خطاب المرحلة (461) المرجع اليعقوبي يدعو الى وجود قيادة وطنية واعية موحدة للمظاهرات

| |عدد القراءات : 1063
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 

المرجع اليعقوبي يدعو الى وجود قيادة وطنية واعية موحدة للمظاهرات([1])

دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) النخب المثقفة والاكاديميين من اساتذة الجامعات وغيرهم الى ان يأخذوا دوراً واضحاً ومحوريـاً في التظاهرات التي تشهدها البلاد لتوحيد المطالب ووضعها على طاولة المفاوضات باتجاه بلورة مشروع وطني اصلاحي واضح المعالم، ولضبط بوصلة حركة الجماهير وحماية المظاهرات من الانحراف واختراق المندسين وخاطفي الانجازات.

وقال سماحته في كلمة القاها امام عددٍ من الاساتذة والاكاديميين من (مركز الابداع ) للدراسات والبحوث الاستراتيجية بمكتبه في النجف الاشرف : ان غالبية الشعب يطالب بحل المشاكل الظاهرة التي يراها امامه ولا يلتفت الى الاسباب الاصلية المؤدية لها، كما لا توجد مطالب موحدة للمتظاهرين فالمشكلة لا تقتصر على انقطاع التيار الكهربائي او تردي الخدمات بل المشكلة اكبر من ذلك بكثير  وهنا تبرز اهمية دور النخب في تشخيص جوهر المشكلة اولاً ودراسة الاسباب الاساسية دراسة موضوعية ثم تقديم الحلول الجذرية لهذه المشاكل ثانياً.. وخذ مثالاً على ذلك مفوضية الانتخابات التي تكونت من ممثلي الكتل السياسية الكبيرة.. فكيف نتصور انها ستكون مستقلة وقد شكلت لرعاية مصالح تلك الكتل؟ بل كيف نتصور ان الانتخابات ستمضي بشكل نزيه ما دام المال السياسي والنفوذ والمصالح والوظائف الحكومية بيد الكتل المهيمنة وكذلك قانون الانتخابات الذي صّمم على مقاس المتنفذين لكي يقطع الطريق على اي مشروع نهضوي يضم دماءً جديدة، الامر الذي أدى الى إعادة استنساخ نفس الوجوه في كل عملية انتخابية، مع وجود تدجين وتخدير للشعب يساعد على سوقه الى حيث يريد المتسلطون، لذا فالحل لا يقتصر على السياسيين المتسلطين والنظام السياسي وإنما يمتد الى المؤسسات والجهات الساندة والمشرعنة للعملية السياسية .

وفي نفس السياق دعا سماحته الى ان تشكل المفوضية من جامعيين متخصصين بهذا الشأن وبمساعدة منظمات المجتمع المدني ومساندة المجتمع الدولي .

    كما اكد سماحته على ضرورة ان تكون العلاجات الاصلاحية جذرية وفعّالة وليست شكلية او ترقيعية  لانها ستكون خاضعة لتأثير الفاسدين الذين ركب بعضهم موجة التظاهرات لتغطية مفاسده والبعض الآخر اطلق التصريحات النارية لخلط الاوراق ليبقى الحال كما هو عليه ويبقى الشعب يرزح تحت قسوة الفساد والارهاب .

واضاف سماحته: ان عملية الاصلاح ليست لقلقة لسان بل تحتاج الى عمل دؤوب وضغط مستمر فحركة الجماهير وان كانت ليست واسعة وفق المقاييس لكنها ارعبت الفاسدين وهزتهم واجبرتهم على الرضوخ للحل بعد ان اخذت الجماهير دورها وتحركت وقد نبهنا لذلك ودعونا اليه قبل خروج هذه المظاهرات وتحديداً في خطبة عيد الفطر الماضي التي شرحنا فيها عبارة (اللهم اصلح كل فاسد من امور المسلمين ) والحديث الشريف (صنفان من امتي ان صلحا صلحت امتي الامراء والفقهاء ) وكلا الصنفين الوارد في الحديث يصنعهما الشعب فالأمراء (الحكام) يضعهم انتخاب الجماهير ودعمهم وتأييدهم كما ان الجماهير هي من تصنع قدرة الفقهاء وقوتهم الميدانية .([2])

واستغرب سماحته : لتأخر حركة الجماهير وانتفاضتها ولم تقل كلمتها طيلة 12 عاماً مضت بالرغم من التنبيهات المستمرة والتحذيرات المتوالية  من الاخطار المحدقة بالعراق وشعبه التي تضمنتها خطاباته وبياناته منذ عام 2006 والتي حذر فيها من خطر الفساد الاداري والمالي واعتبره اشد خطراً من الارهاب .([3])

كما حذر من سياسة الاستئثار ودعوات التقسيم والانفصال وتحشيد الجماهير طائفياً لتفكيك الائتلافات الطائفية وان تكون الائتلافات والاحزاب السياسية على اساس البرامج الوطنية التي تخدم الشعب .([4])

هذا ويذكر ان سماحته كان قد نبه ببيان هام قبل سقوط الموصل بأكثر من عام الى المخططات الشيطانية التي اعدت للمنطقة الاسلامية والعربية .([5])

واصدر عدة بيانات تزامنت مع سقوط الموصل في حزيران عام 2014 والاحداث التي تلتها :

1-    رُبَّ ضارة نافعة.. سقوط الموصل ([6])

2-    لا بديل عن الحوار والقبول بالتنازلات العادلة ([7])

3-    بعد عام على سقوط الموصل: لا زال الأمل بإعادة إنتاج عراق مزدهر موحّد ([8]).

 



([1] ) صدر بتاريخ السبت 13/ذق/1436 الموافق 29/8/2015 تزامناً مع خروج المظاهرات المطالبة بالإصلاح ومحاسبة المفسدين كل جمعة في بغداد والمحافظات، وعلى أثر الخطاب حاولت عدة جهات أن تعقد مؤتمرات لإبراز نفسها زعيمة للتظاهرات، ولم يكن ذلك مطابقاً للواقع فلم تثمر تلك التظاهرات شيئاً يُذكر حتى اضمحلت وتلاشت.

([2] ) الخطبة الثانية لصلاة عيد الفطر لعام 1436 بتاريخ 18/7/2015، وقد تقدمت في ص316 من هذا الكتاب.

([3] ) (خطاب (إذا لم يحترق السياسيون بالنار فإنهم لا يحلّون مشاكل البلاد) بتاريخ 18/7/2006، راجعه في خطاب المرحلة: ج4 ص306.

([4] ) (حوارات سياسية النقطة هـ) بتاريخ 24/11/2006، راجع خطاب المرحلة: ج5 ص29.

([5] ) (المشاريع الشيطانية التي أعدّت للمنطقة الإسلامية والعربية) بتاريخ 5/5/2013، خطاب المرحلة: ج8 ص201.

([6] ) راجع هذا الكتاب ص33.

([7] ) راجع هذا الكتاب ص36.

([8] ) راجع هذا الكتاب ص297.