البيان الختامي لزيارة الأربعين للعام ١٤٤٣هـ

| |عدد القراءات : 761
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

البيان الختامي لزيارة الأربعين للعام ١٤٤٣هـ

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ) (الأعراف:43)

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أبي الفضل العباس وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام) ورحمة الله وبركاته.

في هذا العام وفي كل عام يقدّم ملايين المسلمين العاشقين لنهج الحسين (عليه السلام) رسالة العدالة والسعادة والسلام والمحبة والأخوة الى جميع بني البشر ورفض الظلم والاستعباد والاستكبار والاستئثار من خلال هذه المسيرة المليونية الممتدة على مسافة مئات الكيلومترات التي تنطق بكل المبادئ الإنسانية النبيلة.

في العراق حين نقدّم كل هذه الخدمات المجانية لأكثر من عشرة ملايين زائر على مدى عدة أيام لا نرى فيها منّة على أحد ولا ننتظر من أي أحد جزاءً ولا شكورا، وإنّما نعتبرها واجباً علينا وأداءً لشكر الله تعالى المنعم، حيث اختار أرضنا الطيبة لتكون مثوى أوليائه العظام واختارنا لنكون أهل هذه الأرض، فحقَّا علينا أن نكرم زائريهم بما يجعلنا أهلاً لهذه النعمة، ولاحتضان دولة العدل الالهي التي يقيمها الإمام المهدي الموعود (ارواحنا لهُ الفداء) على هذه الارض المباركة ويتّخذها عاصمة له وينطلق منها ليملأ العالم أمناً وسلاماً ونعيماً.

إنّ الخصوم عابوا علينا هذه المسيرة وأثاروا عليها الشبهات والشكوك لأنهم لا يملكون البصيرة التي يدركون بها عظمة هذه الشّعيرة المقدّسة وبركاتها على البشرية جمعاء في الماضي والحاضر والمستقبل ويكفي أنّ فيها إظهاراً لمودة أهل البيت الذين أمر الله تعالى بمودتهم (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى:23) وسببًا لهداية كثير من الناس الى طريق الحق، وبيعةً للمضي على ما مضى عليه الشهداء والصدّيقون والصالحون.

إنّهم يطالبوننا بمعجزة لنُثبت بها حقّانية هذه الشعائر، وما أكثر المعاجز لأولي الألباب، ومنها هذه الأخلاق النبيلة السامية التي أظهرها المشاركون بكُل تفانٍ وإخلاص وإيثار، حيث لا يوجد لها نظير في عالم اليوم الغارق في المادّيات.

ولكنّني أُلفِت نظرهم الى واحدة من تلك المعاجز وهي أنّ مسيرةَ تضمُّ أكثر من عشرة ملايين زائر يسيرون متقاربين على مدى أيام ويجتمعون في أماكن مكتظة ولم تُسجِّل المفارز الطبية التي سألناها والموجودة على طريق الزوار أي إصابة مؤكدة بوباء كورونا.

وإنّ الاحصاء اليومي للإصابات في عموم محافظات العراق التي كانت قبل المناسبة تناهز العشرة آلاف انخفضت خلال أيام المناسبة الى حدود الألفين بينما تسبّب حضور عشرات الآلاف في ملعب لندن في تموز الماضي بارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات تجاوز الخمسين ألف يومياً رغم أخذ أكثر من نصف سكان بريطانيا اللقاحات المضادة ومن المفارقات أن يحصل ذلك في اليوم الذي تقرّر فيه رفع القيود بسبب كورونا وسمّوه يوم الحرية.

 مع ملاحظة أنّ كلامي هذا لا يتضمّن أي دعوة لمخالفة الإجراءات الوقائية التي توجّه بها الجهات المختصة وإنمّا أتحدّث عن أمر واقع قد حصل.

إنّ للشعائر الإلهية دوراً عظيماً في إقامة الدين وتثبيت العقيدة في قلوب الناس، ولا نستطيع أن نتصور كيف سيكون حال الناس بدونها سوى أنّهم سيعودون إلى جاهليّتهم الأولى كما حصل للأمم الأخرى حينما ابتعدت عن تعاليم الأنبياء الهداة.

نسأل الله أن يُديم نعمه علينا ويحفظ عراقنا الحبيب وكل بلاد الإسلام من كيد الأعداء وخبثهم ومكرهم وأن يُثبّتنا على طريق الاستقامة إنّه ولي النعم.

 

 

محمد اليعقوبي - النجف الأشرف.

٢٠/صفر/١٤٤٣هـ

28/9/2021