الاستفتاءات

| |عدد القراءات : 16076
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الاستفتاءات

 

أحكام تذكية اللحوم

 

 

مسألة 1: ما معنى التذكية وما شروطها؟

 

 بسمه تعالى : يراد بالتذكية الطريقة الشرعية الصحيحة لإزهاق روح الحيوان  بحيث يؤدي الى مشروعية عــدة تصرفات .

 

1 . جواز أكل لحمه 2 . طهارة  الأجزاء المأخوذة منه كالجلود لصناعة الأحذية والاحزمة والحقائب و السترات الواقية وغيرها . 3 . جواز بيعه وشراءه وأخذ الأثمان بأزائها . ولكل من الحيوانات ذكاتها الخاصة -  كما هو مشروح في الرسائل العملية في كتاب الصيد والذباحة -   فالأسماك لها شروط والحيوانات كالغنم والبقر والدجاج لها شروطها وهي المقصودة بالكلام هنا .

 

وشروط التذكية على شكلين : الأول : الشروط الراجعة الى الموضوع أي تحديد الحيوان القابل للتذكية فلا بد أن يكون مأكول اللحم ذاتاً التي ذكرناها آنفاً وان حرم بالعرض أي بسبب عروض حاله عليه تحرم أكله لكنها لا تمنع من لبس أجزائه مثلاً أو الأستعمالات الأخرى كالحيوان الموطوء من قبل الأنسان والجلال الذي يقتات على العذرة . إذا أريد من التذكية أكل لحمه ، اما إذا أريد من التذكيةطهارة الأجزاء المأخوذة منه كالجلد والفراء ونحوها فلا يعتبر هذا الشرط ، اما نجس العين كالكلب والخنزير فلا يقبل التذكية أبداً . ومن شروط الموضوع أن يكون له أوداج أربعة فلا معنى لتذكية الحشرات (بمعناها الاعم متشرعياً أي التي تحشر وتسكن باطن الأرض )  .

 

الثاني : شروط الحكم فلا بد ان يكون الذابح مسلماً وان يكون قاصداً للذبح فلا عبرة بفعل اللاهي والمجنون ،وان يكون في الحيوان ما يدل على انه كان حياً حين الذبح كان يرفس برجله أو يحرك عينه او تخرج منه كمية متعارفة من الدم تناسب حجمه ، ولا يشترط فيه الذكورة ولا البلوغ . وان يكون الذبح بالحديد العرفي أي الذي يستعمل عرفاً للذباحة والذي يشمل (الستيل ) وان يستقبل القبلة بالجهة الأمامية من الحيوان والمهم المنحر والصدر إلا لضرورة كالحيوان الساقط في الحفرة أو المستعصي او إذا خاف موت الذبيحة إذا حاول استقبالها القبلة ولا بد من تسمية الذابح حين الشروع بالذبح ولو تركها عمدا حرمت الذبيحة ، اما لو نسيها فلا باس والمهم في التسمية ذكر الله تعالى بأية صيغة مفيدة لمعنى كقوله ( الله أكبر ) أو ( بسم الله ) ويمكن للأخرس ان يذبح وتكون  تسمية بالإشارة والشرط الآخر هو قطع الأوداج الأربعة وهي المريء والقصبة الهوائية والشريان والوريد المسميين بالودجين وليتجنب الذابح قطع الرأس كاملا حتى تموت الذبيحة . ولا يشترط استقبال الذابح القبلة وان كان ذلك مستحباً .

 

 مسألة 2 : إذا تعددت الذبائح وكانت كثيرة فهل يكتفى بالتسمية على بعضها ؟ بسمه تعالى : لا يكتفى بذلك بل لا بد من التسمية عند كل عملية ذبح . نعم لو فرض أن آلة الذبح بكيفية بحيث تقطع عدة ذبائح في آن واحد أمكن الاكتفاء بالتسمية الواحدة على جميعها لان التسمية للذبح لا للذبيحة كما لا بأس بالذبائح المتعددة التي تقطع بماكنة سريعة القطع اذا كان الضاغط على زر القطع مواصلاً للتكبير بحيث تقطع الماكنة بين الألف في أول (الله أكبر ) حتى الراء عدة ذبائح   .

 

 مسألة 3:هل يجوز استعمال جهاز تسجيل والاكتفاء بتسميتة بدلا من الذابح؟

 

بسمه تعالى : لا بد أن تكون التسمية من قبل الذابح نفسه ولا يعوض عنه جهاز التسجيل ولا أي شخص آخر . ولا بكتابة التسمية على لوحة أو على سكين .

 

 مسألة 4 : هل يجوز الذبح بالماكنة ؟ بسمه تعالى : يمكن الاستفادة من الماكنة لتعليق الذبائح وتنظيم عملية الذبح ويقف عامل مسلم أو اكثر بحسب تصميم الماكنة في موضع معين تكون الذبيحة فيه متوجهة بنحرها وصدرها إلى القبلة فيسمى ويذبح ، اما قيام الماكنة ففيه أكثر من إشكال ، أولاً من جهة اشتراط قصد الذابح والماكنة لا قصد لها واشتراط إسلام الذابح ولا إسلام للماكنة نعم يمكن ان ينسب الفعل إلى العامل الذي يسمى بشرط ان يقوم هو بضغط الزر الذي يشغل الماكنة بحيث يضغط العامل على الزر عند كل عملية قطع للذبيحة وليس مرة واحدة عند تشغيل الجهاز إو بملاحظة ما ذكرناه في ذيل جواب المسألة الثانية  مع مراعاة تنصيب الماكنة بحيث تستوعب الشروط الأخرى التي ذكرناها  .

 

مسألة 5 : هل يجب كون (الجوزة )التي في عنق الذبيحة مع الرأس ؟

 

بسمه تعالى : المهم تحقق قطع الأوداج الأربعة ولكن ذلك يطمأن بحصوله عند كون الجوزة مع الرأس.

 

 مسألة 6 : ما هي الأجزاء المحرمة من الذبيحة ؟

 

بسمه تعالى : يحرم أكل عدة أشياء من الذبيحة وان ذكيت وهي القضيب والانثيان والطحال والفرث والدم والمثانة والمرارة والمشيمة والغدد وكلها من الخبائث التي لا تستغلها الطباع السليمة .

 

 مسألة 7 : ما معنى حرمة أكل لحم الجلال وكيف يحل أكله ؟

 

بسمه تعالى : الجلال هو الحيوان الذي يقتات علىعذرة الإنسان . بحيث تكون غذاءه الرئيسي فيحرم اكل لحمه حتى يستبرء بمدة يعطى فيها علف طاهر ويمتع من العذرة  ولكل صنف مدة خاصة ففي الدجاج ثلاثة أيام وفي غيرها ازيد من ذلك . بحسب ما مذكور في الرسائل العملية .

 

مسألة 8 : هل يجوز شراء الدجاج المذبوح في المجازر الآلية ؟

 

بسمه تعالى : إذا علم بمراعاة هذه المجاوز لشروط التذكية جاز الشراء منها وإلا فلا بلا فرق بين كونه محلياً او اجنبياً وهذا الحكم شامل لبيع المفرد والجملة ولا يجوز للشخص ان يعمل في مجازر لا تراعي الشروط،وتتأكد الحرمة فيما إذا كان وجوده فيها سببا لتعامل الآخرين معها للثقة به ونحوه .

 

مسألة 9 : هل يجوز اكل اللحوم في بيوت الأصدقاء ؟

 

بسمه تعالى : اذا أطمان إلى التفاتهم الى الحكم الشرعي جاز الأكل عندهم .

 

مسألة 10 : بعض الصبية يقطع رأس الطير بيدة بلا ذبح فهل يحل أكله ؟

 

بسمه تعالى : هذه ميتة يحرم اكلها وهي نجسة ايضاً .

 

مسألة 11 : يقوم بعض أهل المجازر ومحلات اللحوم بوضع كميات من الماء داخل اللحم فهل هذا عمل صحيح ؟

 

بسمه تعالى : هذا من الغش المحرم ويضمن البائع قيمة الفروقات في الأوزان ويدفعها إلى اهلها ان كان يعرفهم وإلا فليدفعها إلى الفقراء المؤمنين بعنوان رد المظالم .

 

مسألة 12 : هل يجوز تناول اللحوم المستوردة وقد يكتب على بعضها ( ذبح على الطريقة الأسلامية)؟.

 

بسمه تعالى : لا بد من حصول الوثوق بمطابقة عملهم للشريعة الأسلامية وهذا غير حاصل ولا يكفي كتابة هذه العبارة على الغلاف . نعم لو علم بتوسط جهات اسلامية موثوق باستيرادها أو الأشراف على ذبحها فلا بأس .

 

مسألة 13 : ما حكم الأموال المستحصلة من بيع اللحوم غير المذكاة ؟

 

 بسمه تعالى : هذه من الأموال المحرمة فيجب أرجاعها إلى أصحابها ان عرفهم وإلا فليدفعها بعنوان ( رد المظالم ) إلى الفقراء المؤمنين .

 

مسألة14:هل يجز أكل السمك المستورد؟ بسمه تعالى : لا بأس به إذا توفت شروط ومنها كون جلده مكسوا بالفلس وتعرف من صورة السمك الموضوعة على الغلاف او من المعرفة بنوعيته ومن شروط التذكية أخذ السمك وافتناصه وهو حي ولا يشترط كون  الأخذ مسلماً وعليه فالشروط في السمك أخف كثيراً من اللحوم الأخرى والثاني متحقق بحسب المنقول عن طريق صيد الاسماك واما الأول فالتعرف عليها سهل  .

 

مسألة 15 : هل توجد مجازر محددة يمكن التعامل معها بأن ثبت لديكم أن عملها مطابق للشروط الشرعية ؟

 

 بسمه تعالى : لا ينحصر جواز التعامل بانتاج مجزرة معينة او ماركة محددة  وإنما يجوز شراء الدجاج من أية مجزرة يثبت بشهادة العدول من المؤمنين إنها تذبح وفق الشروط الشرعية . واني استغل هذه الفرصة لوعظ أصحاب المجازر بان لا يورطوا  انفسهم في نار جهنم ويتحملون أوزارهم وأوزار كل المشترين منهم فلماذا يخالفون شريعة الله تعالى وهل في اتباعها عسر ومشقة أم ان تجارتهم تصبح كاسدة ؟ ! بل العكس هو الصحيح فان المجازر التي تراعي الشروط الشرعية ينشط عملها وتزداد بركه في عملها ويكثر رزقها لمباركة الله لهم ولإقبال المؤمنين عليهم ولتحسين سمعتهم مما يزيد الإقبال عليها فلماذا نترك خير الدنيا والاخرة ونجر إلى انفسنا ناراً وقودها الناس والحجارة اعدت للعاصين ، قال تعالى (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور 63 . كذلك اعظ أصحاب المطاعم ان يفكروا بطاعة الله تعالى فيقدموا لزبائنهم الدجاج بالطريقة الشرعية ولا يتساهلوا فيها من اجل ثمن بخس يعقبه عذاب أليم وكذا وكلاء اللحوم وأصحاب الأسواق والمواد الغذائية . وقد ثبت علمياً أن اللحوم المذبوحة على الطريقة الاسلامية أصلح للأستهلاك البشري لأن الحيوان ينفض أكثر مــــن 80 % من دمه عند الذبح بعكس الطريقة الآلية الأخرى فان أكثر الدم يبقى مما يؤدي الى تعفن اللحوم لذا ازداد إقبال غير المسلمين على شاء اللحوم من أسواق المسلمين ، هذه بعض ملامح عظمة ديننا وبركته في الدنيا والآخر ة . أسال الله تعالى أن يزيد مجتمعنا بصيرة في أمره .

 

مسألة 16 : هل يمكن البناء على قاعدة سوق المسلمين للشراء من الأسواق من دون التاكد من تذكيتها ؟

 

بسمه تعالى : ان القاعدة إنما يستند اليها في المجتمعات المسلمة عملياً بان تكون ملتفتة الى الحكم الشرعي ومطبقة له ولا يضر عدم التزام بعضهم بتلك الاحكام اما اذا كان المسلمون !! معرضين او غافلين عن الحكم الشرعي او تطبيقه لأمر أو لأخر فلا يمكن البناء عليه فمثلاً نسمع ان المجتمع متسامح في تذكية الدجاج وغير مكترث بمراعاة الشروط باعتبار سعة الحاجة اليه وكثرة الطلب مما لا يستوعب الانتاج او تم الالتزام بالشروط - كما يزعمون - لكننا لا نرى هذه المسامحة في ذبح الغنم والبقر ، فيمكن البناء على سوق المسلمين في الغنم والبقر اما الدجاج فيحتاج الى المزيد من السؤال والاستيثاق.