خواطر في نهاية شهر رمضان المبارك

| |عدد القراءات : 314
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

خواطر في نهاية شهر رمضان المبارك

‏نظمت إدارة ملتقى العلم والدين لقاءً موسعاً ‏لجمعٍ كبير من الشباب، من عدة محافظات مع سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في آخر ليلة ([1])جمعة من شهر رمضان المبارك.

‏وتضمن حديث سماحته ذكر عدة ([2]) أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل الملتزمين بالدين في هذه الأزمنة، حيث وصفهم النبي (صلى الله عليه وآله) بإنهم (إخواني) ‏ويدعو الله تعالى للقائهم وأن أجر الواحد منهم يعادل أجر خمسين بدرياً ممن قاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معارك المسلمين الفاصلة.

وقال سماحته: أن هذه الأحاديث تشكل محفزات للالتزام بالدين، ومثبتات لقلوب المؤمنين على الاستقامة، تعينهم على مواجهة الضغوط والمغريات والتحديات التي تواجههم، لما تضمنته من منزلة رفيعة وثواب عظيم لهم في الدنيا والآخرة بحيث ‏وصف النبي (صلى الله عليه وآله) هذه المواجهة بأنها ‏كالقابض على الجمر وخرط القتاد أي خرط الشوك الصحراوي القاسي ذي الرؤوس المدببة كالإبر باليد.

‏ثم تطرق سماحته للحزن واللوعة التي كان يشعر بها أولياء الله تعالى، عند فراق شهر رمضان وهم يودِّعونه كأعز صاحب وصديق، حيث ‏ترتفع بانتهائه بركات عظيمة، ويصف الإمام السجاد (عليه السلام) تلك الحالة في دعائه بالمصيبة فقال: ‏(وأجبر مصيبتنا بشهرنا)، ‏ثم قرأ سماحته عدة فقرات من الدعاء تبّين ما وفّر شهر رمضان من معونة على الاحسان ووقاية من السيئات وتطهير للنفوس والقلوب ومعرفة بالله تبارك وتعالى، ‏لكن أملنا بربّ شهر رمضان أن يجعل لنا بكرمه أسباباً لنيل هذه الالطاف الالهية كما جعل لنا شهر رمضان.

‏وأوصى سماحته بإدامة هذه الآثار والبركات التي حصل عليها المؤمنون من شهر رمضان، لأن قيمة العمل بمقدار تحصيل آثاره والاستمرار عليها، كجواب الإمام الصادق (عليه السلام) لمن سأله عن مقدار قبول صلاته، فأجابه أنه بمقدارنهيها إياك عن الفحشاء والمنكر، لأن الصلاة تنهى عنهما، ‏والغرض من الصوم تحصيل التقوى، فعلينا تحصين أنفسنا باستمرار بكل ما يقرّب إلى الله تعالى ويبعّد عن معصيته، لأننا في سفر إلى الاخرة فلا بد لنا من التزود بما يعيننا على إتمام سفرنا بنجاح، وقد أخبر الله تعالى عن الزاد النافع ‏(و تزودوا  فإن خير الزاد التقوى)، ‏وقد جعل الله تعالى لنا برحمته وكرمه محطات لا تعد ولا تحصى للتزود بالطاقة، ومن أهمها شهر رمضان المبارك وقد أشرنا إلى هذا المعنى في خطابات عديدة.

‏وحذرّ سماحته من الانخداع بمكائد الأعداء الذين يريدون إبعاد المجتمع عن الدين وعن العلماء المخلصين الواعين الذين يقودونهم نحو الحياة الهنيئة الطيبة ليتمكنوا من السيطرة على الشعوب واستعبادهم ونهب ثرواتهم من خلال إطلاق الشعارات الخادعة والوعود الكاذبة، وذكر سماحته شواهد على واقعهم الفاسد الذي يريدون نقله الينا، وشبههم بالذئاب التي تتربص بالأغنام الوديعة وتسعى لإبعاد حارسها الامين عنها حتى تفترسها.

‏وفي نهاية اللقاء أجاب سماحته عن بعض اسئلة الحاضرين، ثم ودّعهم بمحبة وحفاوة واحترام، وتوجهوا إلى حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) لاتمام فعالياتهم المباركة.



[1] ليلة 27 / شهر رمضان / 1443 الموافق 29/4/2022.

[2] راجع نصوص الأحاديث مع بيان سماحة المرجع في خطاب المرحلة :9 / 45 و340.