المرجع اليعقوبي: الحج من أوضح مظاهر ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وإهداء الاعمال يزيد من قيمتها
المرجع اليعقوبي: الحج من أوضح مظاهر ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وإهداء الاعمال يزيد من قيمتها
بسمه تعالى
الأحد 3/ ذق/1440
7/7/2019
المرجع اليعقوبي: الحج من أوضح مظاهر ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وإهداء الاعمال يزيد من قيمتها
ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) محاضرة في جمعٍ من مرشدي قوافل الحجاج بمكتبه في النجف الاشرف والتي تزامنت مع الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاده السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس الله سره) فاستهّل سماحته المحاضرة بتأبينه بالعبارات التالية:
أعظم الله أجورنا وأجوركم بالذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد مرجعنا وقائدنا وأبينا ومرشدنا والذي كانت أسباب تعلقنا به عديدة لا تقتصر على التقليد والمرجعية نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم امتداداً لنهجه المبارك الذي هو نهج الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وحاشا لكرم الله تعالى ولطفه أن يترك الأمة سدى بدون أن يأخذ بيدها نحو الرشاد والإرشاد، بلطفه جل وعلا والبركة بكل من وعى منهج السيد الشهيد وسار عليه وتمسك به وذلك هو الفوز العظيم.
وبعد هذا الاستهلال تطرق سماحته لجملة من الأمور حث فيها على اغتنام فرص مواسم الحج بل كل ايام حياتنا للتجارة مع الله تعالى[1] بكل ما نستطيع من القربات بالأعمال الصالحة وأن تكون هذه التجارة المباركة باتجاهين:
الأول هو زيادة الأعمال الصالحة (من حيث الكيف) والتي تأتي بالثمرة الطيبة في الدنيا والآخرة.
والثاني زيادة قيمة نفس هذه الأعمال (من حيث الكم) وزيادة ربحها كـ (صلاة متطيب أفضل من سبعين صلاة بغير طيب)[2] و(صلاة الرجل في جماعة خير من صلاته في بيته أربعين سنة")[3] وليس هذا غريباً على كرم الله تعالى وعطائه {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص : 54] .
واكد سماحته أن من الامور التي تزيد في قيمة العمل وتعطيه ثواباً أكثر هو أهداه الى الآخرين وفق نسقٍ تصاعدي ويزداد الأجر والثواب بازدياد عدد المهدى اليهم فقد ورد عنه (عليه السلام): لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حجة، من غير أن تنقص حجتك شيئا[4] .
وقد توترات الروايات على ذلك، ومنها ما روي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يشرك أباه وأخاه وقرابته في حجه، فقال (عليه السلام): إذن يكتب لك حج مثل حجهم، وتزداد أجرا بما وصلت.[5]
ولفت سماحته إلى أن إهداء ثواب الأعمال الصالحة يكون أكثر أجراً وأعظم قدراً عند الله تعالى عندما يكون هذا الإهداء إلى المعصومين (سلام الله عليهم) وهذا أفضل ما تكون عليه نيابة الأعمال الصالحة وإهداء الثواب فهم الذين ندين لله تعالى بولايتهم وبمحبيهم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) الشورى /23.
وقال سماحته: ينبغي أن نستحضر ولاية أهل البيت (عليهم السلام) في عقولنا وقلوبنا خلال مواسم الحج ونوصل هذا المعنى الى الحجاج.. فالحج إنما هو مظهر وتجلي من تجليات ولايتهم (سلام الله عليهم) والولاية هي روح الحج وروح التوحيد لله تبارك وتعالى، ومن أشكال الولاية هو إهداء ثواب الأعمال لهم ونيابة عنهم (سلام الله عليهم).
وأضاف سماحته : سمعنا بواسطة عن بعض من نثق بهم إن من الحجاج من يأتي بأربعة عشر عمرة على عدد المعصومين (عليهم السلام ) وأن كان مشهور الفقهاء يذهب إلى إمكانية الإتيان بعمره واحدة فقط في الشهر عن نفس المعتمر ونحن نخالفه في ذلك وقد ناقشنا ذلك في بحث الخارج في مسألة (الفاصل الزماني بين العمرتين ) وتوصلنا في بحثنا إلى جواز الاتيان بعمرتين في شهر واحد عن نفس الشخص ولنفسه أما إذا كان ينوي عن الآخرين فله أن يعتمر ما شاء بحسب الاستطاعة وللاستثمار الأمثل للوقت ولزيادة النفع والأجر نعتمر نيابة عن المعصومين (عليهم السلام) ولا داعي للتقييد بعمرة واحدة ولنا في ذلك الأجر الجزيل ولنكون من الرابحين فقد ورد في الحديث القدسي (خلقت الخلق ليربحوا علي لا لأربح عليهم) [6]
نسأل الله تعالى أن يجعلنا معهم (عليهم السلام) في الدنيا والأخرة وهذه هي التجارة التي لا تبور وهذا هو الربح العظيم الذي لا خسرانا معه ولا غرم فقد اختزلت الأحاديث الشريفة هذا المعنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] . (الدنيا مزرعة الأخرى ومتجر أولياء الله) الحكمة: 131.
[2] - (وسائل ج/3 ص 315)
[3] - (مستدرك الوسائل ج1 ص 446)
[4] - (الكافي 4/317 /10)
[5] - الكافي 4 : 315 | 1 ، وأورد ذيله في الحديث 1 من الباب 18 من هذه الابواب .
[6] - (جامع السعادات ص228)