درس نبوي: تذكّر دائماً شعار (ثم ماذا؟ انه الموت)

| |عدد القراءات : 717
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

درس نبوي: تذكّر دائماً شعار (ثم ماذا؟ انه الموت)([1])

 

روى أمير المؤمنين (×) قال: (أخبرني حبيبي رسول الله (’) أن جبرئيل (×) نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: اذاً لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوماً وأشبع يوماً، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع الى ربي وأسأله، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد)([2])

هذا الموقف منه (’) لمعرفته بحقارة الدنيا وهوانها وعدم استحقاقها للالتفات اليها مهما عظم المعروض منها ولو كان من حلال ولو كان من دون ان ينقص من قدره عند الله تعالى شيء فلنتأسى برسول الله (’) وليكن شعارنا (ثم ماذا؟ اليس هو الموت وفناء الدنيا وثرواتها) اذن لا قيمة لها، ولا أقل من العمل بهذا الشعار عندما تعرض لنا معصية والعياذ بالله لان نتيجتها النار.

فعندما تميل النفس الى شهوة ونزوة بغير ما أحلَّ الله تعالى كالذي يحصل في أروقة الجامعات او الدوائر الرسمية فليخاطب نفسه وليقل لها: ثم ماذا؟ واذا دعاه غضبه أو أنانيته أو حسده أو حقده لظلم أحد فليكبح جماحه بسؤال ثم ماذا؟ واذا خدعه موقعه ومنصبه ووظيفته ليمّد يده على المال الحرام أو التجاوز على الحق العام أو الخاص فليتذكر ماذا بعد ذلك: انه الموت.

وبتعبير آخر: أنه عليك ان تحسب النتائج قبل الاقدام على الفعل، فان كانت العاقبة سيئة أو أن الحاصل لا يستحق تبعة هذا الفعل فلا تقدم عليه، لان النتيجة المؤلمة اذا حصلت فان الندامة والتأسف لا ينفعان في إزالتها فتذهب لذة الفعل وما كان يرجو من وتبقى تبعته وشقاؤه والله المستعان.

هذا الشعار من القواعد الاساسية التي تستندون اليها في بناء مستقبلكم المعنوي وحياة الاستقامة التي يريدها الله تبارك وتعالى.



([1]) بتاريخ 12/ج2/1438 المصادف 11/3/2017.

([2]) بحار الانوار:42/276.