من يمتنع عن دفع الحقوق الشرعية فقد ظلم نفسه وامته

| |عدد القراءات : 1748
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

من يمتنع عن دفع الحقوق الشرعية فقد ظلم نفسه وامته

 

الاربعاء 18/ ربيع الاول: استقبل سماحة الشيخ(دامت تأييداته)  العاملين في اذاعة البلاد وعبروا عن طموحهم لتطوير عملها لو توفرت الامكانيات المادية كما انه تُعرض على سماحة الشيخ عدة مشاريع كبيرة كانشاء فضائية تنطق باسم المرجعية الرشيدة وصغيرة كتزويج الشباب المؤمنين أو بناء وحدات سكنية صغيرة للعوائل المتضررة والمحرومة أو انشاء مؤسسات ثقافية اسلامية أو تحسين وضع طلبة الحوزة العلمية الشريفة ومدارسها ونحوها وبالرغم من ان سماحته يدعم كثيراً من هذه المشاريع إلاّ انه يعتذر عن بعضها لعدم وجود المال الكافي . فقال بعض الحاضرين لو فتحت باب التبرع لانشاء الفضائية لامكن انشاؤها فقال سماحته ان الناس لو ادوا ما عليهم من حقوق شرعية واجبة تبرأ بها ذممهم وينقذون انفسهم من العذاب المعد للعاصين لما احتجنا إلى تبرعات ولما توقف لدينا أي مشروع اسلامي مبارك تقتضيه المسؤولية الرسالية العظيمة، وبحساب بسيط ندرك ذلك فلو ان مليون انسان فقط من اصل مليار ومائتي مليون مسلم في العالم دفعوا الخمس ولنفترض ان معدل ما بذمة الواحد مليون دينار لحصل عندنا الف مليار دينار وهو مبلغ يكفي لتغطية مشاريع جليلة، أفبعد هذا التخطيط الالهي الخالد نحتاج إلى ان تطلب من احد؟

 

ان بعض الذنوب يرتكبها الإنسان يظلم بها نفسه فقط لان تأثيرها لا يتعداه وهناك ذنوب اخرى يظلم بها الإنسان نفسه وامته ومنها حبس الحقوق الشرعية فان العاصي يظلم نفسه لامتناعه عن اداء واجب شرعي ويظلم امته لانه سيساهم في عرقلة مشاريع الامة التي تحافظ بها على كرامتها وعزتها وهويتها الاسلامية فهل يعلم الذي يبخل بماله ولا يخرج حق الله تبارك وتعالى ماذا يجر على نفسه (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) ،(التوبة/ 34 - 35).

 

وقد كتبت عدة توجيهات للامة في هذا المجال منها كتاب (حبس الحقوق الشرعية من الكبائر) واستفتاء (لماذا يمتنع الناس من دفع الحقوق الشرعية) وغيرها لكننا قد نراعي بعض الجوانب النفسية والاجتماعية ولا نطلب من الامة مباشرة دفع ما بذمتها من حقوق شرعية رغم ان الآية الشريفة تأمر رسول الله (ص): ()خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)،(التوبة: من الآية103)، فلا تترك الامر للامة بان شاءت دفعت وان لم تشأ لم تدفع لان الإنسان جبل على حب المال (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20) ، وانما خذ منهم وهي بالنتيجة تعود بالفائدة عليهم لان هذه الاموال تطهر نفوسهم وقلوبهم من حب الدنيا والتعلق بما سوى الله تبارك وتعالى وتزكيهم. وتعود على اموالهم بالنماء لان الله تعالى يعد المنفقين في سبيله بالخلف اضعافاً مضاعفة وهو اصدق القائلين: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، (سـبأ: من الآية39) ، فما الذي يخافه الباخلون؟ انهم مصداق لقول الامام الحسين (ع): (من حاول امرا بمعصية الله كان افوت لما يرجو واقرب لما يحذر).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) من كلمة سماحة الشيخ (دامت تأييداته) مع وفد من مثقفي ونخب ناحية الگرمة التابعة لقضاء سوق الشيوخ في الناصرية وبحضور عدد من ابناء جلولاء وهي الغزالية ببغداد وادارة مستشفى الجملة العصبية في بغداد يوم السبت 14 / ربيع الاول/ 1426هـ ، وذكر نفس المعنى في لقاءه بطلبة جامعة الصدر الدينية فرع ذي قار وكربلاء يوم الخميس 19/ ربيع الاول/ 1426هـ .