اغتنام العمر في العمل المثمر... التعليم نموذجاً

| |عدد القراءات : 1244
اغتنام العمر في العمل المثمر... التعليم نموذجاً
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

اغتنام العمر في العمل المثمر... التعليم نموذجاً

الجمعة 13 محرم 1444

12/8/2022

‏دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الشباب وغيرهم ممن هم في مقتبل العمر إلى اغتنام فرصة وجودهم في هذه الحياة ونيل الدرجات العالية والتقرب من الله تعالى باستثمار أثمن جوهرة حباهم الله بها جل وعلا، وهي أعمارهم.. بكل ما ينتفع منه في الآخرة، والازدياد من الأعمال الصالحة، وعدم تضيع الوقت فيما لا قيمة ولا وزن له في الميزان الاعمال، وان لا يهدروا أوقاتهم في العبث والفراغ وكثرة النوم أو الاستغراق والإفراط في متابعة مواقع التواصل وغيرها من الملهيات والمضيّعات.

‏جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته (دام ظله) بوفدٍ من أساتذة وطلبة فروع ‏معاهد فتية أمير المؤمنين (عليه السلام) بمكتبه في النجف الاشرف.

‏وتطرق سماحته (دام ظله) إلى الصنف الذي هو أسوأ حالاً من المفرّطين، وهم من أوقعوا أنفسهم ‏في المعاصي لأنهم سيخسرون حتى هذا القليل من الطاعات التي اكتسبوها.. فأصبحوا ‏ مصداقاً واضحاً للمفلَّس الذي ورد ذكره في الحديث الشريف([1])

‏ثم وجه سماحته (دام ظله) كلامه إلى شريحة المدرسين والمعلمين من الرجال والنساء بقوله: وأنتم ـ معاشر المدرسين والمعلمين ـ لقد أُتيحت لكم فرصة عظيمة للطاعة من خلال موقعكم الشريف هذا الذي يمكنُّكم من تربية أجيال من الصبية والفتيان تربية صالحة فيكونون صدقة جارية لكم في المجتمع، فمهنتكم تربوية قبل أن تكون تعليمية ويسمُّونكم (تربويين)، والوزارة التي ترعى شؤونكم هي وزارة التربية ثم التعليم، وان تأثيركم في نفوس الطلبة وعقولهم أكثر من والديهم وأي شخص قريب لهم.

وتذكَّروا الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) لما بعثه إلى اليمن: (يا علي، وأيم الله لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) ([2])

‏كما أكد سماحته أن فرصة الإرشاد والتوعية متاحة لجميع الأساتذة وليست مختصة بمدرسي التربية الدينية، فإن مدرسّي المواد العلمية يستطيعون تضمين دروسهم المواعظ والنصائح والتوجيهات الأخلاقية والتربوية وتعريفهم بالقادة الحقيقيين والرموز الصالحة التي يجب أن يتأسوا بها، وبث كل ما من شأنه أن يرشّد عقائد وسلوك طلابهم، خاصة وأن المعاناة ‏مستمرة من المناهج ‏الدراسية التي وضعت أبّان ‏ حكم الأنظمة الجائرة السابقة التي شوهت عقول الطلبة وأفكارهم وعقائدهم، وتحتاج إلى تصحيح.

‏كما حثّ سماحته (دام ظله) هذه الشريحة المهمة على بذل الوسع في استثمار هذه الفرصة العظيمة التي هيئها الله تبارك وتعالى لهم، ليملئوا بها صحائف أعمالكم بالحسنات والمنجزات المباركة المقرونة بإخلاص النية وإحسان العمل، لأن إعداد الرجال الصالحين الاكفاء لبناء - دولة المتحضر - توفر الحياة كريمة للناس، من أوضح معالم التمهيد لدولة العدل الإلهي على يد الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

 


 

 رابط الكلمة الفديوية من هنا  



[1] - روي أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال لأصحابه يوماً: أتدرون من المفلَّس؟ قالوا المفلَّس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال (صلى الله عليه واله وسلم): إن المفلَّس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) تاريخ بغداد: 4/242، كنز العمال: 4/236 ح 10327

[2] - ميزان الحكمة: ج ٤ - ص ٣٤٤٣