المرجع اليعقوبي : دوام القضية الحسينية واتساعها وتحولّها إلى قضية إنسانية عالمية من أوضح تجليّات تحقيق النصر النهائي للمؤمنين
المرجع اليعقوبي : دوام القضية الحسينية واتساعها وتحولّها إلى قضية إنسانية عالمية من أوضح تجليّات تحقيق النصر النهائي للمؤمنين
بسمه تعالى
الاثنين 6/10/2019 م
8/صفر/ 1441 هـ
بينَّ سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ان دوام القضية الحسينية واتساعها وتحولّها إلى قضية إنسانية عالمية إنما هو من أوضح تجليّات اتمام النور الإلهي وتحقيق النصر النهائي للمؤمنين ، مشيراً الى ان رسالة الامام الحسين (عليه السلام) بقيت تخاطب الأجيال جيل بعد جيل وتزداد قوةً وتأثيراً رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الطواغيت عبر التاريخ من أجل إطفاء هذا النور الإلهي العظيم .
جاء ذلك خلال لقاء جمع سماحته بجمع من فضلاء الحوزة العلمية قبل انطلاقهم للتبليغ في المواكب الحسينية ، حيث تطرق سماحته الى تفسير قوله تعالى {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة:32) ، موضحاً ما تشير اليه الآية من محاولات يائسة وبائسة لأعداء الإسلام سواء كانوا من داخل المجتمع المسلم (المنافقين) أو من خارجه من أجل القضاء على الدين وتحريفه ، مبيناً سخرية القرآن الكريم من تفاهة تلك المحاولات من خلال تصويرها بمن يريد أن يطفئ نور الشمس الوهاج بنفخة هواء من فمه .
وأشار سماحته الى ان تلك السخرية لا تعني الاستخفاف بمكائد ومخططات الاعداء وامكاناتهم المادية ، فهي إنما تكون ضعيفة وعاجزة عندما تُواجَه بالإيمان والوعي وقوة العقيدة والهمة والعزيمة وتفعيل سائر إمكانيات الأمة وطاقاتها البشرية والمادية ، وحينئذ يتحقق النصر النهائي لدين الحق كما وعدت به الآية الكريمة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة:33) .
وأوضح سماحته أن الأعداء لا يكتفون بالحرب الخشنة الظاهرة من أجل تحقيق مآربهم وإنما يستخدمون الحرب الناعمة أيضاً من خلال تحريف تعاليم الدين وتعطيل أحكامه وتحويله إلى شكليات طقوسية خالية من المضمون لا تحقق الغرض الذي يريده الله تبارك وتعالى ، مؤكدا على ضرورة أن يحرص المؤمنون الرساليون أشد الحرص من أجل يكون لهم بصمة في تحقيق النصر الإلهي من خلال إعلاء كلمة الله تعالى ونشر تعاليم الدين وتعريف الناس بسيرة أهل البيت (عليهم السلام) سعياً لإحداث التوازن بل التفوق على محاولات الأعداء ، لافتاً الى أن المسيرة ماضية نحو التمام ولا تتوقف على وجود أحد ، والمتخلف عنها إنما يحرم نفسه من الفوز العظيم .
وفي ختام حديثه أشاد سماحته بالجهود الكبيرة التي يبذلها خدمة زوار الامام الحسين (عليه السلام) الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل خدمة الزوار الكرام منوهاً الى ضرورة قيام المبلغين بدورهم في توعية الزائرين وإرشادهم وتعليمهم أحكام الدين بما يسهم في تحقيق اهداف الثورة الحسينية المباركة .