خطاب المرحلة (636)إقامة الشعائر الحسينية في ظرف الوباء
إقامة الشعائر الحسينية في ظرف الوباء
لا شك ان الشعائر الحسينية من أعظم الشعائر الدينية وتضاهي في بركتها وتأثيرها في حفظ الدين الحق وتثبيته في قلوب المؤمنين ودعوة البشرية إلى الله تبارك وتعالى أعظم الشعائر الواجبة.
لذا فإقامتها والاهتمام بها من أوضح مصاديق قول الله تعالى (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32).
لكن تفشي الوباء الذي تعيشه جميع البلدان وإصابة الملايين من الناس حتى عدّته منظمة الصحة العالمية جائحة مهلكة توجب علينا شرعاً وعقلاً من باب لزوم دفع الضرر عن النفس وعن الآخرين الالتزام بالإجراءات الصحية التي تقي من سريان الوباء وانتشار العدوى به.
فعلى المؤمنين مراعاة إجراءات التباعد ولبس الكمامات وتعقيم المكان والأيدي عند الملامسة والامتناع عن احتشاد الناس بلا فواصل عند إقامتهم للشعائر الحسينية وسائر الشعائر الدينية وإذا توفرت أجهزة الفحص فيحسُنُ اجراء التحليلات الاستباقية وتوثيق سلامة الأشخاص بشهادات يبرزها الداخل إلى أي مكان عام كشرط للإذن له بالدخول.
وإذا لم يضمن المؤمنون ضبط الإجراءات فليقتصروا على إقامتها في البيوت بحضور افراد الاسرة فقط والانصات الى مجالس الخطباء الواعين الرساليين وهي موجودة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل الله تبارك وتعالى.
وليواظبوا على زيارة عاشوراء يومياً فإنها مجرّبة كسبب فعال لقضاء الحوائج ودفع البلاء وحل المشاكل ونيل الثواب وشفاعة المعصومين (^) في الآخرة.
ولا نغفل عن الاحياء النوعي لذكرى أبي عبدالله الحسين (A) وإقامة شعائره كالتبرع بالدم وتبرع المتعافين من فايروس كورونا ببلازما الدم وزيارة المصابين المحجورين في منازلهم وإيصال قناني الأوكسجين لهم وللمستشفيات وتوفير الأدوية اللازمة أو ادخال الفرحة على الايتام ومواساة المفجوعين ومساعدة المحتاجين بالشكل الذي يحفظ كرامتهم باسم الامام الحسين (A) وتوزيع النشرات ونصب اللوحات التي تقتبس من انوار كلمات الامام الحسين (A) لتضيء للأمة طريق الهداية والصلاح أو عرض رسوم كارتونية تعالج الظواهر الاجتماعية المنحرفة وتشيد بالصور الإيجابية والافعال النبيلة تحقيقاً للغرض من خروج الامام الحسين (A) وهو إقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقد جرّب العراقيون أنهم حينما التزموا بالتوجيهات الشرعية والإجراءات الصحية في بداية ظهور الفايروس مع حلول شهر رجب الماضي كانت الإصابات محدودة جداً ومحل فخر أمام العالم حتى تساءلت المنظمات الدولية المختصة عن السر في عدم انتشار الوباء في العراق رغم كونه محاطاً بدول موبوءة واستمر الحال ثلاثة أشهر حتى حصل الانفلات والمخالفة في عيد الفطر فقفز عدد الاصابات إلى مديات خطيرة والعراق في حال لا يسعه التصدي لمثل هذه البلاءات لكثرة جروحه النازفة.
نسأل الله تعالى أن يكشف عنّا الضر والسوء ويمنّ علينا بالعافية في أمورنا كلها ويوفقنا لطاعته ونيل مرضاته إنه ولي النعم.
محمد اليعقوبي
19 / ذي الحجة/1441
9/8/2020