استفتاء/ عن نصيحة المشي إلى كربلاء
بسمه تعالى
استفتاء/ عن نصيحة المشي إلى كربلاء.
الى / مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
تساءل جمع من المؤمنين عن وجه نصيحة سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الأخيرة بالاقتصار في المشي لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) على المسافة من النجف الى كربلاء وقالوا إنه ينافي إطلاق الروايات الدالة على الحث على المشي الى زيارة الامام الحسين (عليه السلام) من دون التقييد بمسافة معينة، وقد اندفع بعضهم للنيل من سماحته، فهل من توضيح لهذا الأمر جزاكم الله خيراً.
جمع من المؤمنين
الجواب
بسمه تعالى
لا يستطيع أحد أن ينكر فضل زيارة الامام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام وما ورد من الثواب على كل خطوة يقطعها الزائر ، وإن ما صدر لم يكن نهياً ولا تشكيكاً في فضل المشي حتى يرد عليه بمثل هذه الروايات الشريفة وإنما كان نصيحةً، وقد ذكر سماحة المرجع أنها من منطلق الشفقة والمحبة والحرص، وإن من صفات قادة الأمة أن يكونوا كما وصف الله تعالى نبيه الكريم (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (التوبة:28)، كما ينصح الأب أولاده بهذه الدواعي، وقد وصف النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه وعلياً (عليه السلام) أبوا هذه الأمة ، فهذه النصيحة كالعنوان الثانوي الذي لا ينافي العنوان الأولي الوارد في الروايات، كما أن الإمام الحسين (عليه السلام) رخّص لأصحابه ليلة عاشوراء أن يتخذوا الليل جَمَلاً ويتفرقوا عنه فإن القوم لا يطلبون غيره، وكان ذلك شفقة منه ولا ينافي ما في نصرته من النعيم المقيم، ولما أصرّوا على نصرته شكرهم وأراهم منازلهم في الجنة.
وعلى سبيل المثال نذكر أنه عندما اجتاح وباء كورونا بلدان العالم أرادت إدارة العتبات المقدسة أن تغلقها لحماية الناس من العدوى وبعد اعتراضات بعض المؤثّرين عدلوا عن الغلق الى اتخاذ إجراءات وقائية، وليس في ذلك ما ينافي فضل زيارة المعصومين (عليهم السلام)، وكالنصيحة بتقليل وقت خطبتي صلاة الجمعة مراعاة لظروف الحاضرين في الحر الشديد ونحو ذلك من الإجراءات التي تتخذها القيادات الرشيدة لحماية الأمة من الأذى والضرر وكل ذلك يجب أن يكون ضمن الأطر العامة التي وضعها الشارع المقدس.
نسأله تعالى التوفيق والتسديد والعصمة من الزلل في القول والعمل.
مكتب
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
28 المحرم الحرام 1446 هـ