ولاية الآباء تبرر حرمان المرأة من حقوقها
ولاية الآباء تبرر حرمان المرأة من حقوقها
نحن نعلم أن الحجاب والاحتشام والتستر وعدم الاختلاط واجب شرعاً ولكن بعض الآباء يتخذون ذلك وسيلة فيقيدون المرأة قيوداً تضر بحياتها وتجعلها تعيش العزلة والتخلف والجهل فيمنعونها مثلاً من دخول المدارس وممارسة حياتها بشكل طبيعي ولا يخفى ما في هذا من خطر كبير يلقي بظلاله على المجتمع بكامله وقد يبررون هذا بأن الله تعالى قد جعل لهم الولاية على ذلك فهل هذا صحيح؟
بسمه تعالى
ان الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، فطلب العلم النافع الموصل إلى الله تبارك وتعالى واجب على كليهما وإذا وُجد كلام ففي الآليات التي تناسب عفاف المرأة وحجابها ووضعها الاجتماعي.
وولاية الأب لم تُشرّع لقسر المرأة وإكراهها بل لمراعاة مصالحها كما في الزواج حيث اعطيت للأب الولاية في مشاركة بنته في اختيار الزوج الكفؤ الصالح القادر على اسعادها، والسر في ذلك أن أباها أخبر منها بأحوال الرجال وطبائعهم النفسية فيمكن أن يُغرِّر بالمرأة اذا تصرفت في أمرها بعيداً عن مشاورة أبيها.
وولاية الأب مشروطة بما فيه مصلحة البنت، فلو أضرّ بها كما لو رفض زوجاً صالحاً كفؤاً سقطت ولايته. فأوصيكم جميعاً بالصبر والوعي والتصرف بحكمة وشفافية وإنصاف. وأن لا يفسد أحدكم من حيث يريد أن يصلح فيكون ممن تشملهم الآية {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} (الكهف 103 – 104)، أما طلب العلم والمعرفة فهو من العناصر المهمة لتكوين شخصية الإنسان بلا فرق بين الرجل والمرأة التي ستكون مسؤولة عن تربية أبنائها فكيف ستقدر على تعليمهم وتربيتهم إذا كانت جاهلة، لذا لا أرى مسوِّغاً لحرمانها من الدراسة إذا لم يكن في ذلك ضرر على دينها ووضعها الاجتماعي خصوصاً وإن المدارس ليس فيها اختلاط حتى الانتهاء من الإعدادية وهي مرحلة لا بأس بها.