الاستفتاءات- من فقه الشرطة والأجهزة الأمنية

| |عدد القراءات : 7911
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الاستفتاءات

 

من فقه الشرطة والأجهزة الأمنية

 

س/ هل يجوز للفرد العراقي التطوع لسلك الشرطة العراقية في الوقت الحاضر وفي هذه الظروف مع وجود قوات الاحتلال ؟ وهل التطوع لحفظ الأمن واجب كفائي أم عيني ؟

 

بسمه تعالى/ كانت الشرطة وأجهزة الأمن عموماً وسيلة بيد السلطات الجائرة لقمع الشعب ومصادرة حقوقه وحرياته ولم تتورع عن ارتكاب افضع الجرائم التي يندى لها الجبين ولم يكن لها قانون عادل تسير وفق ضوابطه ولا كانت تتيح الفرصة لمن يعدونه هم متهماً ان يدافع عن نفسه ولا حتى أن يلتقي بأهله وذويه لذا كان الانتماء إلى هذه الأجهزة الظالمة محرماً أما اليوم وقد عادت السلطة إلى الشعب بحيث اصبح يختار مرشحيه بملء إرادته وحريته ويكتب دستوره وقوانينه بيده فقد ارتفع الخطر السابق وصار الانتماء إلى هذه الاجهزة واجباً على المؤمنين القادرين النزيهين المخلصين ليحفظوا الامن والنظام وليحموا الشعب من جرائم القتلة والارهابيين والحاقدين وليأمروا بالمعروف ولينهوا عن المنكر بمحاربة الفساد والانحراف والعصيان العلني للشريعة المقدسة وليشجعوا ويشاركوا في الاعمال الحسنة .

 

ولابد ان يملأوا كل مواقع هذه الاجهزة آمرين ومأمورين لكيلا يتركوا ثغرة يخترق منها اعداء الشعب ليواصلوا جرائمهم وترويعهم للابرياء الآمنين وعليهم ان يلاحظوا حدود الشريعة في عملهم فإن الله تعالى يقول: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وهي ليست صعبة وربما سنبين بعضها من خلال الاجابة على الاسئلة التالية باذن الله تعالى .

 

وليعلم ابنائي وأخواني ممن التحق بهذه الاجهزة انهم امل الامة في هذه المرحلة الصعبة من حياتها وعيون الناس تتطلع إلى همتهم وجهودهم في انجاز المسؤوليات الملقاة على عاتقهم وليتذكروا ان اول جهاز شرطة في التاريخ اسسه امير المؤمنين (ع) حينما دعا إلى تشكيل (شرطة الخميس) وانضم اليها عيون اصحابه وكانوا على مقدمة فعالياتها فان احسنوا في اعمالهم الحقهم الله تبارك وتعالى بأمير المؤمنين (ع) وأصحابه النجباء البررة الذين مضوا على ما مضى عليه من اقتلاع جذور الفساد والارهاب والجريمة والانحراف.

 

اما ما ذكر في السؤال من وجود قوات الاحتلال فاننا نعتقد ان تشكيل الاجهزة الامنية المخلصة وتجهيزها بما يساعدها على اداء مهامها بنجاح هي خطوة مهمة لطرد الاحتلال وتفنيد مبررات وجوده بعكس ما يقوم به الارهابيون فانهم يوفرون المبررات لبقاء المحتل متذرعاً بسوء الاوضاع الامنية وعدم قدرة اجهزة الامن على بسط القانون فهم يقدمون خدمة جليلة للمحتل وان ادعوا (المقاومة) و (الجهاد).

 

س/ يعاني بعض المتطوعين من أمر بعض الضباط والمسؤولين لحلق اللحية وهو حرام كما معروف خصوصاً ان هذه التصرفات  من الضباط قد تكون شخصية أي غير قانونية فما حكم من يُهدد بالطرد اذا لم يحلق لحيته اذا كان مضطراً للعمل لسوء وضعه المادي ، واذا كان هناك قانون يقضي بحلق اللحية فنطالب بالغاءه .

 

بسمه تعالى : لا يوجد قانون رسمي يمنع موظفي الدولة مدنيين وعسكريين من إبقاء شيء من  اللحية وان عدداً من كبار قادة الدولة هم ملتحون كما ان القيافة العسكرية لا تتنافى مع هذا المقدار اليسير من اللحية فان عدداً من جيوش العالم فيها ملتحون على اعلى المستويات فمن هنا نحن ندعو آمري الوحدات العسكرية ان لا يجبروا المنتسبين على حلق اللحية بحيث لا يبقى لها أثر فانهم بذلك يعصون الله تبارك وتعالى بناءً على المشهور لدى علماء المسلمين قاطبة من حرمة حلق اللحية ولا اعتقد ان عاقلاً يقبل التورط بعصيان المنتقم الجبار.

 

اما المنتسبون الذين أوجبنا عليهم الانضمام إلى هذه الاجهزة فان تردد الامر عندهم من الفصل من العمل وحلق اللحية فليختاروا الثاني مع محاولة اقناع الآمرين بالعدول عن قرارهم.

 

س/ هناك بعض الافراد يأخذون من الناس مبالغ نقدية لغرض تسهيل تعيينهم في سلك الشرطة ما حكم هذه الاموال ؟ وما حكم الدافع مع الاضطرار ؟

 

بسمه تعالى/ لا يجوز اخذ هذه الاموال لانها بغير حق فهي سحت وان ما يقوم به الموظف من عمل يتلقى مرتباً شهرياً عليه ولا يجوز أخذ اجرين على عمل واحد وهو ليس فقط يظلم نفسه بهذه المعصية وإنما هو خائن لامته لانه بفرضه لهذه العمولات يعرق - ولو جزئياً - انتماء الشباب لهذه الاجهزة وحرم الامة من جهودهم فالى اي حد تصل أنانيته؟! هذا بالنسبة لآخذ المال اما الدافع فان انحصر تعيينه ببذل المال فيجوز له بذله وليحتسبه عند الله تعالى .

 

س/  يقوم بعض افراد الشرطة بتفتيش المراجعين كيف تتم عملية التفتيش شرعاً وبما تنصحونهم؟

 

بسمه تعالى: يجب ان يكون التفتيش بشكل لا يؤدي إلى اهانة الناس وإيذاءهم وفي نفس الوقت يجب على القائمين بعمليات التفتيش الحذر واليقظة وان لا يحسنوا الظن بأحد فان مقتضى عملهم هو ذلك وان يراعوا الاحكام الشرعية الاخرى كتصدي امرأة لتفتيش النساء ونحوها.

 

س/ يقوم بعض افرد الشرطة بتفتيش المراجعين كيف تتم عملية التفتيش شرعاً وبما تنصحونهم ؟

 

بسمه تعالى / يجب ان يكون التفتيش بشكل لايؤدي الى اهانة الناس وإيذائهم وفي نفس الوقت يجب على القائمين بعمليات التفتيش الحذر واليقضة وأن لا يحسنوا الظن بأحد فان مقتضى عملهم هو ذلك وان يراعوا الاحكام الشرعية الأخرى كتصدي امرأة لتفتيش النساء ونحوها.

 

س / اذا عثر افراد الشرطة اثناء تفتيش الدور او السيارات على أسلحة خفيفة أو ثقيلة . ما حكم التعامل مع هكذا حالة  ؟و ما حكم من يأخذ مبالغ نقدية لغرض غض النظر ؟

 

بسمه تعالى/ عليهم ان يتبعوا القواعد المرعية لحفظ النظام الاجتماعي العام من لزوم حصول حامل السلاح على ترخيص خاص وان يثبت حسن سيرته وعد استعماله في الموارد غير المشروعة كالدفاع عن النفس ونحوه ومن يغض النظر عن مثل هذه المخالفات الخطيرة فانه خائن لله ولرسوله وللامة ولا يستحق البقاء في سلك الشرطة .

 

س/ ما هو واجب الشعب من ناحية تعاملهم مع رجال الشرطة عموماً . بسبب عدم احترام بعض الناس للشرطة للنظرة السيئة عن الشرطة بعهد الطاغية المقبور ؟

 

 بسمه تعالى / على الشعب أن يعي ما قلناه في جواب السؤال الأول فان هذا الجهاز اصبح منه وله وصار يقف معه في خندق واحد وقد شهد يوم الانتخابات تلاحماً رائعاً بين الشعب والأجهزة الأمنية الذين قاموا بواجبهم خير قيام وساهموا في إنجاح العملية ولا ننسى ذلك البطل الذي حمى بنفسه طابور الناخبين فسحب الإرهابي وتفجّر معه. فيجب على الشعب احتضان هذا الجهاز ورعايته وتقديم الدعم اليه فان العراق الجديد لا يبنى الا بتكاتف ابنائه ومساهمتهم جميعاً في تحمل المسؤولية فان اجهزة الحكومة مهما كثر عددها لا تستطيع لوحدها ان تحفظ الامن والاستقرار والنظام إذا لم يشارك كل افراد الشعب ففي هولندا مثلا يسمون المتقاعدين (حراس الوطن) لانهم يستغلون فراغهم بالجلوس على ابواب دورهم او في الحدائق العامة ونحوها وينبهون السلطات المختصة إلى اي حالة مريبة كوجود غريب او تجمع مشبوه او حركة غير طبيعية وكم ساهموا في اكتشاف جريمة او المنع من وقوعها والقبض على المفسدين .

 

إن من علامات الامم المتحضرة الشعور بالمسؤولية وتحملها وعدم الاتكال على الآخرين وهو مبدأ اسلامي أصيل اسّسه الحديث الشريف (من اصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) ومن اشكال المساهمة في إنجاح عمل هذا الجهاز:

 

أ - حث الشباب الملتزمين القادرين على الانضمام اليه.

 

ب - تقديم المعلومات الدقيقة للاجهزة الامنية عن خلايا المفسدين والمخربين وأماكن المنكرات وتشكيل لجان شعبية لجمع مثل هذه المعلومات.

 

جـ - تقديم الخدمات اللوجستية التي تعينهم على عملهم.

 

د - نشر الوعي وثقافة المحبة والسلام وحب الوطن والناس والتحذير من مغبة التخريب والعناد والانحراف فاننا نعتقد ان خلق تيار عام في المجتمع يؤمن بهذه الثقافة من خلال خطباء المساجد والصحافة والتلفزيون والمحاضرات والبيانات كفيل باجتثاث الجريمة من اصولها ونبذ العنف والتطرف والتكفير وقد جربنا مثل هذه الثمرات المباركة حينما اقام سيدنا الاستاذ الشهيد الصدر (قده) صلاة الجمعة المباركة وخلق مثل هذا التيار فتقلصت الجريمة بمقدار 90% بحسب اعتراف الشرطة والامن.

 

 

 

محمد اليعقوبي

 

 5  صفر 1426