من رسائل الشيخ اليعقوبي الى مؤمنة رسالية

| |عدد القراءات : 486
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

من رسائل الشيخ اليعقوبي الى مؤمنة رسالية إلى الأخت الفاضلة العلوية (زاد الله في شرفها): 


إن المعاناة التي تمرّ بها الأمة طبيعية لأنها تتعرض لولادة من جديد منّ الله تبارك وتعالى عليها لينقلها إلى حالة مواجهة جديدة تختلف عن سابقتها ومخاض الولادة يتضمن معاناة كبيرة والتضحيات التي ندفعها اليوم ثمناً لهذه الحالة هي أقل بكثير مما كنا ندفعه أيام الطاغية من دون أمل يلوح في الأفق.

وهذه الحياة الجديدة وإن لم تكن بالشكل الذي ضحى من أجله علماء وقادة الإسلام وشبابه الواعي إلا انها بالتأكيد خطوة نحو الامام زرعت الأمل بحياة إسلامية أفضل وبقي أن نكون نحن على مستوى المسؤولية من الوعي والحكمة وتحمل الأمانة وهو ما كشفت السنتان منذ سقوط صدام اللعين ان الأمة مازالت تحتاج إلى تربية طويلة لتصل اليها ونحمد الله تعالى اننا لم نزجّ الأمة في معركة ليست محسوبة النتائج وليست مؤهلة لخوضها أو إنها لا تملك مشروعاً لما بعد المعركة.

أقول هذه الكلمات لأنّكِ ممن أؤمل الخير والنصرة في هذه المواجهة الحضارية الشاملة حيث برز الشرك والكفر كله فعلينا أن نمثل الأيمان كله في أخلاقه وسلوكه وصبره وتضحيته وعلمه وحكمته ورحمته وسعة صدره وحبّه وإخلاصه فاني ارى اليوم ان قد (برز الايمان كله إلى الشرك كله) ولكن مهما عظمت هذه المواجهة فانها تبقى في حيز (الجهاد الأصغر) الذي لا يؤتي ثماره الحقيقية الا إذا اقترن بـ (جهاد اكبر) تتخلص فيه النفس من أهوائها وعباده الطاغوت وحب الجاه والدنيا الذي هو رأس كل خطيئة وينقى القلب من أدرانه فلا يبقى فيه حسد ولا حقد ولا تعصب ولا شرك بل يكون (سليماً) مؤهلاً لان يكون الصراع الطويل الشامل بين جنود الرحمن وجنود الشيطان في ميدان النفس البعيد الأغوار ولا زالت كلماتك في خطاب (في أي مرحلة نحن ) وغيرها ماثلة أمام عيني وأن القلب الذي خرجت منه تلك الزفرات لحري أن يبقى متقداً بالإخلاص والغيرة والحماس ببركات جدتك الزهراء عليها السلام التي هي نبراس الرجال والنساء على حد سواء ، أكرر دعائي واعتذاري .

 

 

 

محمد اليعقوبي

 

5 ذج / 1425هـ