الحب بين الجنسين
الحب بين الجنسين
يسأل الكثير من الشباب والشابات عن مشروعية الحب بين الجنسين، إذ أن الكثيرين منهم يحسّون بذلك تجاه البعض الآخر، وربما يرونه مقدمة لحصول الزواج. فهل مثل هذا الحب جائز؟ وما هي نصيحة سماحة المرجع في هذا المجال؟
بسمه تعالى
المشاعر القلبية - كالحب- خارجة عن اختيار الإنسان فلا يحاسب عليها، نعم يحاسب على أحد أمرين.
الأول: اذا حركته تلك المشاعر للقيام ببعض التصرفات كالخلوة المحرّمة([1]) بمن يحب واللمس فضلاً عما هو أكثر.
الثاني: مقدمات وأسباب تلك المشاعر، فإنها لا تحصل غالباً بشكل مركز في القلب من نظرة عابرة ونحوها. وإنما تحصل وتتعمق في النفس بمقدمات اختيارية للفرد بتركيز النظر والمتابعة والانبساط في الحديث والمؤانسة، والضحكات المتبادلة.
فهذان الأمران داخلان تحت اختيار الفرد وإرادته فيحاسب عليهما.
ونحن ننصح بإغلاق هذا الباب، وإذا حصل إعجاب بالجنس الآخر فليعرض فوراً عنه وليهمله حتى يتلاشى. وإلا فانه سيكون شاغلاً لقلبه ومشوشاً لعقله ومربكاً لتفكيره مضافاً إلى ما يمكن أن يقع فيه من المعاصي والمخالفات الشرعية.
والارتباط بالجنس الآخر مباح بل مستحب ومن السنن المباركة إذا كان ضمن الاُطر الشرعية ــ اعني الزواج ــ وبحسب الأصول والتقاليد الاجتماعية المتعارفة وسيكون مثل هذا الحب إلهياً مباركاً فالشارع المقدس لا يريد كبت المشاعر والعواطف ولا إلغاءها ولكن يريد أن يوظفها في الاتجاه المثمر البناء وليس في الاتجاه الذي يوقع في الخطأ والخطيئة، ويوجب العار الاجتماعي خصوصاً على الفتاة وأهلها.
[1]. ومنها ما هو شائع اليوم من الخلوة والاختلاط المحرم عبر الهاتف حتى وصل الأمر أن يسمح الشاب لنفسه الاتصال والمعاكسة للنساء وطلب العقد المنقطع لكي يوقع الفتاة في شراكه والعياذ بالله.