القبس/187{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ} البقرة: 195

| |عدد القراءات : 19
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

القبس/187{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ} البقرة: 195 

 

 

قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(البقرة: 195)

{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أمرٌ بالإنفاق في سبيل الله -أي طلباً لثوابه ونيل رضوانه تعالى- ، والسبل الموصلة إلى الله تعالى والمقرِّبة إليه سبحانه كثيرة يلّخصها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90)، فلا يختص بمورد سياق الآية وهو الإنفاق في لوازم وتكاليف الجهاد والمجاهدين في سبيل الله تعالى لردّ المعتدين والمفسدين، ونشر الدين وإعزاز المؤمنين وحفظ عقائدهم وأخلاقهم.

والآيات الكريمة الآمرة بالإنفاق كثيرة ومتنوعة فبعضها جاءت مقترنة بالترغيب في الإنفاق وما فيه من خير الدنيا والآخرة كقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(البقرة: 261) وقوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(البقرة: 271) وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ(فاطر: 29) وقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(التوبة: 103)، فالانفاق سبب لنيل الرحمة الإلهية والتطهير والتزكية وغفران الذنوب ومضاعفة البركات والفوز بالتجارة الخالدة مع الله تبارك وتعالى.

وبعضها عن طريق بيان سوء عاقبة المتخلفين عن الإنفاق كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (التوبة: 35_34) وقوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ*ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ*ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ*إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ*وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(الحاقة: 30-34) وقوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(الماعون: 1-3) وقوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ }(المدثر 42-44)، فهذه صور لعواقب فضيعة يكفي مجرد تصورها للإصابة بالذعر والهلع الشديدين، ومنها الآية الكريمة التي نقتبس من نورها فقد جعلت عدم الانفاق سبباً للوقوع في التهلكة كما سنبين ان شاء الله تعالى.

أما الأحاديث الشريفة فإنها تفوق حد الإحصاء ولا يسع المجال لذكرها نذكر أحدها في جانب الترغيب وهو قول النبي (9) (ارض القيامة نار، ما خلا ظلَّ المؤمن فان صدقته تظلّهُ) ([1]) والثاني في التخويف وهو قول الإمام الباقر (A): (الذي يمنع الزكاة يحوِّل الله ماله يوم القيامة شجاعاً (أي ثعبان) من نار له ريمتان([2]) فيطوقه إياه ثم يقال له: ألزمه كما لزمك في الدنيا، وهو قول الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(آل عمران: 180))([3]).

ولأن النفس الإنسانية مجبولة على حب المال {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا(الفجر: 20) ويصعب عليها الإنفاق {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} (الإسراء : 100)، فقد عرضت الآيات الكريمة عدة محاولات للدخول في أعماق النفس الإنسانية وإقناعها بالإنفاق، كالوعد بأن الله تعالى يخلف على الإنسان ما ينفقه في سبيل الله، قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(سبأ: 39)، مضافاً الى أنّ له أجر ما أنفق([4]) قال تعالى { وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (البقرة : 272) وهذا الإيفاء متحقق في الدنيا والآخرة وغير ذلك من الأساليب التي سنبينها في قبس مستقل ان شاء الله تعالى.

ومن الواضح أن بعض الإنفاق واجب كزكاة الأموال والأبدان _أي زكاة الفطرة_ والخمس والكفارات المالية وردّ المظالم ونفقة الحج الواجب وغير ذلك، وبعضها مستحب كالإنفاق في وجوه البر والإحسان وما أكثرها، وبعضها محرم كالذي ينفق في المعاصي كشرب الخمر وحضور حفلات المجون، او كان انفاقه سبباً لإدخال الأذى على الآخرين بالإذلال والتحقير، كما في قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ(البقرة: 263) وقوله تعالى: { ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى(البقرة: 262) وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى(البقرة: 264) أو كالذي يسرف في إنفاق كل ما عنده ولا يبقي شيئاً لمن يعول بهم فإنه منهي عنه، قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا(الإسراء: 29) والمطلوب الوسطية والاعتدال، قال تعالى في مدح عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(الفرقان: 67)،وقال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ(البقرة: 219) أي الفضل الزائد عن احتياجاتكم المعاشية ، وعن جابر – رضي الله عنه- قال : جاء رجل بمثل بيضه من ذهب، فقال : يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما أملك غيرها. فأعرض عنه رسول الله (9) – ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك فأعرض عنه. فأتاه من قبل ركنه الايسر فقال مثل ذلك، فأعرض عنه. ثم أتاه من خلفه فقال مثل ذلك، فأخذها – (9) فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته. وقال (يأتي أحدكم بما يملك فيقول: هذه صدقة. ثم يقعد يتكفف الناس! خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى)([5])

وحثّت الآيات الكريمة على أن يكون الإنفاق من المال الجيد الذي ترغب فيه النفس، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ(آل عمران: 92) وليس مما لا تقبله النفس إلا مرغمة كالذي يخرج خمسه من بضاعة كاسدة انتهى موسمها أو يخرج في الزكاة والفدية والكفارة نوعية رديئة من الطعام، قال تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِي(البقرة: 267).

ومن كرم المولى على عبده أنه أعطى نفس أجر الصدقة لمن يتوسط في إيصالها، قال الإمام الصادق (A): (لو أن الصدقة جرت على يدي سبعين ألف ألف إنسان، كان أجر آخرهم مثل أجر أولهم) ([6]).

وينبغي الالتفات الى أن الانفاق لا يقتصر على تمليك المال للمحتاج بل يمكن ان يكون من خلال مصنع او شركة تجارية فيوفّر للفقير العاطل فرصة عمل يكسب منه مالً حلالاً او يسلّفه مالاً لينشئ متجراً خاصا به وبذلك يتحّول الفقير من شخص مستهلك الى منتج، وهذا من مصاديق الآية الشريفة {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً(البقرة : 245)، ومن معاني الحديث الشريف عن الامام الرضا (A) ( أحسن الناس معاشاً من حسن معاش غيره في معاشه، واسوأ الناس معاشاً من لم يعيٍّش غيره في معاشه)([7]).

أبواب الإنفاق ومساحاته كثيرة:

وقد أطلقت الآية الكريمة متعلق الإنفاق ولم تُحدِّد ماذا ينفقون لنلتفت إلى أن موارد الإنفاق كثيرة لا تقتصر على المال، وأوضح موارده الأخرى:

1- العلم النافع في سائر حقول المعرفة والفنون والتجارب قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (A): (تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة) ([8])، وقال (9): (تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ورأي يسدده)([9])، وقال (9): (أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علماً ثم يعلمه أخاه المسلم) ([10]).

وبشّرت من ينفق العلم بالزيادة والانفتاح على علم جديد ففي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (A): (يا كميل: ..... العلم يزكو على الإنفاق) ([11]) وفي الحديث (ما أهدى المرء المسلم على أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة، يزيده الله بها هدى، ويرده عن ردى) ([12]).

2- الأخلاق الحسنة ومعاشرة الناس بالمعروف، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ(البقرة: 219) بناءً على أن معنى العفو هنا هو الصفح، و في الحديث النبوي الشريف (يا أبا ذر الكلمة الطيبة صدقة)([13]) وقال (9): (كل معروف صدقة إلى غني أو فقير)([14]) وقال (9) ( ترك الشر صدقة) ([15]) وقال (9) (تَبسُّمك في وجه اخيك صدقه)([16]) وروي أن النبي (9) قال لعمه العباس: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)([17]) وروي عنه (9) قوله: (إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل من يطيق ذلك؟ قال: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة)([18]) وقال (9): (إن أفضل الصدقة صدقة اللسان، تحقن به الدماء، وتدفع به الكريهة، وتجرّ المنفعة إلى أخيك المسلم)([19]).

3- الجاه والمكانة الاجتماعية: وهذا رصيد كبير يمنحه الله تعالى لبعض الناس يمكن استثماره في الخير، ولا يجعل شأنيته ومكانته الدينية او الاجتماعية مانعاً من القيام بما يريده الله تعالى، فيستطيع الإنسان الوجيه أن يسعى بوجاهته لدى الناس لقضاء الحوائج وتيسير الأمور وإصلاح المتخاصمين فيكون ممن أنفق جاهه في سبيل الله تعالى، فقد ورد عن أمير المؤمنين (A): (أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما) ([20])، وفي حديث آخر عن رسول الله (9): (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم) ([21])، وقال الامام الصادق (A) (صدقة يحبهّا الله: إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا) ([22])واهم موارده اليوم إطفاء نائرة الحرب والصراع بين العشائر التي تشتعل بين حين وآخر وتخلّف الكوارث فمن واجب الجميع معالجة أسبابها قبل وقوعها وإغلاق هذا الباب للشر والفساد نهائياً.

4- بذل النفس في سبيل الله وهي أكمل درجات الإنفاق، قال رسول الله (9): (فوق كل ذي برّ برُّ حتى يقتل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر) ([23])ونظم الشاعر هذا المعنى بقوله:

يجود بالنفس إن ضنَّ الجواد بها          

                                                    والجود بالنفس أقصى غاية الجود

وغير ذلك من موارد الإنفاق كالوقت والراحة والجهد قال النبي (9) (أفضل الناس رجل يعطي جهده) ([24]) بناءاً على هذا المعنى من الجهد وليس القليل الذي هو غاية ما يتيسر له، وهكذا أي شيء يمكن أن يتحوّل إلى عمل مثمر ينفع الناس.

كيف يؤدي عدم الانفاق الى التهلكة:

قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ(البقرة: 195) تحذير من مغبّة عدم الإنفاق في موارد رجحانه بخلاً او خوف العيلة ومن عاقبة سوء الإنفاق كالإسراف او إعطاء الردي او في غير مورده ومن دون هدف راجح ولا تخطيط محكم بأنَّ ذلك سيؤدي بكم إلى الهلاك وسيجعلكم عرضه للفناء لأن التهلكة مصدر([25]) على وزن تفعُلة بضم العين وتعني ((كل شيء تصير عاقبته إلى الهلاك)) ([26]) أو يكون في معرض الهلاك ويكون مصيره مجهولاً، ومن مصاديقها المفازة لأنه يهلك فيها كثيرون.

والباء سببية أي بسببكم وسوء افعالكم وماجنته أيديكم واليد كناية عن فعل الإنسان نفسه لأن أكثر ظهور أفعالها بها كما ورد عن رسول الله (9): (هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي)([27]) وهي شاملة لجنايات نفسه كلها، وفي الحديث النبوي الشريف (على اليد ما أخذت حتى تؤدي)([28]) الشامل لجميع الضمانات حتى لو حصلت بغير اليد، فيكون معنى الآية لا تكونوا انتم سبباً للألقاء في التهلكة وعلى هذا فإن المفعول به أي الملقى غير مذكور في الآية فهو مطلق شامل لأنفسكم كأفراد وللمجتمع ككل، فلا تلقوا قوتكم وكيانكم وتقدّمكم وحضارتكم وأخلاقكم وعلاقاتكم ونظامكم الاجتماعي والأخلاقي وحتى دينكم في التهلكة والفناء إن لم تنفقوا في ما يتطلبه حفظ كل ذلك من مال وجهد وفكر ووقت وطاقة وإمكانية قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ(الأنفال: 60)، لذا فإن الشعوب الكسولة الخاملة التي تركت ما يجب عليها من الإنفاق المناسب من المال او الجهد او النفس تُستعَبد وتتخلّف وتُصادَر خيراتها وتُمتَهن كرامتها وتخسر أضعاف ما بخلت به، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(الأنفال: 36) ،أي انهم وإن لم ينفقوا أموالهم في طاعة الله تعالى الا أنهم في النتيجة سينفقونها في معصية الله ثم تكون عليهم حسرة([29]).

وحينئذ يمكن أن تكون الباء للمصاحبة كما في قوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (المؤمنون: 20) وفي زيارة أمير المؤمنين (A) ليلة شهادته: (فَطِرْتَ وَاللهِ بِنِعْمائِها) ([30])، فيكون المعنى ولا تأخذوا أنفسكم وقوتكم بأيديكم وتلقوها في الهلاك ولا تدمرّوا إمكانياتكم وقدراتكم المتنوعة بترك الإنفاق في سبيل الله.

وقال جمع من المفسرين كالطبري في جامع البيان والطبرسي في المجمع والطباطبائي في الميزان أن الباء زائدة كقولك جذبت بالثوب أي جذبت الثوب باعتبار أن ألقى يتعدى بنفسه كما في {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ(الشعراء: 45( وزيدت لتأكيد معنى النهي ويكون المعنى ولا تلقوا أيديكم كناية عن أنفسكم في التهلكة.

وهذه التهلكة يمكن تصورها من عدة جهات:

1- دينية وأخلاقية فإن البخل يميت روح الإنسانية لدى الغني ويمسخ فطرته، وبالمقابل فإن الفقير الذي لا يجد من يوفّر له ولعياله القوت يتخلى عن إيمانه ويسلك الطرق المنحرفة والمحرمّة، للحصول على ضرورات حياته، وكم من امرأة تخلّت عن عِفِّتها وحيائها وسيلة لكسبها مدعيّه أن الحاجة ألجأتها إلى ذلك، وقد اشتهرت كلمة أمير المؤمنين (A): (كاد الفقر أن يكون كفراً) ([31]) وإن كثيراً من الجياع لما تتحدث لهم عن ضرورة الالتزام بالدين فإنه يطالبك بإشباع بطنه أولاً، قال رسول (9) في دعائه: (بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدّينا فرائض ربنا) ([32])وقد اشتهرت الكلمة (لولا الخبز لما عُبِدَ الله تعالى).

2- اقتصادية: فإن وجود طبقة فقيرة لا تمتلك المال لشراء احتياجاتها يؤدي إلى كساد السوق، فإذا أنفق الموسرون عليهم فإن هؤلاء سيحرّكون السوق والمصانع والتجارة ويعود بالنفع على أصحاب المعامل والتجار أنفسهم، وهذه من أهم النظريات الاقتصادية، ومن تطبيقاتها أن الدول التي تتراكم عليها الديون ويصيبها العجز والإفلاس وتنذر بالسقوط فإن الدول الغنية تمدُّ إليها يد المساعدة والإقراض لتقويم اقتصادها وتحريك سوقها فتحرِّك اقتصاديات تلك الدول المانحة كما حصل لليونان في أزمتها المالية قبل عدة سنوات، حتى أعلنت مؤسسات الإفلاس.

3- سياسية: فإن من أهم وسائل إخضاع الأفراد والشعوب والدول هو تجويعهم وفرض الحصار عليهم، فتضطر الدول المحاصرة إلى التنازل عن سيادتها واستقلالها وكرامتها، وترضى بالتبعية والذل والخضوع من أجل الحصول على المساعدات الموعودة، وتجارب دول العالم الثالث كما يسمونها كثيرة، وشعارهم في ذلك المثل القائل (جوِّع كلبك يتبعك) وهذا المنهج يتخذّه الطغاة والمستكبرون لإخضاع شعوبهم بحرمانهم من الحقوق والخدمات الأساسية ليبقى الشعب خانعاً مستسلماً لإرادة الطاغية طمعاً في الحصول على الفتات منه، وقد استعملت قريش هذا الأسلوب حينما حاصرت رسول الله (9) وبني هاشم في شعب ابي طالب عدة سنوات، وسياسة خلفاء السقيفة مع علي وفاطمة (C) حينما صادروا فدك وغير ذلك.

4- أيديولوجية: فقد استعمل الإنفاق المالي لتبديل أفكار الناس وقناعاتهم كالذي يفعله المبشرون المسيحيون خصوصاً في افريقيا لتنصير الفقراء، أو ما يبذله المرشحون في الانتخابات لكسب أصوات الناس مع علمهم بفساد المرشح وعدم أهليته، ولو وجد هؤلاء الناس ما يكيفهم لما اضطروا إلى تبديل عقائدهم والعمل على خلاف قناعاتهم.

5- أمنية واجتماعية: فإن المحرومين من حقوق الحياة الأساسية يصبحون قنابل موقوتة في المجتمع جاهزة للانفجار في أي لحظة حينما يفقدون الصبر على حالتهم التعيسة، وإن التمايز الطبقي ووجود طبقة قليلة ثرية مترفة مقابل طبقة واسعة محرومة من أكثر أدوات الحرب الناعمة اليوم فاعلية من خلال اثارة روح الانتقام لدى هذه الطبقة وتوزيع الأموال عليهم لتأجيج الشارع بهم واتخاذهم وقوداً في الفتن والحروب الأهلية وإحداث الخراب والدمار، وأمثلتها من الواقع العراقي ليست بعيدة. وقد اختصر أمير المؤمنين (A) المشكلة وحلّها بقوله: (حصّنوا أموالكم بالزكاة) ([33]).

هذه صور من التهلكة التي تحصل لو بخل الناس بأموالهم ولم ينفقوا في ما أمرهم الله تعالى به، وهو شاهد آخر على ما عرضناه في محاضرة سابقة من أن الإسلام يُقدِّم مشروعه كبرنامج إصلاحي شامل في الدنيا، ولا يكتفي بوعود السعادة والنعيم في الآخرة، لأن الإنسان بطبعه يرغب في الأجر العاجل، ويحفزّه على العمل ما يلمسه من نتائج على أرض الواقع، وتخوّفه بالمخاطر والعقوبات المنظورة، وهكذا هو الإسلام في كل تشريعاته حتى العبادية فلم يكتف في الصوم أن يقول أن فيه ثواب الجنة ومغفرة الذنوب ونحو ذلك وإنما قال أيضاً في الحديث النبوي الشريف: (صُومُوا تَصِحُّوا) ([34]) وقال (9) أيضاً: (المعدة بيت كل داء، والحمية رأس كل دواء)([35]) وقد أثبتت الدراسات الطبية حاجة الإنسان إلى صوم أيام في السنة لتصحيح وظائف جسمه وتنظيم عمل أجهزته وغدده وهرموناته.

وبهذا عُرِف وجه الإتيان بهذا التحذير عقب الأمر بالإنفاق للملازمة بينهما، واتضح انسجام وقوع الآية ضمن سياق الأمر بالقتال لحفظ الدين ورد عدوان المعتدين والمفسدين، ومنع وقوع الناس في الفتنة والفساد والانحراف والذي بدأ من الآية {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(البقرة: 190) إلى أن قال تعالى في الآية 193: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلا عَلَى الظَّالِمِينَ} الى ان وصل الى الاية 195 وهي التي نقتبس من نورها الآن، فان امتناع الأمة عن بذل المال والجهد والنفس يؤدي إلى اضمحلالها بتسلّط الأعداء عليها وسيطرتهم على مقدراتها. ففي هذا الإنفاق إنقاذ للأمة من التهلكة وليس العكس.

هل ألقى الامام الحسين (A) نفسه في التهلكة:

 فلا يبقى حينئذ وجه للإشكال على حركة الإمام الحسين (A) بأنها من إلقاء النفس في التهلكة، لأنه (A) حفظ الأمة من التهلكة بتضحياته الجسيمة، وإن النهي عن التهلكة ورد في سياق الأمر بالقتال في سبيل الله فكيف يكون هذا القتال من إلقاء النفس في التهلكة؟ فسياق هذا الآيات يجعل هذا الإشكال غريباً ولا معنى له، وحينئذ لا نحتاج إلى ما أجاب الطبرسي (قدس سره) فإنه بعد أن استدل بالآية على تحريم الإقدام على ما يخاف منه على النفس، وعلى جواز ترك الأمر بالمعروف عند الخوف، لأن في ذلك إلقاء النفس في التهلكة قال: (فإن عورضنا بأن الحسين عليه السلام قاتل وحده؟ فالجواب: إنّ فعله يحتمل وجهين أحدهما: إنه ظن أنهم لا يقتلونه لمكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآخر: إنه غلب على ظنه أنه لو ترك قتالهم قتله الملعون ابن زياد صبراً، كما فعل بابن عمه مسلم، فكان القتل مع عز النفس والجهاد، أهون عليه) ([36]).

نعم تتحقق التهلكة لو كانت التضحية بلا هدف يستحق ذلك، فالشهادة في سبيل الله تباين تماماً إلقاء النفس في التهلكة لان هدفها اسمى الأهداف وهو اعلاء كلمة الله تعالى، والمعصوم (A) أعلم بتمييز هذه الموارد روى الشيخ الصدوق في الإكمال بسنده عن سلمان الفارسي عن النبي (9): يقول فيه لعلي (A): (يا أخي أنت ستبقى من بعدى وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وإن لم تجد أعواناً فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة)([37]).

وروى في العيون خبراً طويلاً عن إجبار المأمون للإمام الرضا (A) على ولاية العهد وفيه (قال له المأمون: فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا ضربت عنقك، فقال الرضا عليه السلام: قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة، فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك فأنا أقبل على أن لا أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنة، وأكون في الأمر من بعيد مشيراً فرضي منه بذلك، وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك)([38]).

وفي رسالة الحقوق للإمام السجاد (A): (وحق السلطان أن تعلم أنك جُعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعله الله عز وجل له عليك من السلطان، وأن عليك ألا تتعرض لسخطه فتلقي بيدك إلى التهلكة، وتكون شريكاً له في ما يأتي إليك من سوء) ([39]).

ثم قال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(البقرة: 195) فالمطلوب منّا تحسين العمل والإتيان به بأحسن وجه، وليس الاتيان بالعمل على أي نحو كان لأن التفاوت في الدرجات يكون بحسب حسن العمل قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا(هود: 7)([40]) ويتحقق حسن عمل المعروف عموماً ومنه الإنفاق بإخلاص النية وإجادته وإتقانه طبق الموازين الشرعية واجباً كان او مستحباً، وعدم إتباعه بالمنّ والعجُب والرياء، وإخفائه إذا كان إعلانه سبباً لهذه القبائح، وتعجيله قال تعالى: { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة: 148) وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 133) وروي عن الامام الباقر (A) قوله (من هَّم بشيء من الخير فليعجلّه فإن كل شيء فيه تأخير فإنَّ للشيطان فيه نظرة) ([41]) وقال أمير المؤمنين (A): (تعجيل البر من البر)([42])، وقال (A): (خير الأمور أعجلها عائدة وأحمدها عاقبة)([43]) ، وقال (A): (رأس السخاء تعجيل العطاء)([44]) ومن الإحسان وضع البِّر في موضعه، وعدم الاكتفاء بالواجب ما دام المستحب متيسّراً، واختيار المورد الأمثل والأفضل عند التزاحم، والتوازن في الإنفاق بين الإفراط وهو الإسراف والتفريط وهو الإقتار كما نصّت عليه آية الفرقان المتقدمة.

وهذا معنى جارٍ حتى في إنفاق النفس فإن التهور والاندفاع من دون حسابات صحيحة وخطط محكمة يجعله من موارد التهلكة ويحرم المسلمين من أحد عناصر القوة فيه، كما أن التفريط يتحقق بالجبن والانهزام والتخاذل عن أداء العمل المكلف به مما يضعف جبهة الحق، فالفعلان محرمان.

قال الإمام الصادق (A): (لو أن رجلاً أنفق ما في يديه في سبيل الله ما كان أحسن ولا وفق، أليس يقول الله عز وجل: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) يعني المقتصدين)([45]).



([1]) الكافي: 4/3،ح6

([2]) كذا في جميع النسخ، وهكذا نقله في المستدرك أيضا، والصحيح " زبيبتان " تثنية زبيبة وهما نقطتان سوداوان فوق عيني الحية والكلب. يخيل للرائي أن لها أربعة أعين وإذا كانت كان عضها قتالاً.

([3]) بحار الأنوار: ج ٩٣ - ص ٨.

([4]) يوجد في إحدى الدول الأوروبية بنك للوقت تسجِّل فيه حساباً للوقت الذي تنفقه في خدمة الآخرين على نحو المداراة الصحية أو الأعمال المنزلية وغير ذلك وهذا الرصيد يُستفاد منه عند الاحتياج إلى المساعدة في الشيخوخة أو المرض أو أي سبب آخر فيأتي من يخدمك مدة تستقطع من الرصيد فهذا تطبيق لما افادته الآية الكريمة من أن الله تعالى يخلف على المنفق.

([5])في ظلال القران: ج١ / ص٣٢٢ ،سنن ابي داود 2/ ص128 /ح 1673.

([6]) ميزان الحكمة: 5/77 ح 10588، ح10590.

([7]) تحف العقول: 329، بحار الانوار: 78/341 وقد شرحنا الحديث في موسوعة خطاب المرحلة:11/337.

([8]) بحار الأنوار: ج ١ /ص ١٦٦.

([9])بحار الأنوار: ٧٥ / ١٠٥ ح٤٠.

([10]) ميزان الحكمة: ج ٢ /ص ١٥٩٩، كنز العمال: 16357.

([11]) بحار الأنوار: ج ٧٥ /ص ٧٦.

([12]) ميزان الحكمة: ج ٤ /ص٣٤٥٣.

([13]) بحار الأنوار: ج ٨٠ /ص٣٦٩.

([14]) أمالي الطوسي: ٤٥٨ / ١٠٢٣.

([15]) بحار الانوار: 77/160ح168.

([16]) كنز العمال: 16305، ميزان الحكمة: 5/70.

([17]) بحار الأنوار: ج ٦٨ /ص ٣٨٤.

([18]) بحار الأنوار: ج ٩٣ /ص ١٨٢.

([19]) ميزان الحكمة: ج 5 /ص 72.

([20]) وسائل الشيعة: ج ٢٠/ ص ٤٥، حكى بعض السادة المعروفين ان احد الشباب تعلق بفتاة وطلب من اهله خطبتها فردّهم والد الفتاة بعنف لأمر يخصّه فوسّطوا هذا السيد فردّه الوالد بنفس الطريقة ثم طلبوا منه إعادة المحاولة فلاقى نفس الرد وتكررت العملية ووالد الفتاة يقول له الا= =تستحي من كثرة الرد العنيف، فقال السيد انا اعمل بتكليفي وفي النهاية لان قلب والد الفتاة وأذِن بمناقشة الموضوع وتم الزواج بفضل الله تعالى.

([21]) أمالي الطوسي: ج 2 /ص 135.

([22]) الكافي: 2/209/ح1.

([23]) الكافي: ج2/ص348/ح4.

([24]) كنز العمال: 16084.

([25]) قال الطبرسي في مجمع البيان: (2/ 21) وفاقا لجمع من اللغويين كلسان العرب (ليس في كلام العرب مصدر على تفعُله- بضم العين- إلا هذا) وهكذا قال المفسرون كالآلوسي والطباطبائي، واذا أرادوا بذلك انه شاذ فاننا لا نرى في ذلك شذوذاً لأن السمع لا ينفر منه إذا ألقي إليه وهذا معيار مقبوليته، مع إمكان أن تكون بالأصل مكسورة العين وضمَّت بتعدد القراءات، وحكي عن سيبويه احتمال أن يكون أصلها بكسر اللام فأبدلت الكسرة ضمة (روح المعاني: 1/ 648) وعلى كسر العين فإن هذا المصدر موجود كما في قوله تعالى {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (التحريم : 2) نحو (تبصرة وتذكرة وتجربة وتهنئة وتزكية وتربية وتقوية، وبفتح العين نجد (تُؤدّة) كما في قول النبي (9) (التُؤَدةّ في كل شيء خير الا في عمل الاخرة) كنز العمال: 5763، وعلى أي حال فإن النص القرآني حاكم على اللغة وميزان سلامتها وليس العكس قال الفخر الرازي: (إني لأتعجب كثيراً تكلّفات هؤلاء النحويين في أمثال هذه المواضع، وذلك أنّهم لو وجدوا شعراً مجهولاً يشهد لما أرادوه فرحوا به، واتخذوه حجة قوية، فورود هذا اللفظ في كلام الله تعالى المشهود له من الموافق والمخالف بالفصاحة، أولى بأن يدل على صحة هذه اللفظة واستقامتها) المجلد: 3، 5/ 146.

([26]) لسان العرب مادة هلك، قال اليزيدي: التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس.

([27]) بحار الأنوار: ج ٩٤ / ص٨٩ قال الصادق (A) عن رسول الله (9) في ليلة النصف من شعبان عند سجوده 9 (سجَدَ لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي هذه يداي وما جنيتُه على نفسي يا عظيم تُرجى لكل عظيم ...).

([28]) سنن ابن ماجة: ج ٢ /ص ٨٠٢.

([29]) راجع تفسير هذا القبس في الجزء الثاني من تفسير (من نور القرآن).

([30]) ضياء الصالحين: 64، زيارة أمير المؤمنين A في يوم استشهاده 21 من شهر رمضان.

([31]) بحار الأنوار: ٧٠ / ص ٢٤٦.

([32]) الكافي: ج ٥ /ص ٧٣.

([33]) نهج البلاغة: قصار الكلمات/ رقم 146، وسائل الشيعة: 9/ 15 ح 11402.

([34]) بحار الأنوار 93 /ص 255.

([35]) موسوعة الأحاديث الطبية: ج ٢ /ص ٤٠٦.

([36]) مجمع البيان في تفسير القرآن: 2/22.

([37]) تفسير نور الثقلين: ج ١ / ص ١٨٠/ح636.

([38]) تفسير نور الثقلين: ج ١ / ص ١٨٠/ح634.

([39]) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ /ص ٦٢٠.

([40])القبس 64 : موسوعة من نور القران - ج2 / ص261

([41]) الكافي: 2/143ح9.

([42]) غرر الحكم: ح 5033.

([43]) غرر الحكم: ح 5250.

([44]) غرر الحكم: ح 6741.

([45]) الكافي: ج ٤ /ص 53 / 7.