الشباب: المحرك الرئيسي لحياة الامة والدم الذي يجري في عروقها

| |عدد القراءات : 3056
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الشباب : المحرك الرئيسي لحياة الامة والدم الذي يجري في عروقها

 

من هذا المبدأ الاجتماعي ينطلق كتاب الحوزة وقضايا الشباب في عالمهم الواسع المزدحم ليمد الفقيه يده الحانية المتفهمة لمشاكلهم .

 

إن الشباب الذي يعيش أجواء الدراسة لايجد في منهجه الدراسي زاداً وعوناً عندما يواجه الحياة بكل تفاصيلها شعبها . فهو حين تخرجه يدخل الحياة الحقة ، حياة العمل فيجد في دراسته عوناً لكي يواجه مصاعب العمل الوظيفي حيث يسعفه تحصيله العلمي بالمفاتيح والحلول .

 

ولكنه كذلك يواجه الحياة الانسانية فتبدأ أعاصيرها تتلقفه ومشاكلها تحيط به ، بل  يواجه مشاكله النفسية ومشاعره الانسانية فيجد أنه عاجز ليس فقط عن فهم الحياة الخارجية فهماً صحيحاً بل فهم نفسه التي هي أقرب الأشياء إليه .

 

والسبب لأن المدارس حين التقت به في عناء الحياة لم تغذيه بما يكون له سنداً وعوناً وإلهاماً .

 

ولهذا فإن شبابنا لا يستمتع بالحياة الانسانية الكاملة فتجده محصوراً في دائرة نفسه الضيقة ، سريع التقطيب والتململ  والتذمر والسبب يعود الى أنه مقطوع الصلة بثقافته الاسلامية  التي تبين له أسرار شخصيته لكي يسير في درب الحياة بعيون مفتوحة .

 

وهذا ما تكفل بايضاحها كتاب ( الحوزة وقضايا الشباب ) تكفل ببيان المشاكل الخارجية الحقيقية للشباب من قلة التفقه ، ضعف مستوى الوعي الديني والتبعية في المظهر والسلوك للغرب  والتدخين ، قضاء الوقات في الأمور النفقة والذوبان في الغريزة الجنسية ، والسفر للخارج دون مبررعقلائي . ولم ينحصر الكتاب في سرد هذه الاعراض لأن الكاتب سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) يؤمن بأن هذه المشاكل تعبير عن مشكلة جوهرية كامنة في صميم شخصية الشباب ، فكان همه الاساسي إيجاد الحلول لهذه المشكلة الخفية لكي تزول سائر الاعراض الخارجية بالتدرج. فإن الطبيب الحاذق لا يعالج الألم الخارجي بالتسكين الوقتي فحسب بل يبحث عن العلة الباطنية التي تولد هذه الاعراض .وبالفعل فإن الكتاب تجاوز مرحلة الوعظ والارشاد  ( النظري ) الذي لا يلامس نفسية الشباب ولا يمس مشاكلهم الحقيقية إلا مساً خفيفاً ، واستطاع أن يفهم هذه الشريحة الخطيرة من المجتمع .

 

فإن مشكلتها الأساسية  هي غياب عنصر العقيدة ، وانطفاء شعلة العاطفة الدينية في شخصيته مما سبب شعوره بالنقص  أمام  الحياة الغربية وأمام الموديل والطراز .

 

ومن هنا حرص الكتاب على توظيف آيات القرآن لكي تحل مشاكل الشباب العقائدية ولكي ينظروا الى الحضارة الغربية من علو وهم يرون أسفافها وضآلتها أمام الصرح القرآني الشاهق . فانه لايوجد كتاب  يعيد الثقة الى قلب الشباب كالقرآن .

 

ومن هنا نجد كتاب الحوزة وقضايا الشباب حرص على ربطهم بقافلة القرآن ، قافلة الأنبياء والصالحين لكي تتغير نظراتهم الى نفوسهم والى الحياة المحيطة بهم ،  حتى لا تكون هذه الحياة مسرحاً للهو والعبث .

 

فليجرب الشباب أن يتصفح هذا الكتاب ليجد فيه رحمة الفقيه وألمه الصادق واحساسه العميق بهموم الشباب ، بل ليجد فيه الحلول القرآنية الهادئة البسيطة لكي ما يتحرك في اهواء نفسه  من شكوك وتصورات خاطئة للدين  والحياة .

 

وسوف  يجد فيه النصيحة الصادقة بعيداً عن المثاليات التي لاتمت للواقع بصلة .

 

إن هذا الكتاب دعوة اليك أيها الشاب لكي تعود الى ذاتك من خلال العودة الى  عقيدتك الكامنة في أعماقك ، فهو يزيل الغبار بينك وبين عقيدتك لكي تتحقق هذه العودة.

 

إنه يأخذك برفق الى أجواء القرآن الكريم النظيفة الى أحضان الحوزة الحنونة الدافئة الحنونة لكي تشعر بالأمان والسلام ، ولكي تنظر الى المستقبل بعين التفائل والأمل المنشود بحياة كريمة تحوطها عناية الله وأنت  تحقق الانجازات الواسعة لشعبك الجريح المظلوم ، بل لكي تشعر باستقلالك عن أفكار الغرب .

 

وبرجولتك  القرآنية الكاملة لكي تقتحم  أبواب الحياة وأنت مفعم بالحياة وأنت مفعم بهذه الروح القرآنية التي سوف تشع في جنبات نفسك المراهقة  لتعيد لك القوة فإن المؤمنة القوي خير من المؤمن الضعيف.