مجلة الايمان في حلّتها الجديدة

| |عدد القراءات : 416
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

مجلة الايمان في حلّتها الجديدة

كان صدور مجلة الايمان النجفية في ستينيات القرن الماضي[1] استجابة لضرورة تاريخية اقتضتها التحديات الفكرية والعقائدية التي عصفت ببلاد المسلمين، رافقتها حيرة لدى الطليعة المؤمنة الواعية في كيفية المواجهة، وعدم وجود صياغة للنظام الإسلامي ليكون البديل الذي يلقف ما يأفكون.

فلم يمثّل صدّور المجلة ترفاً فكرياً أو رغبة شخصية وإنما كانت اداءاً لواجب مقدس عبّر عنه رئيس تحرير المجلة[2] في افتتاحية العدد الأول بقوله ((.. ولنأخذ بيد شباب اليوم ورجال الغد الى ما فيه صالحهم وصالح مجتمعهم، وليكن واضحاً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة (كلكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته) )).

وقد أخذت المجلة دورها في نشر الوعي الإسلامي واستعادة المسلم ثقته بشخصيته وهوّيته واستلهام مبادئ الإسلام الأصيل، وقد اعترفت أجهزة القمع للنظام البائد في تقييمها للحركات الإسلامية في العراق أن على رأس المجلات التي تعتبر المصادر الثقافية للحركة الإسلامية هي مجلة الايمان[3].

وشارك في تحرير مقالات المجلة نخبة من علماء الدين واعلام الفكر والثقافة والأدب الذين ازدانت بهم النجف الأشرف وحواضر العالمي الإسلامي في تلك الفترة.

وقد تنوعت أبوابها لتشمل تفسير القرآن، ودراسات تحليلية في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) ورجال العقيدة في الإسلام، وتحقيقات تاريخية، وأبحاث فلسفية وأخلاقية وعلمية واجتماعية، ونصوص من الأدب الإسلامي الملتزم وقصائد الولاء والوعي والجهاد، مضافاً الى تغطيتها لحركة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، والنشاطات الدينية في مدن العراق كافة والتعريف بآخر الإصدارات النجفية.

وقد اتسعت اليوم تلك التحديات وتنجّز معها ذلك الواجب لذا عقدنا العزم على إصدار المجلة بحلة جديدة تأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المسؤوليات الراهنة، وستُنشر في كل عدد مقالة من أرشيف المجلة للاستفادة من ذلك العطاء الثرّ وليحصل تواصل بين الأجيال، وردم الهوّة السحيقة التي أوجدها النظام البائد خلال ثلاثة عقود بقتل العلماء ورجال الفكر والعمل الرسالي واعتقالهم وتهجيرهم.

نسأل الله تعالى أن يسدّد خطى العاملين الرساليين لتثبيت عقائد الأمة ورسم خطى الصلاح والإصلاح (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود:88).

 

 



[1] - صدر منها ثلاثون عدد خلال الفترة 1963 – 1968 جمعت كل عشرة منها في مجلد ضخم.

[2] - المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي

[3] - انظر الدراسة في كتاب (حزب الدعوة الإسلامية: حقائق ووثائق) للسيد صلاح الخرسان: ص 449