المرجع اليعقوبي : الامام الحسين (ع) حركة وعي وإصلاح
بسمه تعالى
الامام الحسين (عليه السلام) حركة وعي وإصلاح
نغتنم إطلالة شهر محرم الحرام لتأكيد الدعوة الى تركيز الموالين الأفاضل من الخطباء والشعراء وأصحاب المواكب وعموم المؤمنين على جانبي الوعي والإصلاح اللذين استهدفهما الامام الحسين (عليه السلام) من قيامه المبارك، بحسب ما ورد في زيارته الشريفة يوم الأربعين عن الامام الصادق (عليه السلام) (وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ)([1])، وقد بيّن أهدافه بوضوح في خطاباته العديدة ومنها قوله (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (صلى الله عليه واله) أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدُي مـحمد (صلى الله عليه واله) وسيرة أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام))([2]) وهذا كله يندرج في الغرض الإلهي العظيم من إنزال الشرائع السماوية، وهو إقامة الدين في حياة الفرد والمجتمع، وجمع الناس على أساس الحق والعدل، قال الله تعالى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (الشورى:13).
لذا نطلق مبادرة جديدة نرجو أن تكون من الشعائر الحسينية المعظمة، تتضمن نشر الكتب والكراريس التي تبيّن هذه القراءة الواعية لنهضة الامام الحسين (عليه السلام) وتأسيس مكتبات في المساجد والحسينيات والمواكب والهيئات، تُرفد بمثل هذه الكتب لإتاحة أوسع فرصة للاستفادة منها، ولو تبرع كل شخص بكتاب لكانت حصيلة شهر محرم آلاف المكتبات وملايين الكتب التي تقدّم النهضة الحسينية كأعظم إنجاز حضاري حفظ إنسانية الإنسان بعد الرسالة السماوية.
لقد كانت مبادرة (الحسين بسمة تلميذ) التي أطلقناها منذ عدة سنوات فاستجاب لها المؤمنون ناجحة ومثمرة بكل المقاييس وتركت آثاراً مباركة، حيث حصل من خلالها آلاف الطلبة على مناهجهم الدراسية وزوّدت المدارس بعدد كبير من مقاعد الدراسة والتجهيزات الأخرى، وأُجريت الترميمات والإصلاحات لكثير منها مما عجزت وزارة التربية عن القيام به، فكانت الحركة بحق صورة واعية جديدة من الشعائر الحسينية تبيّن الوجه الحضاري للنهضة المباركة، والمأمول أن تكون هذه المبادرة كتلك.
والدعوة لا تختص ببلدنا الحبيب العراق بل هي موجهة الى المؤمنين في كل بقاع العالم ولعل تلك الدول أحوج اليها ويحسُنُ اقترانها بفعاليات تحفّز الناس خصوصاً الشباب على القراءة والمطالعة كفعّالية (اقرأ عشر دقائق وتملك الكتاب) أو إجراء المسابقات ببعض المعلومات فيها، أو تخصيص مكافأت لمن يلخّص كتاباً ونحو ذلك.
وقد وفقنا الله تعالى لإصدار خطابات كثيرة في هذا المجال جُمِعَ كثيرٌ منها في كتاب (في ثقافة الرفض وإصلاح المجتمع) كما توجد كتب كثيرة تقدِّم رؤى معاصرة للقضية الحسينية نأمل إعادة طبعها ونشرها بإذن الله تعالى (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
محمد اليعقوبي ـ النجف الأشرف
24 /ذوالحجة/ 1442
4/8/2021
[1] - مفاتيح الجنان: ص 468
[2] - كتاب الفتوح: ج 5 ص 33