انتشار الدين الإسلامي في الغرب وتفوقه على سائر الأديان والأيديولوجيات والأنظمة من مظاهر الفتوحات السلمية
بسمه تعالى
انتشار الدين الإسلامي في الغرب وتفوقه على سائر الأديان والأيديولوجيات والأنظمة من مظاهر الفتوحات السلمية
الأربعاء 16/ربيع الثاني/1445
الموافق 1/11/2023
أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) أنَّ الشعوب يمكنها أن تحقق النصر على العدو الظالم المستبد وتقنع الدنيا بقضيتها العادلة بمسيرات سلمية تحرج العدو وتسلب منه كل الذرائع لاستعمال العنف ضدهم فيذعن لمطالبهم.
وأشار سماحتُهُ خلال درس التفسير الأسبوعي الذي ألقاه على طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الأشرف في ضوء الآية الكريمة {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] الى الشواهد التاريخية على ذلك الكثيرة ذكرها في بيان سابق عن جدوى المسيرة المليونية في زيارة الأربعين والنتائج المباركة المترتبة عليها، وهذا يقرب المعنى الوارد في الدعاء للإمام المهدي الموعود (عج) (حتى تسكنه أرضك طوعا).
وذكر سماحتُهُ في بيان سبب نزول الآية الكريمة أنها نزلت في صلح الحديبية والاتفاق الذي جرى بين النبي (J) ومشركي قريش وبيعة الرضوان تحت الشجرة {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] في السنة السادسة للهجرة على ما تشهد به آيات السورة، والروايات الواردة في سبب نزولها.
وتابع سماحتُهُ في ذكر بعض الوجوه التفسيرية، ان الآية الكريمة نزلت في فتح مكة او يحمل على ما ورد فيها من الوعد بفتح مكة {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18]، لأن صلح الحديبية مهّد لفتح مكة بعد سنتين، وقبله فتح خيبر وإنهاء الوجود اليهودي الخبيث في جزيرة العرب، أو لأن فتح مكة قد بدأ تحقيقه فعلاً من يوم الحديبية باقتحام عقيدة الإسلام مكة وإذعان قريش بعجزهم عن مواجهة الإسلام، أو قل إن فتح مكة سياسياً وعقائدياً واجتماعياً قد تحقق في صلح الحديبية وإن تأخّر عسكرياً إلى السنة الثامنة للهجرة.
وبيّن سماحتُهُ إن الآية قابلة للانطباق على الفتوحات المادية والمعنوية إلى يوم القيامة ومنها ما يحصل اليوم من تفوق الإسلام على سائر الأديان والأيديولوجيات والأنظمة والقوانين بالبراهين والحجج والقوانين المحكمة والمبادئ السامية، وانتشاره السريع في الدول الغربية المادية وإقبال الناس أفواجاً وجماعات على اعتناقه، فهذه كلها فتوحات مستمرة بفضل الله تعالى.
ثم أوضح سماحتُهُ جملة من مظاهر هذا الفتح العظيم الذي تحقق للنبي (صلى الله عليه وآله) بصلح الحديبية ولمس المسلمون بركاته عاجلاً، ولعظمة هذا الفتح فقد نسبه الله تعالى إليه مباشرة {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً} [الفتح: 1]، وفي هذه النسبة (إنّا) موعظة للمؤمنين بأن الله تعالى حاضر في كل شيء {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4]، فعلى المؤمنين أن يلتفتوا إلى رعاية الله تعالى المباشرة لهم، وأن يتيقنوا أنه ما مِن نصر بل كل توفيق يحصل إلا بلطفه وتأييده تبارك وتعالى.
ولمشاهدة المحاضرة كاملة