خطاب المرحلة (682)تصرّف مشين لبعض النساء عند وفاة قريب لهنّ

| |عدد القراءات : 84
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تصرّف مشين لبعض النساء عند وفاة قريب لهنّ

برزت مؤخراً حالة لم تصل إلى مستوى الظاهرة الاجتماعية لكنها على أي حال يجب التنبيه عليها ومنعها لئلاّ تتسع، وهي أنه عندما يموت شخص فإن جمعاً من النساء القريبات منه يجتمعن عند جنازته في المستشفى ويرفعن أصواتهن بالعويل والبكاء ويمزّقن بعض ثيابهن لإظهار الجزع على المصاب ويطلقن كلمات للتعبير عن ألمهنّ لفقد عزيز عليهن، وكل ذلك يحدث أمام ذويهن من الرجال من دون أن يحركوا ساكناً أو يتدخلوا لمنعهن، وهذه التصرفات كلها من تسويلات الشيطان فإن غرضه إيقاع الناس في المعاصي حيث يخدع المرأة بأنها لابد أن تقوم بهذه الأفعال وتبالغ فيها لتظهر فجيعتها وشدة مصابها لفقد عزيزها، وفي هذا الفعل عدة محرمات ترتكبها المرأة:

1- إظهار أجزاء مما يجب ستره من بدنها أمام الرجال الأجانب.

2- الجزع في المصيبة وهو منهي عنه شرعاً ومحبط للثواب فأن المؤمنين الصادقين {إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة: 156), أما الجازع فانه يحمّل نفسه أوزاراً فوق مصيبته، وعلينا أن نلتفت إلى حقيقة بيّنها الحديث الشريف عن الامام الصادق (A) قال: (أما إنك إن تصبر تؤجر، وإلاّ تصبر عرض عليك قدر الله الذي قدّر عليك وأنت مأزور)، فالمصائب والبلايا قدر الإنسان في هذه الدنيا فعليه أن يجعلها سبباً لنيل الأجر والثواب والقرب من الله تعالى بالصبر والتسليم والاحتساب عند الله تعالى، ولا تكون سبباً لوقوعه في المعاصي فيضيف مصيبةً إلى مصيبته.

3- التعدّي على حقوق الآخرين فإن المستشفى ودائرة الطب العدلي ونحوها من المؤسسات الصحية هي للخدمة العامة فلا يجوز مخالفة أنظمتها وقوانينها ولا التشويش على العاملين، مما يعرقل عملهم في خدمة المواطنين.

فالمرجو من أخواتنا المؤمنات الصبر والاحتساب واتباع وصية الامام الحسين (A) لأخته العقيلة زينب (B) عند وداع النسوة يوم عاشوراء (يا أُختاه إني أقسمتُ عليكِ، فأبِرّي قَسَمي لا تَشُقّي عَلَيّ جَيباً، ولا تَخمشي عليّ وجهاً، ولا تَدعي عليّ بالويل والثُبور إذا أنا هلكتُ)([1]).

والمأمول من الرجال الغيارى عدم السماح للنسوة بالقيام بمثل هذه التصرفات.

وقانا الله تعالى وإياكم كل سوء وجنّبنا معصيته.

محمد اليعقوبي

3/ شهر رمضان/ 1443هـ

5/4/2022م

 



([1]) تاريخ الطبري: ٥/٤٢٠، الإرشاد - الشيخ المفيد: ٢/٩٤.