محبة وسلام وأشواق سماحته (دامت بركاته)، كان شاكراً هذا اللقاء والاهتمام وحملنا سلامه ومحبته وشكره لسماحته. والحمد لله كما هو أهله وكما يستحقّه وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.