حملة شاملة لمحو الأمّية
حملة شاملة لمحو الأمّية
تنتشر الأمية بشكلٍ مرعب في مجتمعنا بجميع الأعمار حتى بين طلبة المدارس، بحيث نُقِل ان بعض الطلبة يصل الى السادس الابتدائي وهو لا يُحسِن كتابة أسمه بسبب ثقافات تدميرية تَنتقِص من قيمة العلم والتعلم وتشيع عدم جدواه، وبسبب تردّي النظام التعليمي بجميع عناصره، والضغوط السياسية والاجتماعية، وفقدان الشعور بالمسوؤلية، مما يشكّلُ انتكاسةً أخرى لهذا البلد العريق وخطراً ماحقاً لحاضره ومستقبله، وعودة، الى ما قبل عدة عقود.
لذا ندعو جميع الكوادر التعليمية والمبلّغين والمبلّغات والمثقفين الى استثمار العطلة الصيفية لفتح دورات لمحو الأمية على جميع المستويات، وان تجربة الدورات الصيفية التي يستفيد منها سنوياً آلاف الأطفال والفتية والفتيات في مختلف محافظات العراق تعتبر منطلقاً ناجحاً لتفعيل هذه الحركة، وقد وضَعَ بعض المختصين - جزاهم الله خيرا - مناهج فاعلة في هذا المجال يمكن توفيرها.
ونوجّه مكاتب المرجعية ووكلاءها ومعتمديها الى دعم هذه الدورات مادياً ومعنوياً.
إن هذه الحركة المباركة تدخل السرور على قلب رسول الله (9) وصاحب العصر والزمان (A) وتكون سبباً لنيل رضا الله تبارك وتعالى، وهي صدقة جارية في ميزان أعمال كل من يساهم فيها بقولٍ او فعلٍ أو مال.
وتعيد الى الاذهان صور الإسلام المشرقة حين جعل النبي (9) فدية كل أسير من قريش في معركة بدر أن يعلِّم عشرة من المسلمين فأسس بذلك لمشروع واسع لتعليم القراءة والكتابة.
واستكمالاً لحسن العمل ينبغي تطعيم هذه الدورات بثقافة أخلاقية ودينية لبناء شخصية واعية لدى المشتركين {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (التوبة : 105)
محمد اليعقوبي
16/ذو القعدة الحرام/1443
16/6/2022