الى الحكومة المنتخية (سلسلة حكايات من بلادي )
سلسلة حكايات من بلادي
يكتبها : الميالي
الى الحكومة المنتخية
على ضوء الشمعة الخافتة..التي يبدو معها ظلّ الانسان المنعكس على الطين شبحا من اشباح الف ليلة وليلة ..جلس الحاج ابو الهيل
بأقدامي العارية ..بجسدي النحيل ..بأصابعي المرتجفة..وبقلبي الذي يخفق حبا للعراق وأهله.. تقدمت في الثلاثين من كانون الثاني الى صناديق الاقتراع ..أنا وزوجتي وأولادي الاربعة..أملاً في ان يُسدل الستار على اعوام مريرة عشناها في هذا البلد..حقبة طويلة استنزفت كلّ شيء في حياتنا..ونزلت منّا الى العظم وأكثر..فراحت تنخر في أقدس مقدساتنا..في ديننا الذي نعتقد..وفي شرفنا الذي نعتز ..وفي كل ما هو غالٍ ونفيسٍ عندنا..لكننا كنّا نتقدّم ..أنا وأولادي وزوجتي.. نٍسرع ونبتسم ونحلم بغدٍ أفضل .فياأيها السياسيون..ياأيتها الاحزاب..ياكلّ القوى الخيّرة التي رشّحت نفسها وأعلنت مسؤوليتها عن مصير البلد..ياسادتي.. لاتنسوا مطاليبنا..لاتنسوا همومنا..لاتنسوا أوجاعنا ..حريتنا التي صودرت..كرامتنا التي سُحقت..إسلامنا الذي حوصر..وأكبادنا التي جاعت وتصحّرت ولم تعد تستمرىء طعما..لاتنسوا ذلك ياساتي..ولاتنسوا أيضا..وأنتم تجلسون على كراسي الحكم وتقررون مصير البلد..أنناجميعا معكم مادمتم محسنين..لكننا ضدّكم إن كنتم مسيئين...والســـلام دفع الورقة لأم البنين..قرأتها بامعان وناولتها لمحمد..طالعها بحماس ومسح دموعه واعطاها لمرتضى ثم لحسين ثم لمنتظر..ومنه الى أولادهم وبناتهم..قرأها كلّ واحد منهم بشغف ووقع عليها بأنفاسه وخفقات قلبه..أعادوها الى أبيهم..وضعها في ظرف وأوكل لمنتظر مهمة إيصالها قبيل الفجر إلى سالم صاحب الدراجة الوحيدة في القرية،والذي بدوره سيحملها الى بريد الناحية، عسى أن تصل الى الحكومة الجديدة.
يكتبها : الميالي