في ذكرى يوم الشهيد الكوردي الفيلي
في ذكرى يوم الشهيد الكوردي الفيلي
بسمه تعالى
الخميس 28/ رجب الاصب/1440 هـ
4/ نيسان /2019 م
في ذكرى يوم الشهيد الكوردي الفيلي
دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الجهات الحكومية – ذات العلاقة- الى الاسراع برفع المظالم التي طالت ابناء شعبنا من الكورد الفيليين واعادة حقوقهم المستلبة حيث لا زال قسم كبير منهم تحت وطأة المعاناة والتضييع بالرغم من مرور اكثر من 15 عام على زوال حكم النظام الصدامي القمعي .
وقال سماحته (دام ظله ) خلال كلمة القاها في وفد من الكورد الفيلين بمكتبه في النجف الاشرف بصحبة ممثلهم في البرلمان والذي تزامن حضورهم مع ذكرى يوم الشهيد الفيلي وهو الرابع من نيسان من كل عام :-
نستذكر بألم ٍ و أسفٍ بالغين مأساة إخوتنا الكورد الفيليين هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع العراقي من جهة حضورهم الفاعل على المستوى الديني والاجتماعي والاقتصادي .. والتي عانت من القتل والاعتقال والتهجير وسلب المواطنة والممتلكات .. ولا زال الكثير من ابنائهم مغيّبون لم يجدوا أثراً لهم، جرّاء سياسيات قمعية ظالمة بعيدة عن كل القيم الدينية والانسانية، حيث دفعوا ثمناً مضاعفاً بسبب انتمائهم الطائفي والقومي وعوقبت أمة بكاملها على اثر حادث مفتعل عام 1980 ولا زالت صورتها حاضرة بالذهن حيث كنت في وقتها طالباً في الجامعة، وكانت نية تصفيتهم مبيّتة لأنهم كانوا يمثلون أحد مراكز القوة الاقتصادية والاجتماعية للشيعة في بغداد ومدن أخرى.
وحذّر سماحته المسؤولين من التسامح والتهاون في اعادة الحقوق المادية والمعنوية المستلبة لهذه الشريحة المظلومة وكل الشرائح الاخرى في بلدنا العزيز فلا زال بلدنا يعاني الكثير من المظالم وجراحاته لازالت نازفة وآثار جريمة قمع الاخوة الكورد الفيليين وغيرها من الجرائم لازالت ماثلة لم تجد الحلول بالرغم من مرور اكثر من عقدٍ ونصف على زوال حكم الطاغية لافتاً الى خطورة مواقع السلطة وحساسيتها لكونها سلاحاً ذا حدين حيث يمكن جعلها احدى فرص الخير والطاعة واستثمارها لإنصاف المظلومين واعادة الحقوق ورعاية المحرومين وقضاء حوائج الناس وإلا فإنها ستكون وبالاً على اصحابها وسيكون الغُرم كبيراً عليهم.. مذكراً بقوله تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات : 24] ، ودعاء الامام زين العابدين (عليه السلام) :( اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ مَظْلوُمٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي فَلَمْ انَصُرْهُ ... وَمِنْ حَقِّ ذي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ أُوَفِّرْهُ).
من جانب اخر دعا سماحته الكورد الفيليين في اكثر من مناسبة الى توحيد صفوفهم والالتفاف حول قيادتهم المخلصة التي تأخذ بأيديهم الى ما فيه الخير والصلاح، وعدم تذويب هويتهم في الاخرين، فتضيع في خضّم الصراعات الحزبية والفئوية فيستضعفهم الاخرون.