خطاب المرحلة (660) أيها الشباب: احذروا الضجر والكسل - كيفية ضبط الغرائز والشهوات

| |عدد القراءات : 97
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

أيها الشباب: احذروا الضجر والكسل([1])

Pوَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَO (يوسف:32)

كيفية ضبط الغرائز والشهوات

أودع الله تبارك وتعالى لدى الانسان غرائز وقوى وميول ليتكامل عملها مع الحواس والأعضاء الأخرى حتى يتحقق الغرض من خلقه ويصل الى الهدف المنشود وهو إعمار الحياة الدنيا بالخير والصلاح والفوز برضوان الله تعالى في الآخرة، فلولا الغريزة الجنسية لما أقدم على تحمل مسؤوليات الزواج والانجاب والتكاثر، ولولا القوة الغضبية لما دافع عن المقدسات والحرمات وواجه الظلم والفساد، ولولا حب الذات والأنا لما اندفع بحماس للكسب وجلب المصلحة ودفع المضرّة وهكذا.

وقد جعل الله تبارك وتعالى شريعة وأحكاماً لتنظيم هذه الغرائز وضبط الاستجابة لها بما يحقق الهدف، ومن أولى منه تبارك وتعالى بوضع هذه القوانين وهو خالق العباد والعارف بما يسعدهم ويصلح شأنهم، فأوجب الزكاة والخمس لمعالجة الشّح بالمال والبخل، والصوم للتدريب على الامتناع من مشتهيات النفس المحللة فضلاً عن المحرمة، والحج للتحرر من علائق الأهل والديار والممتلكات، والصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأباح ما يلبي احتياجات الجسد والنفس:ـ

 بلا تفريط يؤدي الى الكبت والخمول والضعف قال تعالى: Pوَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْO (الحديد: 27), ويوبّخ المترهبين Pقُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِO (الأعراف: 32), وفي الحديث الشريف (لا رهبانية في الإسلام)([2]).

ولا إفراط يؤدي الى الخراب والهلاك Pوَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًاO (النساء: 27)، فالإنسان قد يضعف أمام هذه الغرائز والشهوات ويندفع لها ويستجيب لمؤثراتها من دون مراعاة حدود العقل والفطرة والدين فيحصل الانحراف والفساد والظلم بأبشع صوره كالذي صدر من المقبورين هتلر وصدام فقتلا ملايين البشر وخرّبا البلاد بسبب طغيان نزوة أو شهوة وهذه هي أصول الوقوع في الذنوب.

إن هذه الغرائز والقوى الممنوحة للإنسان يمكن ان تساعده على التكامل ليكون أفضل من الملائكة([3])، وتكون بمنزلة البُراق الذي يعرج به في مدارج الكمال كما وصل بها رسول الله (J) إلى حيث لا يصل حتى الملائكة المقربّون لأنهم لا يملكون هذه الوسيلة، ويمكن أن يتسافل بها الإنسان ليكون كالحيوان {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًاO (الفرقان: 44) بحيث يوجد في بعض أدبيات الصهاينة انك اذا استطعت أن تقتل ثلثي العالم لتحكم الثلث الآخر فافعل، وهذا نداء غريزة الأنانية وحب الزعامة والرئاسة والجاه واكتناز الثروات إن لم يسيطر عليها، وهكذا تفعل شهوة الجنس والبطن فتصبح قيمة الإنسان ما يخرج منه كما في كلمة أمير المؤمنين (مـن كان همُّه ما يدخل في جوفه كانت قيمته ما يخرج منه)([4]).

لذا كان من الضروري التعرّف على كوابح هذه الغرائز والشهوات وكيفية ضبط الاستجابة لها حتى يتحلى بصفة العفاف التي ورد فيها الحديث الشريف (العفة رأس كل خير)([5])، ويراد بها حالة الانضباط هذه في كل الغرائز والميول وليس الجنسية فقط.

 أما بقاء التبعية لهذه الغرائز والميول والتعلق بها وعدم السيطرة عليها في الدنيا فأنه يجعل الانتقال منها صعباً ومؤلماً لأنه يستلزم تقطيع كل هذه العلائق الوثيقة عند الموت الذي هو آتٍ بلا شك وكم حكي عن أشخاص أريد تلقينهم الشهادتين حال الاحتضار فامتنعوا وهم يلهجون بذكر أموالهم وما تعلقت به قلوبهم وهذا بعض وجوه ما تتحدث عنه الأخبار من صعوبة سكرات الموت([6]).

وقد ضرب لنا القرآن الكريم مثالين من الرجال والنساء للتأسي بهما في العفاف وضبط الغرائز والشهوات وعدم الخضوع لتأثيراتها والافتتان بها وهما النبي الكريم يوسف الصديق (A) ومريم بنت عمران السيدة الطاهرة الصدّيقة (B)، فقال الله تبارك وتعالى عن يوسف PفَاسْتَعْصَمَO, وقال تعالى عن مريم (B) بأنها {أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (التحريم: 12)، وقد جمع الحديث الشريف عن الامام الصادق (A) هاتين الاسوتين في ما رواه الشيخ الكليني (6) في روضة الكافي بسنده عنه (A) قال: (يُؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها، فتقول:يا رب حسَّنتَ خَلْقي حتى لقيت ما لقيت، فيجاء بمريم (÷) فيقال: أنت أحسن أو هذه؟ قد حسّناها فلم تفتتن، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه، فيقول:يا رب حسَّنتَ خَلْقي حتى لقيت من النساء ما لقيت؛ فيجاء بيوسف ويقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسّناه فلم يفتتن، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب فيقال: أبليتك أشد أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن)([7]).

و{اسْتَعْصَمَ} على وزن استفعل وتدل بحسب الغالب على طلب الفعل، نحو (استخرج) أي طلب اخراج الشيء و(استغفر) بمعنى طلب المغفرة وعلى هذا المعنى حملها الراغب في المفردات، قال: (كأنه طلب ما يعتصم به من ركوب الفاحشة وتحرى ما يعصمه)([8])، ولكنها قد تكون بمعنى الفعل الثلاثي نحو (استقّر) أي قرَّ، فيمكن فهم (استعصم) على كلا المعنيين أي اعتصم أو طلب العصمة.

وأرى أنها يمكن أن تفيد معنى المبالغة والاشتداد نحو (استعر)  فالتعبير لا يخلو عن إشارة الى ما كان يعانيه يوسف (A) من مجاهدة في التغلب على ما يعاينه، فقد كان محاصراً بأجواء الفتنة والإثارة والاغراء من امرأة العزيز وبقية النسوة وهو تحت الضغط والتهديد لا يملك لنفسه قراراً بل كان مملوكاً لامرأة العزيز ومسلوب الحرية، ولكنه (A) كان بما منحه الله تعالى من عصمة مستعداً للتنازل عن حياته المرفّهة في قصر العزيز بكل امتيازاتها والذهاب الى قعر السجون اذا لم يوجد حل أمامه للتخلص من هذه الغرائز الجامحة للنسوة الا هذا، لأنه يخاف على نفسه من الميل الى اغرائهن Pقَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِO (يوسف: 33) فآثر رضا الله تعالى على هواه وما تشتهيه نفسه.

ولاشك أنه (A) استعصم بالله تعالى وبألطافه وعنايته وقدرته، وكان طلبه العصمة من الله تعالى صادقاً مخلصاً يخرج من أعماق قلبه صريحاً بقوله: Pوَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَO (يوسف: 33)، ولم يكتفي بالاعتماد على قدراته ومناعته الذاتية، وقد لبّى الله تعالى دعوته Pفَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُO (يوسف: 34) وقد وجد يوسف الصديق (A) تلك الاستجابة يقيناً في قلبه وقوة في إرادته وبصيرة في سلوكهP وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَO (يوسف: 24) فهو لو لم تدركه هذه الالطاف برهاناً من ربّه لهمَّ بها ووقع في شراكها للخطة المحكمة التي هياتها فصرف الله تعالى عنه الفحشاء وكل مقدمة سوء، وقد أوضحنا في قبس([9]) سابق أن Pلِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَO (يوسف: 24) أعلى رتبة من (لنصرفه عن السوء والفحشاء).

ونريد الآن أن نتعرف على الأمور التي تساعد على ضبط الغرائز والميول وكبح الشهوات، وهي على قسمين:

1- العوامل الذاتية التي تنبع من داخل الإنسان.

2- العوامل الخارجية التي تؤثر على الإنسان من خارجه إذ ان أحد أسباب الانحراف هو تأثير البيئة ودفع الشخص نحو ما يعرف بالسلوك الجمعي الذي يضطر الفرد لمجاراته والسير خلفه وان علم بخطأه فنحتاج الى كوابح لحركة المجتمع أيضاً وهي بدورها ستضبط غرائز الفرد ونوازعه.

أولاً: العوامل الذاتية وتتضمن:

1- الايمان بالله تعالى وليس المقصود كل إيمان فان كثيراً ممن ينطقون الشهادتين بألسنتهم يفعلون الجرائم الكبيرة Pقَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْO (الحجرات: 14) فلابد أن يكون الايمان حاضراً في وجدانه وقلبه وقائداً له في سلوكه وقناعاته فيستشعر حقيقة أن الله تعالى حاضر معه ومطلِّع على أفعاله بل على خواطره وأفكاره Pأَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰO (العلق: 14) Pوَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْO, (الحديد: 4) Pوَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِO (ق: 16), Pوَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِO (الأنفال: 24), وإن العباد راجعون الى الله تعالى Pإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَO (البقرة: 156), Pإِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰO (العلق: 8), Pيَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةًO (الفجر: 27-28), وان الله تعالى سيبعث العباد في يوم القيامة ويحاسبهم على أفعالهم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء بعقوبات تقشعر منها الأبدان Pيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌO (الحج: 1-2) فان هذا الخوف من الله تعالى واستحضار الرقابة الإلهية سيردعه.

وينبغي الالتفات الى أن الطاعة المبنية على الخوف من العقاب هي ادنى مراتب العلاقة مع الله تعالى، وأعلى منها أن يوظف قواه وغرائزه لطاعة الله تعالى حباً لله تعالى وشكراً له سبحانه على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، فنفعل ما يحبه وإن لم يكن الفعل واجباً نعاقب على تركه، ونتجنب ما يكرهه وإن لم يكن العمل حراماً يُعاقب فاعله Pوَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًاO (الانسان: 8-9) وقد قيل في الحكمة (إن المحبّ لمن أحبَّ مطيع)([10]).

روى الشيخ الكليني (6) في الكافي بسند معتبر عن أبي بصير عن الامام الباقر (A) قال: (كان رسول الله (J) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله: لمَ تتِعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة، افلا أكون عبداً شكوراً)([11]).

2- الاصغاء الى صوت العقل ونداء الفطرة السليمة غير الملوثة ومن مجموعهما يتشكل الضمير والوجدان الذي يهتز فرحاً وحماساً عند فعل الخير، وحزناً وألماً عند حصول الشر فيشعر بوخز الضمير عند ارتكاب الخطأ لردعه عنه وهي إثارات النفس اللوامّة. هذا الضمير الحي الذي جعله النبي (J) معياراً للتميز بين الخير والشر وإن قيل لك خلاف ذلك قال (J): (البرُّ ما اطمئن اليه النفس، والبرُّ ما اطمأن به الصدر، والإثم ما تردَّد في الصدر، وجال في القلب، وإن افتاك الناس وافتوك)([12]).

فقد جعل الله تعالى العقل والفطرة هاديين للإنسان الى ما هو الصحيح Pفِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِO (الروم: 30), Pصِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (البقرة: 138).

ورد في وصية الامام الكاظم (A) لهشام بن الحكم (ان لله تعالى على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، واما الباطنة فالعقول)([13]), وقال الامام الصادق (A) (حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل)([14]).

ويعترف أهل النار بأن سقوطهم لأنهم لم يصغوا الى صوت العقل ونداء الفطرة، قال تعالى على لسان أهل النار Pلَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِO (الملك: 10), وفي الحديث، عن الامام الرضا (A) قال: (ما استودع الله عبداً عقلاً الا استنقذه به يوماً)([15])، فلنحافظ على العقل والفطرة نقيين طاهرين ولا نلوثهما ولنصغ لندائهما.

وقد عرّف الحديث الشريف عن أبي عبد الله الصادق (A) العقل بأنه (ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان)([16]), اما استعماله في غير ذلك فإنه يخرجه عن عنوانه ويصبح مكراً ودهاءً وشيطنة ففي نفس هذا الحديث سأله الراوي (قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل).

3- التفات الإنسان الى كرامته التي وهبه الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَO (الإسراء: 70), وقيمة نفسه([17]), وأنها أغلى شيء ولا تقدر بثمن وقد وصفها الله تعالى بأسمى الصفات قال تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِيO (الحجر: 29), فلا يليق به أن ينزل بها الى مستوى البهائم ولا ثمن لها الا نيل رضوان الله تبارك وتعالى والجنة قال أمير المؤمنين (A): (أنه ليس لأنفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها)([18]), وقال (A): (العارف من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها)([19]), وقال (A): (هلك امرؤ لم يعرف قدره)([20]), فلا يمكن أن يخسرها باتباع شهوة أو اشباع غريزة حتى لو كانت عظيمة كنيل زعامة ورئاسة أو شهرة عالمية أو كثرة اتباع ونحو ذلك فإن هذه كلها أوهام لا تلبث ان تزول قال تعالى: Pخَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُO (الحج: 11), وفي هذا يقول أمير المؤمنين (A): (من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته)([21]), وروي عنه (A) قوله: (قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة وقد أمكنه أن يكون إنساناً)([22]), وقال: (ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمناً)([23]).

ويحذّر الامام الصادق (A) من تضييع النفس بالانجرار وراء الشهوات والمطامع، أو اتباع الزعامات غير الجامعة للشروط، أو الانخداع بالدعوات الضالة من دون تثبت، لأنه اذا قضى عمره على هذا المنوال فلا يعطى فرصة أخرى للتدارك قال (A): (اتقوا الله وانظروا لأنفسكم، فان أحق من نظر اليها أنتم، لو كان لأحدكم نفسان فقدَّم أحداهما وجرّب بها، استقبل التوبة بالأخرى ولكنها نفس واحدة اذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة)([24]).

4- العلم والمعرفة والتفقه في أمور الدين، فبدونها يتخبّط الانسان ولا يميز بين الحق والباطل، وبين ما يجوز فعله وما لا يجوز، روي عن رسول الله (J) قوله: (العلم رأس الخير كله، والجهل رأس الشر كله)([25]), وعن الامام الباقر (A) قال: (إن قلباً ليس فيه شيء من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له)([26])، وروي عن الامام الصادق (A) قوله: (من أراد التجارة فليتفقه في دينه ليعلم بذلك ما يحلُّ له مما يُحرمُ عليه، ومن لم يتفقه في دينيه ثم اتجرّ تورّط في الشبهات)([27]), والتحذير لا يختص بالتجارة وانما سائر فعاليات الحياة، اذ لكل عمل فقهه وأحكامه التي لا يجوز تجاوزها، وعن أمير المؤمنين (A) قال: (إن قلوب الجهال تستفزها الاطماع وترتهنها المنى وتستغفلها الخدائع)([28]وقال (A): (لا يرى الجاهل الا مُفرِطاً أو مفرّطاً)([29])، والعلم وحده لا يكفي مالم يهذب به نفسه ويطهر به قلبه، انظر مثلاً الى ما يحكيه القرآن عن أحد علماء بني إسرائيل الكبار حيث بلغ منزلة {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} لكنه لم يهذب بها غريزة الأنا والشهوات ولم يستفد من علمه Pفَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُO (الأعراف: 175-176).

ثانياً: العوامل الخارجية التي تضبط سلوك المجتمع:

1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الرقابة الاجتماعية وهي وظيفة عظيمة تميزت بها الأمة الإسلامية Pكُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِO (آل عمران: 110) فجميع أفراد الأمة مسؤولون عن تقويم حركتها وإصلاح اخطائها ومعالجة مشاكلها، {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (التوبة: 71), روي عن الامام الباقر (A) قوله في حديث: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتردُّ المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر)([30]), وروي عن النبي (J) قوله: (لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسُلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء)([31]).

2- قوانين العقوبات:

فان كثيراً من الناس لا يمتلكون وازعاً إيمانياً أو عقلياً، ولا يستجيبون لداعي الأمر والنهي، ولا تردعهم الأمور المتقدمة فيرتكبون القبيح، ولكنهم يخافون من العقوبات فقط كالسجن وأمثاله، وهذا هو الذي يضبط سلوك أكثر الناس في الغرب وليس عوامل ذاتية صالحة، لذا تجد الفوضى تحصل عندهم بمجرد غياب القانون كما حصل ويحصل في أوقات الكوارث أو عند انقطاع الكهرباء، فتشريع القوانين المنظمة للحقوق والواجبات والتي تحدّد العقوبات على المخالفين أمر ضروري لردع المتجاوزين والخارجين على القانون.

ومن هنا فقد تسالم العقلاء على ضرورة وجود حكومة تحفظ النظام الاجتماعي العام وتوفر للناس الأمن والخدمات العامة وتيسّر معايش العباد ونحو ذلك، وتنظم الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع لضرورة وقوع التزاحم والتدافع بين أهواء الناس ومشتهياتهم ونزوعهم إلى التوسع في تحصيل الثروات وحرية التصرف وتلبية الشهوات والغرائز {بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} (القيامة: 5) فلا يكتفي بما صدر منه بل يريد ان يفعل ما يشاء في مستقبل أيامه أيضاً فيمتد بعضهم على حساب بعض قال أمير المؤمنين (A): (فَإِنَّهُ لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِير بَرّ أَوْ فَاجِر، يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ، وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ)([32]), فان كانت السلطة عادلة فهو المطلوب وبها يحفظ الدين ففي علل الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا (A) (انه لو لم يجعل لهم إماماً أميناً حافظاً مستودعاً لدرست الملة)([33]), وان لم تكن السلطة عادلة ففي وجودها المصالح التي ذكرناها، وفي كلمة لأمير المؤمنين (A) قال: (والٍ ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم)([34]), وروى بعض العامة عن رسول الله (J) قوله: (إن الله يزّع بالسلطان ما لا يزّع بالقرآن)([35]).

3- نشر الوعي الفكري والأخلاقي لزيادة بصيرة المجتمع بحيث تكون الثقافة السائدة في المجتمع مبنية على الأهداف النبيلة والوسائل النظيفة ومثل هذا المجتمع يساعد افراده في توجيه ميولهم نحو الصواب ويجعل من المعيب ممارسة الفعل الخاطئ حتى على مستوى القاء النفايات في الشارع العام أو عدم الالتزام بالإشارات المرورية فضلاً عن قبول الرشوة أو تخريب الممتلكات العامة أو التقصير في خدمة الناس وحينئذ لا يجد الفرد صعوبة في مسايرة هذا الجو العام وعدم الخروج عليه فان الثقافة العامة والسلوك الجمعي مؤثران في سلوك الفرد، وقد ورد عن أمير المؤمنين قوله: (الناس يميلون مع كل ريح)([36]), وكان السيد الشهيد الصدر الثاني (v) يقول لتكن ريح الحوزة  - أي الدين- هي الأقوى حتى تميل الناس معها.

4- توسيع الشعائر الدينية وانتشار المساجد والمشاعر الدينية وإقامة الفعاليات المتنوعة فإنها تخلق بيئة تهذب ميول الإنسان ولا تبقي مجالاً لاستثارة شهواته وغرائزه والتجارب تشهد بذلك فان كثيراً من الناس يمتلكون شجاعة وقوة لمقاومة النظرة المريبة والسلوك غير النظيف في أجواء شهر رمضان أو محرم أو خلال المسيرة الأربعينية، بما لا يجدونه في غيرها، وقد جرّب العراقيون كيف ان إقامة السيد الشهيد الصدر الثاني (v) لصلاة الجمعة أدت الى انحسار الجريمة بنسبة (80%) في المدن التي تقام فيها بحسب احصائيات الشرطة، لأنها وفّرت البيئة المساعدة على الطاعة وأصبح فعل المعصية يلاقي استهجاناً عاماً واستغراباً.

واذا أردنا تقييم هذه العوامل من حيث قوة التأثير فإنها متفاوتة، ولاشك ان الايمان بالله تعالى يقف على رأسها، إذ ان العوامل الخارجية يغيب تأثيرها عندما يكون الانسان في خلوة ولا يجد رقابة عليه كالذي فعلته امرأة العزيز {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} (يوسف: 23) وكذا تضعف العوامل الذاتية عندما تطغى الغريزة وتشتد الشهوة، ولا يبقى رادع الا الاستعاذة بالله تعالى وطلب العصمة منه، ولا يوجد ضامن لصلاح الناس مثله، وقد اعترف زعيم الإلحاد مؤخراً بأننا اذا عزلنا الدين عن حياة الناس فسنخسر الكثير مما يردع الناس عن فعل الشر، لذا علينا تعزيز الإيمان في النفوس وتقويته من خلال وسائل مؤثرة فاعلة ذكرناها في مناسبات شتى ومنها قبس Pأَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاًO([37]) حيث عددنا مقوّمات كون العمل حسناً بل أحسن.

وقد روى لنا التاريخ الإسلامي مواقف سامية للتحكم في الغرائز لم يربّها أي شيء سوى التعلق بالله تعالى كالذي روي عن زوجة ابي طلحة الانصاري - وهو ممن شهد العقبة وبدراً وأحداً والمشاهد كلها- وكانا من خيار الأنصار (فقد مرض ولدهما وكان أبو طلحة يتعاهده كلما يرجع الى الدار فمات الولد اثناء خروجه فأخفته في زاوية الدار ولما عاد أبو طلحة وسألها عنه قالت: دعه فأنه قد هدأ واستراح فسُرّ أبو طلحة وآوى الى فراشه ومكنتّه من نفسها، فلما أصبح قالت: يا أبا طلحة: أرأيت قوماً أعارهم بعض جيرانهم عارية فاستمتعوا بها مدة ثم استرجع العارية أهلها فجعل الذين كانت عندهم يبكون عليها لاسترجاع أهلها إياها من عندهم ما حالهم؟ قال: مجانين، قالت: فلا نكون نحن من المجانين، إن ابنك هلك فتعزَّ بعزاء الله وسلِّم اليه وخذ في جهازه.

فأتى أبو طلحة النبي (J) فأخبره الخبر فتعجب النبي (J) من أمرها ودعا لها وقال: >اللهم بارك لهما في ليلتهما< فحملت من تلك الليلة من أبي طلحة بعبد الله، فلما وضعته لفّته في قماش وأرسلت به الى النبي (J) فحنكه ودعا له وكان من أفضل أبناء الأنصار)([38]), وقد كان عبدالله بن ابي طلحة موالياً لأمير المؤمنين (A) وشهد معه صفين.

والمثال الآخر ما رواه في كتاب عيون المعجزات قال (استأذن إبراهيم الجمال على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه، فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر فحجبه، فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين: ياسيدي ماذنبي؟ فقال: حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمال وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمال، فقلت: سيدي ومولاي من لي بابراهيم الجمال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة؟ فقال: إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك واركب نجيبا هناك مسرجا قال: فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة فقرع الباب وقال: أنا علي بن يقطين.

فقال إبراهيم الجمال من داخل الدار: وما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي؟! فقال علي بن يقطين: ياهذا إن أمري عظيم وآلى عليه أن يأذن له، فلما دخل قال: يا إبراهيم إن المولى أبى أن يقبلني أو تغفر لي، فقال: يغفر الله لك فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فآلى عليه ثانيا ففعل، فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول: اللهم اشهد، ثم انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر بالمدينة فأذن له ودخل عليه فقبله)([39]).

واذا أردنا المزيد من المواقف العظيمة في ضبط الغرائز وتهذيبها فان معركة كربلاء حافلة بفصول سامية منها، فالإمام الحسين (A) يتخلى عن حياة الرفاهية والدعة والجاه الاجتماعي الواسع لدى الأمة ويقدم على الشهادة بنفسه وولده وأهله وأصحابه وسبي عياله خير نساء الدنيا, لأن نفسه الكريمة أبت الذلّة في غير طاعة الله تعالى، وفي ذلك يقول السيد حيدر الحلي (رحمه الله تعالى)

وسامته يركب أحدى اثنتين
فإما يرى مذعناً أو تموت
فقال لها اعتصمي بالإبا

 

وقد صرّتِ الحربُ أسنانها
نفس أبى العز إذعانها
فنفس الأبي وما زانها([40])

وأبو الفضل العباس (A) يصل الى ماء الفرات وقلبه يتفّطر من العطش ويمدُّ يده الى الماء ليشرب لكنه يرمي الماء من يده مواساة للإمام ابي عبد الله (A) ولو فعل لما لامه أحد لأنه يتقوى به على الأعداء لكنه آثر الكمال والتسامي عما تريده النفس.

والحر الرياحي تنازل عن القيادة العسكرية وامتيازاتها والموضع المقرّب من السلطة ليلحق بركب الشهادة بين يدي ابي عبد الله الحسين (A) مؤثراً لآخرته على دنياه.

وفي المقابل وجدت نماذج سيئة اطاعت شهواتها وغرائزها فقادتها ميولها التافهة نحو الهلاك كعمر بن سعد قائد الجيش الأموي الذي أغراه ملك الري فأقدم على قتل ابن رسول الله (J)ولم يحصل منه على شيء، أو عبيد الله بن الحر الجعفي الذي دعاه الإمام الحسين (A) الى نصرته وتحصيل الفوز والسعادة الا انه أخلد الى الأرض واتبع هواه وطمع في السلامة فتخاذل وحاول إرضاء الامام بالتبرع بفرسه لكن الامام (A) أبى وقال: (اما وقد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك)([41]).



([1]) خطبتا صلاة عيد الأضحى للعام 1442هـ- الموافق 21/7/2021م التي أقامها سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في مكتبه بعدد محدود بسبب وباء كورونا أعاذنا الله تعالى جميعاً منه.

([2]) بحار الأنوار- العلامة المجلسي: 65/319.

([3]) قال الامام علي (A): (اِنَّ اللّه عَزَّوَجَلَّ رَكَّبَ فِي الْمَلائِكَةِ عَقْلاً بِلا شَهْوَةٍ ورَكَّبَ فِي الْبَهائِمِ شَهْوَةً بِلا عَقْلٍ ورَكَّبَ في بَنى آدَمَ كِلَيْهِما فَمَنْ غَلَبَ عَقْلُهُ شَهْوَتَهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ ومَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ فَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْبَهائِمِ) (علل الشرائع: 4/ح1).

([4]) نهج البلاغة: شرح ابن أبي الحديد: 20/320.

([5]) غرر الحكم: رقم 730.

([6]) أنظر: ميزان الحكمة - محمد الريشهري: 4/2971.

([7]) روضة الكافي: 191/ح291.

([8]) مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى: 337.

([9]) أنظر: من نور القرآن: 2/ 289/ قبس: 68 Pكذَٰلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ ٱلسُّوءَ وَٱلفَحشَاءَO (يوسف:24).

([10]) أنظر: الأمالي - الشيخ الصدوق: 578/ح3.

([11]) الكافي: 2/77/ح6.

([12]) وسائل الشيعة: 27/166/ح39.

([13]) أصول الكافي: 1/ كتاب العقل والجهل/ح12.

([14]) أصول الكافي: 1/ كتاب العقل والجهل/ح22.

([15]) بحار الأنوار: 1/88/ح12, عن أمالي المفيد.

([16]) أصول الكافي: 1/11/ح3.

([17]) راجع تفصيل هذه الفكرة في خطاب المرحلة: 12/102.

([18]) نهج البلاغة: 4/105.

([19]) غرر الحكم: 1788، 1985.

([20]) نهج البلاغة: حكمة 149.

([21]) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد: 20/99، حكمة 458.

([22]) آثار الذنوب، الشيخ محسن قرائتي: 190.

([23]) نهج البلاغة: الخطبة 32.

([24]) وسائل الشيعة: 15/53، أبواب جهاد العدد، باب 13/ح10.

([25]) بحار الأنوار: 77/ 175/ح9.

([26]) أمالي الشيخ الطوسي: 543/ح116.

([27]) وسائل الشيعة: 17/382/ح4.

([28]) أصول الكافي: 1/ كتاب العقل والجهل/ح16.

([29]) بحار الأنوار: 1/159/ح35.

([30]) وسائل الشيعة: 16/ 119، أبواب الأمر والنهي، باب1/ح6.

([31]) وسائل الشيعة: 16/ 123/ح18.

([32]) نهج البلاغة: 1/87, بشرح محمد عبده/ الخطبة: 40.

([33]) علل الشرائع:1/95، باب182/ح9.

([34]) الغرر والدرر 6 / 236/ح10109.

([35]) شرح السير الكبير: 1/169, وأورد مضمونه في الفتوحات المكية: 4/484.

([36]) أنظر: الخصال - الشيخ الصدوق: 186/ ح257.

([37]) القبس:164 {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} مقوِّمات إحسان العمل: من نور القرآن: 5/ 102.

([38]) الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: 1 /154, عن شرح الأخبار 2/ 26.

([39]) بحار الأنوار: 48/ 85/ ح105.

([40]) الدر النضيد: 312.

([41]) مقتل الحسين (A) لأبي مخنف: 73، انظر: الإرشاد للمفيد: 2/ 81-82.